الغزلان أبطال رغم شتاء أريحا القارس بقلم: سامر أبـو شـرخ
نشر بتاريخ: 26/02/2008 ( آخر تحديث: 26/02/2008 الساعة: 18:32 )
بيت لحم - معا - بعيداً عن لغة الأرقام والنتائج الملموسة، فقد قدم فريق شباب الظاهرية "غزلان الجنوب" مستوى راقي من اللعب والأداء الكروي، وأثبتوا أنهم على قدر كبير من المسؤولية وعلى سعة كبيرة في تحمل الأمانة والمسؤولية الملقاة عليهم.
وتعالى اللاعبون والإداريون والمشجعون الظهراويون، على الإهانات والمماحكات التي تعرضوا لها خلال مشاركتهم في بطولة أريحا الشتوية الثالثة عشر، حتى أن حافلة نقل اللاعبين تعرضت للتكسير والاعتداء في مناسبتين، تخللها تكسير النوافذ الزجاجية وإصابة البعض بشظايا الحاقدين على الغير.
وبالنسبة للقاء النهائي، الذي جمع شباب الظاهرية بهلال أريحا، فقد نال الغزلان إعجاب والتقدير الجماهير والكثير من المسئولين والمتابعين المحايدين، وأجمعوا على أنهم أضاعوا فوزاً محققاً بفعل الظروف الجوية الغير طبيعية كالأمطار التي غطت أجزاء كبيرة من المستطيل الأخضر، إلى جانب بعض الهفوات الفنية من قبل بعض لاعبي دفاع الظاهرية، وسجل الفريق الخصم هدفين بسرعة البرق وبمساعدة الظروف العصيبة التي رافقت المباراة.
وجرى عمداً إضاعة الكثير من وقت المباراة بفعل الإصابات المفتعلة والارتماء أرضاً من قبل لاعبي الهلال في مختلف الأوقات أرضاً بغية كسب الدقائق وحسم اللقاء لصالحهم، وكثيراً ما استفز ذلك لاعبو الظاهرية والجماهير الغفيرة التي ساندت الغزلان.
ولعل دفتر الملاحظات الذي يحمله الحكم خير مثال على الروح الرياضية والأداء المتعالي الذي قدمه لاعبي الظاهرية، بحيث لم ينال أحد منهم أياً من البطاقات سواء الصفراء التحذيرية أو الحمراء المقصية، في حين تلقى لاعبي الفريق الآخر خمسة بطاقات صفراء كاد يترجم بعضها الى حمراء، بفعل السلوكيات التي رفضها الحكم، الذي بدوره تناسى في لحظات المباراة الأخيرة راية زميلة المرابط على الخط وسمح لأحد لاعبي الهلال بتسجيل الهدف الرابع الباطل.
ولمن لم تخونه الذاكرة حتى الآن، ليتذكر مجريات البطولة الشتوية السابقة، عندما تعرض لاعبون ومشجعون ظهراويون للاعتداء والشتم من قبل مشجعي أصحاب الأرض والضيافة، فهل تذكرون نضال أبو شرخ الذي أمضى نحو الأسبوعين في المستشفى وكانت حالته صعبة للغاية وكاد أن يفارق الحياة، بفعل الاعتداء الآثم الذي تعرض له خلال لقاء الظاهرية وهلال أريحا.
في المناسبة تلو الأخرى، كان الظهراويون يتناسون ما جرى في السابق، ويصرون على المشاركة واللعب للارتقاء بالبطولات المحلية ودعم الرياضة الفلسطينية، حتى تخرج هذه المناسبات الجماهيرية بالصورة الأبهى، ولكن كنا نتفاجأ في مناسبات عدة بمواقف لا تمت للرياضة بصلة وتفسد العرس الكروي المبتغى.
على كل، فكل الدعم والتأييد للغزلان الصغار الذين لا تتجاوز أعمار معظمهم العشرون عاماً، وقدموا وجبات كروية خلال البطولة الشتوية رائعة نالت الإعجاب، فطوبى لهم، ولتواصل إدارة النادي دعمها ومساندتها لهؤلاء الأبطال الحقيقيين، وترعاهم بالشكل الأمثل والمطلوب، حتى يزداد أدائهم تحسناً وجعبتهم خبرة لمواجهة التحديات الكروية القادمة، ونقول أخيراً الغزلان أبطال رغم شتاء أريحا القارس.