الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

رئيس بلدية بيت لحم يرد على نتنياهو

نشر بتاريخ: 15/10/2018 ( آخر تحديث: 15/10/2018 الساعة: 21:46 )
رئيس بلدية بيت لحم يرد على نتنياهو
بيت لحم - قال رئيس بلدية بيت لحم المحامي انطون سلمان ان تصريحات رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو بشأن بيت لحم والمسيحيين في فلسطين هي محاولة اسرائيلية اخرى لتحريف حقيقة الاحتلال الاسرائيلي وبخاصة اثار السياسات الاسرائيلية على المجتمع المسيحي الفلسطيني منذ عام 1948.

ونصح سلمان في بيان وصل معا نتنياهو بالتوقف عن استخدام المسيحيين كأداة لتلميع الاحتلال.
وفيما يلي نص البيان:

إن بيان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم أمس هو محاولة اسرائيلية اخرى لتحريف حقيقة الاحتلال الاسرائيلي وبخاصة اثار السياسات الاسرائيلية على المجتمع المسيحي الفلسطيني منذ عام 1948.

إذا كان السيد نتنياهو مهتماً بوضع المسيحيين الفلسطينيين خاصة في منطقة بيت لحم لكان أعاد الـ ( 22,000 ) دونم من اراضي بيت لحم التي تم ضمها بشكل غير قانوني إلى اسرائيل بغرض توسيع المستوطنات. لكان فكك جدار الفصل الذي يفصل بيت لحم عن القدس لاول مرة منذ 2000 عام من المسيحية. ولكان توقف عن فرض قيود على حركة الفلسطينيين بما في ذلك آلاف الفلسطينيين المسيحيين المقيمين في المنفى والذين تعتبر عودتهم مستحيلة بسبب التحكم الاسرائيلي بسجلات المواطنين الفلسطينيين ، على سبيل المثال في الاردن وحدها -بضعة كيلومترات عنا – يوجد على الاقل ( 20,000 ) مسيحي فلسطيني من منطقة بيت لحم محرومين من جمع الشمل العائلي لا بل لا يستطيعون دخول المدينة ولو حتى للاحتفال بعيد الميلاد المجيد وذلك بسبب القيود العسكرية الاسرائيلية.

نود تذكير السيد نتنياهو بأنه هو نفسه الذي دعم بناء واحدة من أكثر المستوطنات المحيطة ببيت لحم ضرراً ، جبل أبو غنيم ( هار حوما ) وانه في عام 2015 صرح أنه بإقامته المستوطنة فإنه يمنع التواصل بين بيت لحم والقدس. يوجد أكثر من ( 100,000 ) مستوطن اسرائيلي يحيطون ببيت لحم من كافة الجوانب ، ويقللون من منطقة السيطرة الفلسطينية على بيت لحم إلى اقل من 13% من المحافظة ويجعلون من أمر التخطيط للمدينة مُستحيلاً ، إضافة إلى ذلك فلقد كان السيد نتنياهو هو الذي صَوَّت ضد إعلان كنيسة المهد ومسار الحجاج كموقع تراث عالمي وكانت سياساته بالمضايقة وراء قرار الكنائس إغلاق كنيسة القيامة لثلاثة ايام احتجاجاً على سياسة الضريبة الكنسية.

إن تعليقاته كانت ايضاً مليئة بالمغالطات التاريخية . إنه لمخجل بينما يُسمي نفسه " حامي المسيحية " فإنه يستغل المسيحيين كأداة لنقاط حديثه حول " الاسلاموفوبيا " إن انخفاض نسبة المسيحيين في بيت لحم وفي باقي فلسطين إنما كان بسبب نكبة ال 1948 ومخططات اسرائيل وسياساتها الاستيطانية التي ابتدأت عام 1967. وهذه الحال كانت في القدس الغربية حيثُ تم نفي جالية مسيحية فلسطينية كبيرة من عين كارم والطالبية والقطمون وأماكن أخرى من قبل اسرائيل. يوجد اليوم في القدس حوالي ( 12,000 ) مسيحي فقط من أصل ( 31,000 ) مسيحي كانوا موجودين فيها عام 1948.

نود نصيحة السيد نتنياهو التوقف عن استخدام المسيحيين كأداة لتلميع الاحتلال. أفضل شيء يُمكنه عمله لمستقبل سلام وتعايش حيث المجتمع المسيحي ممكن أن يزدهر مجدداً هو إحترام التزاماته بموجب القانون الدولي بما في ذلك قرارات مجلس الامن رقم ( 478 ) بشأن القدس ورقم ( 2334 ) بشأن المستوطنات ، وتفكيك المُستعمرات غير القانونية وجدار الفصل المُحيط ببيت لحم شاملاً واد كريميزان وانهاء احتلال فلسطين كلياً والسماح بعودة شعبنا إلى مدينته. إنها ليست الحكومة الفلسطينية التي تمنع عودتهم سيد نتنياهو : إنها حكومتكم.

أود استغلال هذه المناسبة لأناشد رؤساء الكنائس في القدس وقداسة الحبر الاعظم لرفع أصواتهم ضد استخدام الدين لأهداف سياسية. لا يمكن قبول بعد الان بان يتم استخدام الانجيل بشكل خاطئ لتبرير جرائم ومخالفات ضد التعاليم والقيم المنشورة من سيدنا يسوع المسيح.