السبت: 16/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

بيت القدس تحتفي بالروائي المدهون في قراءة "سوبر نميمة"

نشر بتاريخ: 29/10/2018 ( آخر تحديث: 29/10/2018 الساعة: 13:58 )
بيت القدس تحتفي بالروائي المدهون في قراءة "سوبر نميمة"
غزة- معا- استضافت بيت القدس للدراسات والبحوث الفلسطينية في غزة ندوة قراءة لكتاب سوبر نميمة للروائي الفلسطيني الكبير ربعي المدهون.
وافتتحت أ.رنا قفة الندوة مرحبة بالروائي الكبير غريب عسقلاني الذي قدم الكتاب تمهيدا لقراءته من قبل الكاتب والشاعر ناصر رباح، والكاتبة د. سهام ابو العمرين.
واعتبرت قفة ان هذه الامسية تأتي في اطار فعالية في حضرة كتاب التي تقيمها بيت القدس شهريا وتستضيف نخبة ادبية وازنة لقراءة اهم واحدث الروايات والكتب الفلسطينية خاصة والعربية عامة.
وجاء في تقديم غريب عسقلاني أن كتاب المدهون لا هو بحث تاريخي ولا اشتباك ايدولوجي، فربعي ابن المجدل نازح خانيونس، مواليد ١٩٤٥ درس في مصر ولم يكمل دراسته بسبب نشاطه الوطني الحزبي وغادر الى بيروت والتحق بالثورة الفلسطينية مع اليسار وشارك بالتوثيق وعمل صحفيا والتحق بجهاز الاعلام الموحد في قبرص وعمل مراسل صحفي ووثق الانتفاضة واصدر كتاب التنظيم الداخلي للانتفاضة ثم انتقل الى جريدة الشرق الاوسط في لندن وعاش منتصف الثمانينات وإطلع على الثقافات الخارجية هناك.
واضاف عسقلاني ان موقعه الثقافي هاوي للكتابة بمجموعة قصصية (أبله خانيونس) حكايات المقاومة من فلسطين وقصص عن طفولته بالمخيم، ثم توقف عن الرواية وكتب سيرته الذاتية حتى بعد أن نضجت افكاره طلع بروايته الاولى (سيدة من تل ابيب) واحدثت ضجة آن ذاك ونال على اثرها جائزة البوكر، وفي عام ١٩٨٨ حازت روايته الثانية (مصائر) على مرتبه اولى على مستوى العالم العربي كأفضل انجاز عربي، حيث ان رواية مصائر اثارت اشتباك معارض ومؤيد وصامت، وراجع المدهون ذلك في روايته سوبر نميمة، ففي هذا الكتاب استخدم بعض التقنيات من المقال والبحث والتصدي والتوثيق والخيال والسرد.
اما الكاتب والشاعر ناصر رباح، اعتبر ان عنوان الكتاب "سرديات" وليس رواية بإقرار الكاتب لسبب ضاغط كفلسطيني يفوز بالبوكر أثار غيرة الكتاب في العالم العربي لنظرتهم الفوقية للأديب الفلسطيني اجمالا وانهم الاصل والفلسطيني الفرع والتلميذ، فأثارت روايته لغط حول التطبيع فكان ربعي يقصد بمصطلح النكبتين كناية عن تعرض يهود اوروبا للنكبة الاولى والنكبة الثانية التي مارسها اليهود علينا فقد مارسو ما مورس عليهم ويعتقد ربعي انه بذلك خطاب موجه للعالم بطريقة فنية سردية تاريخية جديدة مقنعة بالتظلم ولماذا انقذتوا اليهود ولم تنقذونا.
دوافع ربعي لكتابة سوبر نميمة دفاع عن نفسه كنوع من الاعتراف الضمني بالخطأ والزلل فهو ساوى بين النكبتين والضحية والجلاد، وايضا دافع عن رايه من منتقديه بشكل لاذع حول دعوته للتعايش والتماهي.
رواية النميمة عنوانها صادم مدهش حيث خلط السرد والوقائع بالسيرة الذاتية فدمج المتخيل بالواقع مثل لحظة تكريمه بالبوكر تخيل امه الملهمة له في طفولته فقد كانت تقص عليه الحكايات وهي منبع موهبته واثراءه اللغوي فتذكر امه اثناء التكريم بل وجعلها بخياله مراقبة على لجنة التحكيم فيخرج من السردية للخيال بما يليق برواية.
