رام الله - معا - افتتح وزير الزراعة، سفيان سلطان، ومفوض عام هيئة الأعمال الخيرية الإماراتية في فلسطين، إبراهيم راشد، ورئيس مجلس النحل الفلسطيني، الدكتور تحسين عودة، المعرض السنوي الثاني لمنتجات النحل الفلسطيني، خلال حفل نظمه مجلس النحل في ساحة المركز الثقافي التابع لبلدية البيرة، تحت رعاية وزير الزراعة، وبدعم من هيئة الأعمال الخيرية، وبالتعاون مع وزارة الزراعة.
وأشار سلطان إلى أهمية قطاع النحل في فلسطين باعتباره مساهما أساسيا في قيمة الإنتاج الحيواني وهو يحظى بدعم وزارة الزراعة من حيث تقديم الإرشادات الضرورية لحمايته من الآفات المختلفة، وتقديم خلايا النحل للأسر الفقيرة ضمن مشاريع مختلفة ومستدامة، إضافة إلى حماية العسل من التهريب.
ولفت إلى التقدم الذي حققه قطاع النحل الفلسطيني ومنافسة العسل في الأسواق العالمية بسبب الجودة العالية التي يحظى بها، متطرقا إلى أهم المعيقات التي تواجه هذا القطاع وأهمها قلة المراعي واستخدام المبيدات الحشرية وبعض الآفات التي تصيب النحل وغيرها.
وشدد على أهمية قطاع النحل كرافد مهم للقطاع الزراعي الذي اعتبره سلطان مكونا رئيسا للتنمية الشمولية في فلسطين، حيث تشكل صادراته ما نسبته 55% من ما يتم تصديره من فلسطين إلى الخارج، وتحديدا الأعشاب الطبية والتمور، وسط مساعي تبذلها وزارة الزراعة لجعل العسل جزء مهما من المنتجات الوطنية التي يتم تصديرها.
وأكد سلطان أن وزارة الزراعة وبالتعاون مع مجلس النحل تحرص على تطوير هذا القطاع الواعد في فلسطين، فأنشأت إدارة خاصة عهدت إليها مهمة الاهتمام بهذا القطاع وتشجيعه، ودعم مربي النحل من خلال توزيع آلاف الخلايا ضمن مشروع الوليد ابن طلال على الأسر المتعففة، وإعداد برامج إرشادية، واتخاذ سلسلة إجراءات داعمة لهذا القطاع.
وأضاف إن وزارة الزراعة تعمل على تطوير أداء مختبرات فحص العسل بعد اكتشاف بعض عمليات الغش في هذا المنتج الوطني، حيث تم أخذ 24 عينة من المناحل تم فحصها ونجحت منها ست عينات.
ولفت، إلى أن وزارة الزراعة ستخضع جميع المنتجات الزراعية بشقيها الحيواني والنباتي للرقابة، وختم العبوات للتأكيد أن المنتج خال من أي شكل من أشكال الغش.
من جهته، قال راشد إن هيئة الأعمال الخيرية بادرت إلى تنفيذ سلسلة تدخلات في سبيل تطوير قطاع النحل الفلسطيني، من خلال توزيع الخلايا على المزارعين والأسر المتعففة، والوقوف إلى جانب المزارعين، والتعاون مع وزارة الزراعة ومجلس النحل في سبيل تطوير هذا القطاع الذي يتعرض للكثير من المضايقات والتحديات.
وأكد راشد أن هيئة الأعمال الخيرية أولت دعم وإسناد القطاع الزراعي في فلسطين أهمية خاصة، لما له كمن أهمية كبرى في تعزيز صمود الإنسان الفلسطيني في أرضه، من خلال تنفيذ رزمة مشاريع هدفت إلى تمكين المزارعين من الوصول إلى أراضيهم واستغلالها وفلاحتها، ودعم صمودهم في مواجهة جدار الفصل العنصري والاستيطان، وتمكين العائلات المستهدفة من العمل والإنتاج وتوفير بعض احتياجاتها، وخلق فرص عمل، بما يسهم في محاربة ظاهرة الفقر والبطالة، وتحسين الوضع الاقتصادي والصحي والبيئي، وخلق فرص عمل، وزيادة رقعة الأراضي الزراعية في المناطق المستهدفة.
