الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

اختتام مهرجان "ايام فلسطين السينمائية" الدولي

نشر بتاريخ: 24/10/2018 ( آخر تحديث: 24/10/2018 الساعة: 13:00 )
اختتام مهرجان "ايام فلسطين السينمائية" الدولي
رام الله- معا- اختتمت ليلة امس الثلاثاء مؤسسة فيلم لاب: فلسطين فعّاليات مهرجان "أيام فلسطين السينمائية" الدولي في دورته الخامسة، في قصر رام الله الثقافي مع الفيلم السوري "يوم فقدت ظلي" للمخرجة والذي حاز على جائزة "لويجي دو لورانتس" عن عملها الأول يوم فقدت ظلي في مهرجان فينيسيا الدولي. 
جاء ذلك بالشراكة مع وزارة الثقافة وبلدية رام الله، وبحضور الأميرة ريم علي عضو في مجلس مفوّضي الهيئة الملكية الأردنية للأفلام ومؤسسة معهد الاعلام الأردني.
كما وحضر وقائع حفل الاختتام كل من القنصل العام الأردني لدى فلسطين نزار القيسي، ورئيس البعثة الدبلوماسية الأردنية لدى فلسطين محمد أبووندي ووزير الثقافة ايهاب د. بسيسو ووزير التربية والتعليم د. صبري صيدم، ورئيس بلدية رام الله المهندس موسى حديد وعمار العكر الرئيس التنفيذي لمجموعة الاتصالات الفلسطينية والمهندس مازن كرم مدير شركة المقاولون العرب في فلسطين.
هذا واختتم المهرجان بحفل توزيع جوائز "طائر الشمس" عن افضل الافلام المشاركة في المسابقة عن فئات الفيلم الروائي الطويل والروائي القصير وفئة الانتاج. وبناءً على قرارات لجان التحكيم المختصة لكل فئة، فقد فاز الفيلم "تشريح الحب" لرياض دعيس عن فئة الانتاج، فيما فاز فيلم "تمزق" لياسمينة كراجة، مناصفة مع المخرج صلاح ابو نعمة في المنطقة "ج" عن الفيلم الروائي القصير، وفاز فيلم "حب بري" للمخرجة جمانة مناع عن فئة الفيلم الوثائقي الطويل، وحصل لفيلم (على عتبة الدار) للمخرجة ساهرة درباس على تنوية خاص من لجنة التحكيم. 
وتقدم هذا العام اكثر من 60 فيلمًا للمسابقة، تم اختيار 22 منهم للمشاركة يشمل 4 أفلام عن فئة الفيلم الوثائقي الطويل و13 فيلمًا عن فئة الفيلم القصير و5 عن فئة الانتاج. 
كما وتم تشكيل 3 لجان تحكيم مختصّة مكونة من سينمائيين ومختصين محليين ودوليين وعرب، لاختيار الافلام الفائزة بالمسابقة. من الجدير ذكره انه وللسنة الاولى خصصت منحة مالية بقيمة 2000 يورو لكل من الفائزين عن كل فئة الوثائقي الطويل والروائي القصير. كما خصص ريع بيع التذاكرة كافةً لدعم الفائز او الفائزة عن فئة الانتاج الى جانب حصول الفائزة على كاميرا ومعدّات تدريج اللألوان ودمج الصوت، ونسخة عرض السينما الرقمية (DCP)، في ورشة عمل في "آرهوس". بينما ستتحمل مسؤولية تجهيز وتوزيع الفيلم شركة MAD Solution. 
يذكر ان مسابقة طائر الشمس تنظم للسنة الثالثة على التوالي، وهي اول مسابقة افلام سينمائية في فلسطين.
وشهد المهرجان هذا العام التفافا جماهيريا منقطع النظير في المواقع المختلفة. حيث نجح المهرجان في دورته الحالية في استقطاب وعرض اكثر من 60 فيلـما دوليا عربيا ومحليا في خمس مدن فلسطينية شملت العاصمة القدس ورام الله ونابلس وبيت لحم وغزة. هذه الافلام جاءت من أكثر من 20 دولة شملت فرنسا والمانيا وكندا وسوريا ومصر ولبنان والاردن والعراق وتونس والمغرب والجزائر والدينمارك والنرويج وصربيا والولايات المتحدة واليونان وسويسرا واليابان والبرازيل والسويد وتشيلي وفلسطين.

