الأربعاء: 02/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

حارسات في جامعة بيرزيت

نشر بتاريخ: 25/02/2008 ( آخر تحديث: 25/02/2008 الساعة: 21:24 )
بيرزيت- معا - بثقة وعزم كبيرين، وقفت إلى جانب زملائها الحراس لتؤدي مهام وظيفتها في توفير الأمن والسلامة في جامعة بيرزيت والمتواجدين فيها، فكانت رانيا عبد الله (28عاماً) أولى المتقدمات لوظيفة "الحارسة النسائية".

جاءت رانيا لتكمل طموحاً طالما سعت للوصول إليه وهو الالتحاق بجهاز الشرطة النسائية، ولكن بحكم أمومتها لم تتمكن رانيا من تلقي التدريبات اللازمة للشرطة خلال دورة مكثفة في الأردن، وفضلت البقاء مع طفليها.

وكما وراء كل رجل عظيم امرأة، كان زوج رانيا أول المشجعين لها، حيث قدم لها الدعم المعنوي الكافي الذي مكنها من تخطي العوائق المجتمعية، والصمود أمام التحديات التي يمكن أن تواجهها ونظرات الاستغراب في أن تكون الحارسة من الجنس اللطيف.

وبينما انشغلت في ممارسة دورها في فرض النظام والقانون، تقول: "رغم نظرات الدهشة والاستغراب في عيون الناس كوني حارسة، إلا أنني تمكنت من تخطي جميع العوائق والعقبات. فلابد أن يتقبل الجميع فكرة الحراسة النسائية كما هو الحراس من الرجال."

وتابعت:"مهنة الحراسة كغيرها من المهن تحتاج إلى مواصفات ومقاييس كقوة الشخصية وسرعة الملاحظة والحكمة، خاصة وأن سلاح الدفاع هو العقل واللسان".

لم تعد تقتصر على الرجال فحسب

في حين لم تخف الحراسة نادية مصلح (31عاماً) ترددها في بداية الأمر من ارتداء زي الحراسة، لكن سرعان ما تبدد خوفها وتحول إلى شجاعة وصلابة كانت داعماً قوياً في مواصلة طريقها نحو القيام بدورها.

فتقول: "أنه أمر طبيعي أن تكون المرأة جنباً إلى جنب مع الرجل لتساهم في حفظ الأمن خاصة في ظل ازدياد أعداد الطلبة في الجامعة، كما أن فلسطين كغيرها من الدول لابد من التأقلم على هذا الأمر."

وتضيف: "المرأة تساوي الرجل، وممكن أن تساعده في كثير من المواقف التي لا يمكنه الخوض فيها"، مشيرة إلى فرحتها عندما ترى ابنها محمد (8سنوات) وهو يقوم بتقليدها ويطلب الذهاب معها ليساعدها في مهمتها، مثمنة دعم زوجها وإخوتها والأساتذة والعاملين في الجامعة لها.

وبالطبع لم تنس رانيا ونادية دور زملائهن من الحراس الذين ساعدنهن في التعرف على مهامهن الوظيفية، والمشكلات التي يمكن أن تواجههن، وكيفية التصرف في بعض المواقف.

واجبات الحارسات

ومن جانبه أوضح مدير دائرة الخدمات العامة في جامعة بيرزيت غازي محسن أنه كان لا بد من مواجهة بعض الصعوبات عند اختيار المرأة المناسبة لملء هذه الوظيفة، خاصة وأن الحارسة لابد أن تتميز باللياقة البدنية العالية وسرعة البديهة، والأسلوب اللبق في التعامل. مشيراً الى أن أهمية وجود حارسات في الجامعة تزايدت خاصة بعدما وصلت نسبة الفتيات إلى56% من مجموع الطلبة.

ومن ناحيته أشار رئيس الحرس في الجامعة محمد الريماوي أن توظيف حارسات في الجامعة يسمح في حل العديد من المشكلات التي يمكن أن تواجه الطالبات والتي لا يمكن للحرس الخوض فيها، فيمكن للحارسة أن تساهم في حل المشكلة مباشرة، عدا أن أنها تمتلك كافة الصلاحيات التي يمتلكها زملاؤها من الرجال.

وقد أوضح الحارس أحمد حمدان أهمية وجود الحارسات كجزء مكمل ومساعد للحرس الجامعي من الرجال، فهي شريك للرجل وهي نصف المجتمع.