يا مثبت العقل والدين بقلم : ابراهيم مخامره
نشر بتاريخ: 25/02/2008 ( آخر تحديث: 25/02/2008 الساعة: 18:17 )
بيت لحم - معا - عندما تتطلع على أجندة المشاريع المدرجة على أولويات العمل في المؤسسات المعنية وخاصة فيما يتعلق بملاعب كرة القدم ، تكاد لا تجد على الورق أثرا لملعب الشهيد وفا حتى في المشاريع القابلة للتسويق ، ويتبادر للذهن عند ذكر اسم الملعب وكأنه لا يتعدى عن كونه "حاكورة " مقامة على بقعة نائية خارج حدود الوطن ، ولتجمع سكني لا يتعدى الخمسماية نسمة .
لقد تناسى الكثير أن هذا الملعب أقيم بجهد بلدي ذاتي في أصعب وأحلك الظروف في اللحظة التي كان يندر وجود ملعب بمواصفاته ، وقد كانت الرؤية تطمح بان يكون إستادا دولي وخير دليل على ذلك مخططة الرسمي الذي تم تصميمه من قبل امهر المهندسين المختصين .
لقد كان الأمل مبنيا على السلطة حين قدومها ، وما إن تم تشكيل وزاراتها حتى كان المخطط على طاولة القرار ينتظر من يوليه الاهتمام ، ليس هذا فحسب بل كلما كان يوضع في الأدراج وملفات الأرشيف في المخازن يعاد إحياؤه من قبل مؤسسات البلد ثانية ، وهكذا على مدار اثني عشرة عاما مضت ، وكنا في حينه نستميح العذر لأي كان تحت وطأة عدم توفر الدعم ، إلا أن الأمر أصبح مزمنا بعد مباشرة العمل في إنشاء ملعبين لا يبعد الواحد عن الأخر خمسة كيلو مترات وهناك العديد من الملاعب قيد الإنشاء والأخرى يتم إدراجها ضمن المشاريع ، وملعب الشهيد وفا تقطعت أوصاله وهو قيد الانتظار ، ولم يتعدى الاهتمام به عن الوعود كمسكنات لا أكثر . وان المبلغ المرصود له من قبل "SHF " هو بجهد المجلس البلدي على حساب مشاريع حيوية وليست من جهد أي كان على الرغم من ان المبلغ لا يتعدى ال "250000 " $
وسؤال الأهم لاندري ماهو السر في ذلك؟
هل بيئة مجتمعه تعداد سكانها يفوق "60000" ألف نسمة وبمساحه تزيد عن مئتي كيلومترمربع وتفوق في تعداد السكان والمساحة وباقي المقومات محافظات عديدة في هذا الوطن ، غير جديرة بالاهتمام أم هل ثقافة سكان هذه المنطقة لم تؤهلهم لاستخدام المنشأت مع أن نسبة التعليم في هذه البلد تجاوزت 90%وتكاد لاتخلو جامعة من جامعات الوطن من كوادرها الاكاديمين المشهود لهم بالكفاءه؟
هل هذه المنطقة بسكانها انقطع الأمل منهم في التعاون مع الجهات المختصة مع أن 70%من المؤسسات التعليميه و95%من المؤسسات الاهليه في البلد أقيمت بجهودهم وتمويل الذاتي؟
هل تخلفت عن تقديم الشهداء والمعتقلين واشتهرت بالعقم في انجاب القادة مع انها قدمت ما يزيد عن " 200" شهيد ومئات الاسرى والمعتقلين خلال مراحل الانتفاضات المتعاقبة ؟اليست هذه البلد ببلد الشهيد ابو الحسن القاسم قائد سفينة العوده؟ اليست هي ببلد الاسير ابو علي يطا ثاني اقدم اسير بالوطن؟
اما على صعيد رياضي , اليست هي ببلد الرياضين امثال خليل محمد يونس ومحمد ذياب ابو فنار ومحمد الحمامده ممن مثلو الوطن في الرياضه المدرسيه في لحظات الندور؟
كل هذه الامور لم تغفر لملعب الشهيد وفا , ليس لامر سوى ان هذه البلد ربت ابناؤها على قول الحق وعدم المواربة ونعت المداهنة وتقلب الوجوه الا ما ندر منهم .
ان الامر الان خرج عن النطاق المألوف ومن خلال المؤشرات يتطلب الامر مرحلة استنهاض لكل الاساليب والطرق لانتزاع الحق على قاعدة "الحق ينتزع ولا يستجدى " وان تطلب الامر اما الثورة او التثوير , فلا يعقل ان تفسر مسائل الصبر بمعاني الاستسلام حتى تكون النتيجة الاهمال المستمر لحقوق هذه المدينة لو كان هناك معايير نزيهة في التصنيف وفي النهاية نقول يا مثبت العقل والدين