نشر بتاريخ: 31/10/2018 ( آخر تحديث: 31/10/2018 الساعة: 14:12 )
القدس- معا- أكد الدكتور حنا عيسى الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات ان الاعتداءات والانتهاكات من قبل الحكومة الإسرائيلية والمستوطنين لم تقتصر على المقدسات الإسلامية فقط، بل شملت أيضا الرموز والمقدسات المسيحية، كإقدام مستوطنين على كتابة شعارات عنصرية وأخرى مسيئة للمسيحية على جدران كنيسة في القدس المحتلة.
وقال ان الإسرائيليين يحضرون لحرب دينية، من أجل تحويل الصراع إلى صراع ديني بالإضافة لكونه صراع حضاري تاريخي جغرافي.
واضاف أن عدة اعتداءات سجلت ضد الكنائس والأديرة والمقابر في القدس، في الوقت الذي تدعو فيه جمعيات يهودية استيطانية إلى طرد المسيحيين من القدس وحرق الكنائس.
وقال عيسى ان الهجرة المسيحية من فلسطين تعود لإجراءات حكومة الاحتلال الاسرائيلي بأساليب الترهيب والترغيب لفرض أمر واقع جديد وخاصة في مدينة القدس المحتلة.
وقال ان ذلك في اشارة واضحة الى حسم مسألة التوازن الديمغرافي لصالح تهويد المدينه المقدسة وطمس معالمها المسيحية والإسلامية.
ونوه الى ان مسيحي فلسطين هاجروا الى الدول الغربية بشكل خاص والعربية بشكل عام، والسبب الرئيسي لهجرتهم أكثر الى الدول الغربية هو الحروب والنزاع الطائفي الذي تشهده الدول العربية التي ازدادت حدتها في السنين القليلة الأخيرة، الأمر الذي دفع بهم للهجرة الى الدول الغربية من جهة، ناهيكم عن عوامل الجذب التي تبثها الدول الأوروبية والتي من شأنها تشجيع المسيحيين للهجرة بعيدا عن الظروف التي يعيشها بفلسطين.
وشدد عيسى ان الاحتلال يقوم بإجراءات طاردة ضد المواطن المسيحي في أراضينا من خلال منع اعطاء لم الشمل للمواطنين، وذلك جزء من سياسة تهدف لحسم مسألة السيادة على المدينة المقدسة.
ولفت الى معاناة المواطن المسيحي من إجراءات الاحتلال التعسفية سوف تنشئ جيل مسيحي بعيدا عن كنائسه.
وأضاف على الرغم من عدم شرعية ما تقوم به إسرائيل إلا انها ماضية في تحقيق اهدافها في ظل غياب حضور رسمي عربي عن ساحة الفعل اليومي في مواجهة اي اجراء من شأنه حسم مسألة الوجود على الارض.
وأوضح عيسى "المسيحيون يعتبرون جزءا لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني وقدموا تضحيات جسام في سبيل الدفاع عن فلسطين وأرضها وإحقاق حقوق شعبها، كما أن أسماءهم خطت في قوائم الشهداء والأسرى ، وكانوا وما زالوا يتبؤون المناصب السياسية والاجتماعية ليرفعوا فلسطين ويعلوا شأنها".
وأضاف "المسيحي كأي فلسطيني يعيش على أرض فلسطين مهد الديانات ومهبط الأنبياء، هدم منزله، وشرد ابناؤه، إضافة للكثير من المعيقات من بطالة وسوء للأحوال الاقتصادية، وإعتداء على المقدسات ودور العبادة من كنائس وأديرة ورجال دين، ليسطر بصموده ورباطه قصة التحدي والاباء".
وبين القانوني، "لا بد من التعزيز والحفاظ على الإرث المسيحي بتنظيم الزيارات الدورية للمقدسات المسيحية، وتوجيه دعوة لكافة الطوائف المسيحية في البلاد العربية بتكثيف زيارتهم الى المقدسات المسيحية في فلسطين، والعمل على دعم الدور الثقافي والصحفي والفكري للمسيحيين وخاصة أنهم أول من بادر الى تأسيس الصحف و المطابع، وكان لهم دور تاريخي في بلورة الفكر القومي العربي".
واستطرد، "يتوجب تعزيز تواجد المواطنين الفلسطينيين المسيحيين في أراضيهم وتدعيم صمودهم وبقائهم ماديا ومعنويا، ذلك لأننا ندرك تماما بأن التنوع والتعددية أهم مقومات المجتمع الفلسطيني، كما يتوجب الأنصاف في المناهج التعيلمية وكل مكونات المجتمع نظرا لما قدمه المسيحيون على الصعيد الوطني والثقافي والفكري والاقتصادي في فلسطين".