وأوضح راشد أن الهيئة حرصت على تمكين المرأة من الاستفادة من هذه المشاريع، خلال إشراكها في العمل الزراعي، وبث روح التعاون بين المزارعين المستفيدين، إضافة إلى توفير مصادر غذائية للشرائح المجتمعية المستهدفة.
ولفت إلى الحضور البارز لهيئة الأعمال في مشاريع التمكين الصغيرة والكبيرة، من خلال برامج الأسر المنتجة وتعاونيات الزراعة واقتصاديات النحل والخياطة والأغنام والأبقار واستصلاح الأراضي واستخراج المياه وزراعة الأشجار المثمرة.
وأكد أن للهيئة إسهامات دائمة في تعزيز اقتصاديات التمكين والتنمية في سائر محافظات الضفة، إلى جانب جهودها المستمرة في دعم قطاع الزراعة من خلال زراعة الأشجار واستصلاح الأراضي وحفر الآبار وتسويق زيت الزيتون وإعادة توزيعه على الفقراء في معظم المحافظات.
وشدد راشد، على حرص هيئة الأعمال على تبني ودعم المشاريع التنموية والتمكينية في فلسطين، وذلك في إطار حرصها على تعزيز صمود الشعب الفلسطيني، وذلك ضمن رؤيتها في تنمية الإنسان الفلسطيني وتعزيز صموده على أرضه، وتقديم مشاريع توفر الأمن الاجتماعي والتنمية الصحية والتعليمية وتحقيق تمكين وكرامة للأسر المستهدفة.
أما عودة، فأكد أن مجلس النحل الفلسطيني يبذل جهودا كبيرة في سبيل تطوير هذا القطاع الواعد، وجعله رافدا رئيسا من روافد الاقتصاد الوطني.
وأشار، إلى أن العسل المنتج في فلسطين يعتبر من أجود الأصناف العالمية، خصوصا عسل التمر، وعسل السدر، إلا أن هناك مجموعة من المخاطر تهدد هذا القطاع أبرزها استمرار الاستخدام المفرط لمبيدات الأعشاب في حقول الزيتون، والتي تؤدي إلى موت النحل بأعداد كبيرة.
وأضاف: "أمام التحديات التي تواجه النحل في الأراضي الفلسطينية، يسعى مجلس النحل بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة في سلطة جودة البيئة ووزارة الزراعة إلى رفع مستوى الوعي بضرورة الحفاظ على النحل باعتباره أحد عناصر التوازن البيئي المهدد بفعل التوسع العمراني والممارسات الزراعية الخاطئة، خصوصا الاستخدام المفرط للمبيدات الكيماوية".
وتابع: "يطمح مجلس النحل إلى زيادة عدد الخلايا ومربي النحل من خلال العمل مع العائلات المحتاجة وتشجيعها على تربية النحل، من خلال توفير خلايا منتجة لها، الأمر الذي سيخلق مصدر دخل لها، وفي الوقت نفسه يحافظ على النحل في ظل الظروف التي تهدده".
وأورد، مجموعة من المخاطر التي تهدد هذا القطاع، خصوصا القص الجائر للأشجار، سيما شجرة الكينا التي يتم قصها لإنتاج الفحم، وشجرة السدر التي تعتبر من الأشجار الرحيقية المهمة للنحل.
وأكد، أن مجلس النحل أحرز الميدالية الفضية لأجود عسل وحصل على المرتبة الثانية بعد المملكة العربية السعودية إضافة إلى إحرازه الميدالية الذهبية لأفصل صورة لأفضل منحل.
من جهته، أكد مدير عام بلدية البيرة، عزام الطويل، حرص المجلس البلدي على دعم كافة القطاعات التي تسهم في تنمية المجتمع، بما فيها قطاع النحل والذي يعتبر جزء مهما من مكونات الاقتصاد الوطني.