وتابع ان ربعي اشتغل على تقنية جديدة وهي دمج الشخوص في روايته بالحياة كغسان كنفاني في احد قصصه القصيرة بدأ يتوقع ماذا يوجد بالصندوق ارتباط المتخيل بالواقعي تقنية دخول شخوص الرواية المتخيلة الى الواقع السردي كغسان في حيفا ، فنحن ليس امام رواية خالصة ولا سردية بحتة فالادب قفز الى تماهي الاشكال والفنون مثل الاغنية الان تتكون من تصوير فيديو وكلمات وغناء ورقص وموسيقى خليط من الفنون، فنحن امام سردية دفاع ربعي عما كتبه في روايته السابقة التي تعرض للنقد بسببها، وتعرض لأغراض المنتقدون وعنفهم اللفظي وانفلاتهم في الكلام اللاذع ويشحن الكتاب بكل ما كتبه منتقدي الرواية السابقة من مدح او ذم، ايجابي او سلبي كل ذلك افرد له ربعي للرد، فيما الملاحظة الاهم انه يشير لغضبه الشديد من منتقدييه الفلسطينيين ويثير ذلك فيه مشاعر سلبية اكثر من المنتقدين الاخرين، وان ربعي كاتب كبير وصل بالرواية للبوكر والجدل المثار فيه اضافة للثقافة العربية.
واعتبرت الكاتبة د.سهام ابو العمرين كتاب سوبر نميمة إشكالي يثير قضايا اشكالية وابداعية ويثير الى التجنيس غي الادب حيث التساؤل هل هو رواية ام سردية ام سيرة ذاتية ام توثيقي، فالسؤال الذي يواجه القارىء ماذا يصنف الكتاب، فتتقاطع فيه كل الاجناس الادبية فيثير قضية تتعرض للاديب المؤلف ويقير قضايا بالابداع والنقد والتلقي، فقد كتبه ربعي للرد بشكل عنيف على كل منتقديه لفوزه بوكر عام ألفين وستة عشر، فقد قسم الكتاب لأربعة اجزاء واحتوى على سبعة عشر سردية مختلفة ومقطع مميز .
هذا العمل ليس سيرة ذاتية فهو يدخل النص بصفته روائي فحضوره بالنص فاعل بصفته وشخصه وسيرته الذاتيه تتقاطع مع الواقع وما حدث فهو يحاول الهروب من الواقع الذي يؤلمه من منتقديه الى داخل ذاته وعالمه الداخلي وقد حدث ذلك مع طه حسين في كتابه الايام رد على منتقديه في كتابه السابق في الشعر الجاهلي حيث هرب الى ذاته من الهجوم الشرس، والعقاد كتب السدود والقيود رد على منتقديه لكتاب عن الملك، و فعل ربعي في التصدي لمنتقديه في كتابه السابق الذي انتقده فيه المناقدون حول فكرته عن النكبتين فقام بالرد انه انتصر للعرب وروايتهم حول الصراع العربي الاسرائيلي وما ذكره لنكبة اليهود مجرد تنظير للغرب للاقناع بالتعامل بالمثل كما انقذتوا اليهود بنكبتهم عليكم انقاذ العرب ايضا.
واكدت ابو العمرين ان النص في روايته استدعى السيرة الذاتية بطريقة عكسية حيث ربعي خرج من عالم ذاته المشكوك والمنتقد الى مواحهة العالم الخارجي، حيث استدعى ربعي الخيال بالواقع كإستدعاء والدته في خياله اثناء تكريمه لرواية سيدة في تل ابيب بالبوكر رفض غياب امه الملهمة له فنقد النقد هو ممارسة تالية لعمل ابداعي ثم يأتي نقد النقد لمن انتقده، وانه ركز على الجوانب الايجابية بالنقد في رواية مصائر واخذ مقاطع نقد سلبي له ووثقها ورد عليها بنقد النقد ووثق الاحداث التاريخية بروايته فأصبحت روايته تجمع كل انواع الادب السردي والسيرة الذاتية والنقد والخيال والتوثيق، مستخدما مصطلح التشبيح الثقافي والعنف اللفظي وتصغير ناقد الى نقيد فحاول مقاومة النقد زمنيا بين قديما في العشرينات والاربعينات فكانت معايير منهجية في النقد قديما تختلف لما حدث مع ربعي من عنف لفظي ونقد لاذع ، وتؤكد ابو العمرين انه حاول (ربعي) القاء الضوء على النقد بموضوعية وبالنص وليس بمرجعية الشخص وايدولوجية الكاتب، فرد على الاتهامات وكل صغيرة وكبيرة والقى الضوء على النقد الايجابي والسلبي وفي فصله الاخير في كتابه قام بالنقد الذاتي واشار الى السلبيات التي تنبه لها وعلى الناقد ان يقف عند اخطائه سيما الاخطاء البديهية الجغرافية واللغوية ، فربعي ترك بصمة بالرواية الفلسطينية بتنوعها.
وفتح باب النقاش بحضور نخبة ادبية وثقافية حول جدلية الكتاب وما بين الرواية والقصة، وشكر الكُتاب بيت القدس ممثلة برئيسها أ.حسام ابو النصر على تنظيم فعالية في حضرة كتاب المستمرة شهريا وتستضيف اهم الروايات والكتب واعتبروا انها من اهم الفعاليات الادبية التي تقام على مستوى الوطن .