نشر بتاريخ: 09/11/2018 ( آخر تحديث: 09/11/2018 الساعة: 08:09 )
موسكو - معا- تجذب منظومات الدفاع الجوي الروسية "إس-400" ذات التقنية العالية، اهتمام العديد من البلدان، وخاصة على خلفية القلق الأمني المتزايد منذ بدء الأزمة السورية، حيث كتبت صحيفة "الأناضول" التركية أن مفهوم المنظومات الروسية "إس-400" أصبح أحد أكثر المفاهيم المذكورة في السياسة الدولية في الآونة الأخيرة، إضافة إلى الحرب في سوريا وسياسة ترامب والعقوبات.
ومن المعروف أن روسيا، تعتبر إحدى الدول الرائدة في إنتاج وتصدير معظم الأسلحة في العالم. فعلى سبيل المثال، صدرت روسيا في عام 2017 أسلحة بقيمة 15 مليار دولار وتلقت طلبات بقيمة 45 مليار دولار لتنفيذها خلال السنوات القادمة.
وتشكل هذه الأرقام نسبة 17% من سوق الأسلحة العالمية.
وتشغل روسيا المركز الثاني، بعد الولايات المتحدة، من حيث صادرات الأسلحة. كما تحتل المركز الثالث بين البلدان الأكثر إنفاقا على تطوير التكنولوجيا العسكرية.
فقد أنفقت روسيا في عام 2016 على صناعة الدفاع 69.2 مليار دولار، أما الولايات المتحدة 611 مليار دولار والصين 215 مليار دولار.
ومع ذلك فإن تصدير الأسلحة هو المصدر الثاني لدخل روسيا، بعد موارد الطاقة.
وتصدر أكبر شركة أسلحة روسية "روس أبورون إكسبورت" منتجاتها إلى عشرات الدول، مثل الهند (39%) والصين (11%) والجزائر (8%).
وتستخدم نسبة 50% من الأسلحة الروسية المستوردة من قبل الدول الأخرى لدى القوات الجوية و25% لدى القوات البرية و11% لدى القوات البرية و10% للدفاع الجوي.
وأشارت الصحيفة إلى أن أهم الأسلحة الروسية، التي تزداد أهميتها تدريجيا، هي منظومة "إس-400"، التي تملك القدرة على تحديد الهدف على مسافة 600 كم وتتمكن من تدمير الأهداف البالستية على بعد 60 كم والأهداف الديناميكية الهوائية على بعد 400 كم والأهداف، التي تحلق على ارتفاعات منخفضة تصل إلى 5 أمتار، بينما تتمكن "باتريوت" الاميركية من تدمير الأهداف على ارتفاع لا يقل عن 100 متر.
ومن ناحية أخرى، فإن روسيا تواصل تطوير أجيال جديدة من منظومات الدفاع الجوي، فمن المعروف أنها ستبدأ في القريب العاجل بالإنتاج التسلسلي لمنظومات "إس-500"، وهي النسخة المحدثة من "إس-400".
وأشارت الصحيفة إلى أن روسيا صدرت "إس-300" إلى نحو 20 دولة، بما في ذلك دول أعضاء في حلف الناتو، مثل بلغاريا واليونان وكرواتيا وسلوفينيا، كما أن أول من حصل على "إس-400" هي بيلاروسيا في عام 2016 والصين في عام 2018. إذ تعتبر هاتين الدولتين أهم حلفاء روسيا. كما تعتزم روسيا تصدير "إس-400" إلى تركيا والهند والسعودية.
وتجدر الإشارة إلى أن الهند تشتري 14% من الأسلحة، التي تباع في العالم، والمملكة العربية السعودية — 7%، وبالتالي فإن هذين البلدين يشكلان سوقين مهمين وبيع "إس-400" لهاتين الدولتين يشكل أهمية كبيرة بالنسبة لروسيا، ويمكن قول الشيء نفسه عن تركيا. كما تسعى موسكو إلى زيادة عدد المشترين من بين أعضاء حلف الناتو.
ونوهت الصحيفة إلى أن العامل، الذي يبطئ من هذه العملية، هو موقف الولايات المتحدة، إذ أنها لا ترغب بفقدان مثل هذه الأسواق الهامة، مثل تركيا والسعودية، خاصة أن شراء تركيا لمنظومة "إس-400" يشكل حدثا سلبيا وقد يتسبب بصدع داخل حلف الناتو.
وبهذا الصدد تحاول الولايات المتحدة الضغط على هذه الدول حتى لا تشتري "إس-400" من روسيا، وبما أن كل من الصين وبيلاروسيا تواجهان العقوبات الاميركية فمن الصعب التأثير عليهما، أما التهديد والعقوبات للدول الأخرى يشكل قضية هامة، ولذلك فإن المحادثات مع الهند مازالت مستمرة حتى الآن، لكن أحدا لم يكن يشك في التوقيع على العقد، وقد تم ذلك خلال زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الهند في أوائل تشرين الأول.
وكانت السعودية قد بدأت المحادثات مع روسيا حول شراء "إس-400"، إلا أن السعودية وقعت عقودا مع الولايات المتحدة بقيمة 100 مليار دولار، نتيجة الضغط.
وترى الصحيفة أن اهتمام السعودية بمنظومة "إس-400" نابع من اهتمام قطر المجاورة بهذه الأسلحة. وتعارض السعودية، غير القادرة على شراء "إس-400"، تصدير روسيا للمنظومة إلى قطر بحجة إمكانية تسبب ذلك باندلاع الحرب بينهما، لتخسر بذلك روسيا مشتريين هامين.
أما تركيا، بالرغم من قلق الولايات المتحدة، فتتجه لتصبح ثالث مستورد لـ"إس-400" بعد الصين وبيلاروسيا. إذ تؤكد شركة "روس أبورون إكسبورت" أنها بدأت بإنتاج المنظومة لتركيا. وتعتزم تسليمها إياها في منتصف عام 2019.
وبذلك تعتبر "إس-400" إحدى أهم أنواع الأسلحة اليوم، وخاصة بعد الحرب في سوريا، إذ بدأت العديد من الدول بإيلاء الاهتمام بالمنظومة من أجل زيادة قدراتها الأمنية والدفاعية. ومن الواضح أن عدد الدول المالكة لـ"إس-400" في السنوات القادمة سيكون مساويا لعدد الدول الممتكلة لـ"إس-300". وهذا ما يقلق الولايات المتحدة والناتو، لأن ذلك سيزيد المسافة بينها وبين تلك الدول ولن يكون من السهل التدخل في هذه البلدان كما في سوريا. كما أنها ستخسر مكانتها في سوق الأسلحة.
"الاناضول"