من جانبها صرحت صاحبة السمو الملكي الأميرة ريم علي، عضو في مجلس مفوّضي الهيئة الملكية الأردنية للأفلام ومؤسسة معهد الاعلام الأردني "في أول زيارة لي لفلسطين، يسعدني ويشرفني أن أشارك في فعالية سينمائية تشهد على مدى الاهتمام بالثقافة والفن على الرغم من الظروف العسيرة في البلد. كما أنها تؤكد على ضرورة اسماع صوتنا للعالم، واتاحة الفرصة للشباب والمثقفين والفنانين ليعبروا عن آرائهم وقضاياهم وشجونهم وأحلامهم." "ونحن في الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، التي أسسها زوجي الأمير علي بن الحسين، نثمن الانتاجات والخبرات السينمائية الفلسطينية ولا نتلكأ في الاستعانة بها ودعمها والترويج لها." "وأخيرا وليس آخرا، نعتز بالشراكة القائمة بين الهيئة الملكية الأردنية للأفلام وفيلم لاب فلسطين، والتي تجسدت في إقامة فعاليات مشتركة في الأردن – ورش عمل، عروض أفلام، ندوات حوارية – ونأمل استمرارها وتطورها لخدمة السينما الأردنية والفلسطينية."
كما وصرّح المدير الفني لمؤسسة "فيلم لاب - فلسطين" المخرج حنا عطالله :" نحن سعداء للغاية بوجود صاحبة السمو الملكي الأميرة ريم علي معنا هنا، ويشرفنا استمرار الشراكة والتعاون مع الهيئة الملكية الأردنية للأفلام بهدف تطوير الانتاج السينمائي وتنمية الثقافة السينمائية، و اعادة احياء الثقافة السينمائية في البلدين". وأكّد عطا الله "انه وبالرغم من الظروف السياسية والتمويلية المعقدة الا ان "فيلم لاب - فلسطين" حريصة على اقامة هذه الفعالية السنوية والتي بدورها تضيف الكثير الى الحيز الثقافي المحلي عامةً والى المشهد السينمائي الفلسطيني خاصةً، من خلال الافلام المشاركة والضيوف المشاركين وكونه يساهم في تطوير آفاق سينمائية لدى الجمهور المتلقي".
الى جانب استقطاب الجماهير الواسعة التي توافدت الى صالات العرض وفعاليات المهرجان المختلفة، أثمر المهرجان عن توقيع مجموعة من الاتفاقيات التي تهدف الى توسيع الشراكات المحلية والعالمية وتطوير المشاريع سينمائية. حيث وقّع وزير التربية والتعليم العالي د. صبري صيدم، والمدير الفني لمؤسسة "فيلم لاب – فلسطين" حنا عطا الله، خلال ايام المهرجان مذكرة تفاهم لتنفيذ برنامج "تنمية الثقافة السينمائية للأطفال في القدس" والذي سيمتد على مدار عامين.وحضر مراسم التوقيع، المدير التنفيذي لـ "فيلم لاب" د. بريجيت بولاد، ومدير عام النشاطات الطلابية في الوزارة صادق الخضور، والقائم بأعمال مدير العلاقات العامة والدولية نيفين مصلح، ورئيس قسم الفنون التشكيلية والتعبيرية رياض صوالحة.وفي هذا السياق، أكد صيدم الاهتمام الذي توليه الوزارة لتعزيز مفهوم ودور السينما في المدارس الفلسطينية، وأنها تعمل لتحقيق رُؤاها لإيجاد دار للسينما في مدرسة. ولفت إلى أن توقيع هذه المذكرة يعد نقطة انطلاق رئيسة نحو تسخير الأفلام لشرح معاناة الشعب الفلسطيني؛ "وليس أقلها معاناة أهلنا في القدس، وتوظيف الكاميرا للحديث عن مدارس التحدي والإصرار وكل المدارس الفلسطينية.
كما واثمر المهرجان عن اعلان التعاون الدائم ما بين مؤسسة فيلم لاب والمسرح الوطني الحكواتي في القدس، وتم الاتفاق على برمجة عروض افلام في المسرح بشكل دائم على مدار العام. هذا بالاضافة الى الاعلان عن مشروع "تداخلات ابداعية" المشترك ما بين مؤسسة فيلم لاب وجامعة شيفيلد البريطانية بهدف ترميم افلام سينما الثورة الفلسطينية والذي يهدف الى الحفاظ على الأرشيف والذاكرة الفلسطينية، من خلال تناول الأرشيف والأفلام التي دمرت نسخها او نهبتها قوات الاحتلال ابّان الغزو الاسرائيلي الى لبنان عام 1982 وتحديدًا ارشيف وحدة أفلام فلسطين، الذي قام جيش الاحتلال الاسرائيلي بمصادرته دون اتاحة اي امكانية لاسترجاع ذاك الكنز السينمائي.
