نشر بتاريخ: 30/10/2018 ( آخر تحديث: 30/10/2018 الساعة: 11:44 )
غزة- معا- نظمت مؤسسة بيت القدس للدراسات والبحوث الفلسطينية في غزة، لقاء مع المفكر والكاتب د. أحمد جميل عزم، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة بيرزيت، وعضو مجلس إدارة مركز الأبحاث (م.ت.ف)، وعضو المجلس المركزي الفلسطيني.
جاء ذلك بحضور نخبة من المفكرين والإعلاميين والناشطين والمثقفين، في ندوة حول "الحالة الوطنية بين صفقة القرن والمقاومة السلمية في غزة والضفة".
وافتتحت اللقاء أ. رنا قفة موضحة الظروف التي تمر بها القضية الفلسطينية، واهمية اللقاءات التي تنظمها بيت القدس، وظروف عمل المؤسسة منذ تأسيسها على اعداد الدراسات والابحاث حول القضية الفلسطينية وحفظ التاريخ الفلسطيني، وان الندوة تاتي خلال استمرار العدوان الاسرائيلي في الضفة وغزة والغارات مستمرة .
وعرض عزم مجموعة من المفاهيم والمصطلحات المتداولة بشكل هائل بين صفوف الرأي العام كـ "الفوضى الخلاقة" و"الحركة والحراك" و"صفقة القرن" وتوضيحها من حيث المفهوم السياسي والتاريخي، ومن حيث دقة المعنى.
ورأى ان عموم الناس تستخدم هذه المصطلحات في أي قضية كانت دون وجود وعي أو معلومات كافية حولها، وآخرها "صفقة القرن" التي يُعتقد بأن الحكومة الأمريكية هي التي وضعت ورسخت هذا المصطلح، موضحا "لا يوجد أي مسؤول أمريكي استخدم كلمة صفقة القرن في خطابه".
واوضح ان المرة الأولى التي استخدم فيها مصطلح صفقة القرن على الإطلاق؛ كانت في خطاب الرئيس السيسي عام 2017، مضيفا "إذا فما بالنا بكيفية ادارة الأمور في نظام الرئيس الأمريكي الخامس والأربعون دونالد ترامب، مضيفا أنها فريدة من نوعها بالعلاقات مع اسرائيل "؛ تبدأ من زوج ابنته ومستشاره جاريد كوري كوشنر، وهو رجل أعمال ومستثمر أمريكي يهودي أرثوذكسي، والده صديق بنيامين نتنياهو المقرب، وحينما زارهم نتنياهو في بيتهم منتصف التسعينيات، ونام في سريره، بحسب قرار والده، الذي أرسله لينام في طابق التسوية.
وقال باتت علاقة كوشنر بنتنياهو علاقة الصبي بعمه، صديق والده، والقائد السياسي المُلهِم، مؤكدا ان هذه العلاقة العائلية كانت أحد أهم الأوراق الناجحة لمصلحة إسرائيل في الشرق الأوسط وفلسطين باعتمادهم على كوشنر الذي كان الفلسطينيون يعتقدون أنه ينهي خطة السلام، لكن الحقيقة أنه يعقد اجتماعات ويدير حملة خفض الضرائب، اما الحكومة الإسرائيلية وجدت حظها الأكثر أيضًا في إدارة رجل الأعمال وصاحب الصفقات دونالد ترامب، من خلال تداخل علاقاته مع نظامه، حيث نجد فيها الملياردير الأمريكي اليهودي شيلدون أديلسون الذي دفع 25 مليون دولار لدعم حملة ترامب الانتخابية، فضلا عن دعمه لقانون الضرائب الجديد، وان هذه المبالغ والعلاقات الشائكة جاءت ثمارها الأولى عندما أعلن ترامب اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، بعدما أجل نقل السفارة ستة أشهر آخرين، وبذلك فإن اليهود يشكلون لوبي سياسي ومالي في أمريكا.
وتابع عزم "لكن في الحقيقة استخدم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مصطلح "صفقة شاملة" وعد بها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مقابل سحبه لطعن قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2334 في 23 ديسمبر 2016، الذي حث على وضع نهاية للمستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، بما فيها القدس الشرقية، وعدم شرعية إنشاء إسرائيل للمستوطنات في الأرض المحتلة منذ عام 1967".
وبعدها قام عزم بسرد الأحداث والقرارات والمواقف حول الاتفاقيات المتاحة في المنطقة، وكيف قاوم أبناء الشعب هذه القرارات في كل مرحلة، ولكن ما يتضح جليًا في وجهة نظره هو الرفض الإسرائيلي القاطع لأي اتفاق منصف مع الفلسطينيين، حتى مع صفقات ترامب.
وشدد عزم على الحاجة للحديث عن برنامج متكامل موحد نستطيع من خلاله العمل الجماعي في قطاع غزة والضفة الغربية والشتات، في سبيل الوصول لأهداف المصلحة الفلسطينية العامة، مضيفا "أننا بحاجة شديدة إلى "مفكر عضوي" الذي لديه معرفة في كل المجالات التي تخص نطاق مجتمعه، إضافة للتعامل السليم مع وسائل العلم والتواصل الحديثة".
واعتبر "ان هناك سرقة للموروث الثقافي الفلسطيني من قبل الاحتلال في ظل غياب الدعم الرسمي للحفاظ على هذا الموروث من الاغاني والرواية الفلسطينية والتفاتنا لامور اخرى".
وأعرب عزم عن سعادته بما شاهده من الاندفاع والحركة عند الشباب، لكن في المقابل يرى أن قطاع غزة مقبل على أزمة تحت ما يُسمى "إدارة الصراع" أو "سياسة الموت"، التي تعني بأن يتم الحفاظ على الانسان لإبقائه على قيد الحياة فقط، في إطار سياسة التجويع ، معتبرا ان الدراسات والمنطقية ومعرفة "ما بعد الحقيقة" هي أساس الحديث عن أي ظاهرة وقضية تخص الشعوب، وعلى هذا الأساس كان النقاش ثري بين د. عزم والحضور الذين طرحوا وناقشوا جملة من الأسئلة الجوهرية، اهمها مستقبل المصالحة الوطنية في ظل العدوان المستمر وحالة التطبيع القائمة، واثار الانقسام الذي رخى بظلاله السلبية على المجتمع الفلسطيني كافة خاصة في قطاع غزة وانهيار الاقتصاد فيه، وكان من اهم المدخلات والتعقيبات للراوئي الفلسطيني غريب عسقلاني ، وم.رمزي حمودة، د. خالد شعبان ، والكاتب أ.توفيق ابو شومر ، وقدم الشباب مدخلات هامة حول الحالة الوطنية منهم: مجد ابو ريا، أ.امجد عابد، محمود عزات ، رامي محسن، د.علاء العقاد، د. محمود عساف، يوسف النوري، فايز ابو حطب فيما اثنى د. عزم على جهود بيت القدس ممثلة برئيسها أ.حسام ابو النصر والجهود الكبيرة والمقتنيات النادرة بعد الاطلاع على اهم الوثائق والمخطوطات والكتب التاريخية التي وثقتها بيت القدس خلال سنوات طويلة من خلال شرح قدمه أ. خالد غزالي.