هذا بالاضافة الى تمديد اتفاقية التعاون القائمة ما بين مؤسسة "فيلم لاب فلسطين" وصندوق "ميديانبورد" الالماني والتي تمنح الإقامات الفنية لصانعي وصانعات أفلام فلسطينيين محترفين الفرصة للإقامة في مدينة برلين لمدة 3 أشهر والتي تهدف الى تطوير مهاراتهم واعطائهم فرصة التعلم عن مهنة صناعة الأفلام في ألمانيا، بالاضافة إلى لقاء منتجين ومهنيين اجانب من نفس المجال. وتشمل الاقامة السينمائية تغطية كاملة (تكلفة المكوث والسفر والمصاريف اليومية). هذا الى جانب التعاون ما بين المعهد الثقافي الفرنسي في القدس مع مؤسسة فيلم لاب للمرة الأولى والذي أثمر عن دمج الركن الفرنسي – عربي ضمن مهرجان هذا العام.
ولم يقتصر المهرجان على عروض الافلام فقط، إذ تخلله تنظيم العديد من ورشات العمل وطاولات حوار من خلال "ملتقى صنّاع السينما" الذي استهدف المخرجينات والمهتمينات بصناعة السينما في فلسطين من كافة الاجيال والاعمار بهدف تبادل الأفكار السينمائية وفتح المجال امام المشاركين لتبادل ثقافة وتجربة صناعة الأفلام متعددة الثقافات وتطوير الرؤية السينمائية مع أكثر من من 50 ضيفًاة من الناشطينات في القطاع السينمائي الدولي والعربي والرائدين ات في المهرجانات السينمائية الدولية والعربية للمشاركة في الملتقى. كما وهدف الى تسليط الضوء على الأفلام ذات الميزانية المنخفضة نظرا لنقص فرص التمويل في المنطقة، بهدف فتح المجال لفرص تمويلية وشراكات إقليمية ودولية، وبإمكان صناع السينما المحليين والطلاب المشاركة مجانا.
وكانت ايام سينمائية قد انطلقت يوم الأربعاء الماضي في 17 تشرين اول اكتوبر في القصر الثقافي في مدينة رام الله مع فيلم "البرج" للمخرج النرويجي ماتس غرود. الفيلم الذي تحدث عن طفلة فلسطينية تعيش في مخيم الاجئين الفلسطيني في لبنان برج البراجنة، والتي تتعرف على تاريخ عائلتها من خلال القصص التي رواها ثلاثة أجيال سابقة من اللاجئين في المخيم. استوحى مخرج الفيلم غرود فكرة الفيلم واحداثه من واقع الحياة في المخيم ومن قصص الاطفال الذين عاش معهم ورافقهم داخل المخيم على مدار عامٍ كامل. وما يجدر ذكره في هذا السياق، أن الفيلم انتج هذا العام ويعتبرعرضه ضمن المهرجان العرض الاول على صعيد العالم العربي. وتزامنا مع الذكرى ال ٧٠ للنكبة الفلسطينية والخطوات التي اتخذتها الادارة الامريكية ضد وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" ومساعيها الالغاء حق العودة، تم اختيار فيلم "البرج" للمخرج النرويجي ماتس غرود ليكون فيلم الافتتاح لهذا العام
ولم يكن لمهرجان أيام السينمائية ان تنجح هذا العام لولا الدعم والشراكة والتعاون مع المؤسسات المحلية والدولية، حيث اقيمت هذه الفعاليات بالشراكة مع بلدية رام الله ووزارة الثقافة الفلسطينية وبتمويل من البنك الاسلامي للتنمية، برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والممثليات السوسرية والفرنسية والنرويجية والالمانية والارجنتينية، والبيت الدينماركي في فلسطين ومؤسسة عبد المحسن القطان. وبرعاية رئيسية من شركة "جوال" وشركة المقاولون العرب CCC ورعاية ذهبية من مؤسسة غياث ونادية سختيان الخيرية وبنك الاتحاد. وبرعاية إعلامية من تلفزيون فلسطين وإذاعة راية إف إم. و TV5 Monde ومجلة رمان الثقافية وموقع ميدل ايست مونيتور. وبالتعاون مع العديد من المؤسسات والمراكز الثقافية الفلسطينية المحلية.