نشر بتاريخ: 13/11/2018 ( آخر تحديث: 13/11/2018 الساعة: 12:20 )
رام الله- معا- ادان المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الاعلامية "مدى" تدمير جيش الاحتلال الاسرائيلي مقر قناة الاقصى التلفزيونية الفضائية، تنفيذا لقرار اتخذته أعلى المستويات السياسية في الحكومة الاسرائيلية كما تشير مختلف المعطيات.
واوضح المركز ان قصف مقر قناة الاقصى بغزة وتدميره جاء من قبل الطيران الحربي الاسرائيلي بعد نحو نصف ساعة من انتهاء اجتماع امني عقدته القيادة الاسرائيلية بمشاركة رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو في قاعدة "كيرياه" العسكرية قرب تل ابيب، وهو ما أعقبه اعلانات نقلتها وسائل الاعلام الاسرائيلية التي قالت بانه أُعطي الضوء الاخضر للجيش الاسرائيلي لتنفيذ هجمات أشد قسوة على غزة.
وافاد مدير فضائية الأقصى إبراهيم ظاهر مركز "مدى" أن الفضائية تلقت اتصالا هاتفياً من المخابرات الإسرائيلية اخبرتهم فيه بانه سيتم قصف المقر، وبناء على ذلك تم اخلاء المقر من العاملين فورا، وبعد 10 دقائق من الاتصال باشرت الطائرات المسيرة بقصف المقر بصواريخ تحذيرية الامر الذي اعقبه اطلاق طائرة حربية من طراز "F16" صاروخا أدى لتدمير المقر وانقطاع البث.
وبحسب تحقيقات باحث مدى الميدانية، فقد تلقت فضائية الأقصى عند حوالي الساعة 8:30 مساء يوم الإثنين تهديدا اسرائيليا بقصفها، فسارع العاملون في القناة التلفزيونية لاخلاء المقر ومغادرته، وبعد نحو نصف ساعة من هذا التهديد اي حوالي الساعة 9:00 مساءً بدأت طائرات استطلاع مسيرة بقصف المقر حيث اطلقت عليه بصورة متقطعة خمسة صواريخ "تحذيرية"، وفي حوالي الساعة 9:15، تم قصف المقر بصاروخ اطلقته طائرة حربية من طراز F16، ما ادى لتدميره وانقطاع البث، ولكن الطائرة الحربية الاسرائيلية عادت وقصفت المقر بصاروخ اخر بعد عدة دقائق، ما ادى لتدميره بالكامل، وقد لحقت اضرارا جسيمة بالعديد من المنازل والمباني المجاورة للمقر.
وتعد هذه المرة الثالثة التي يتم فيها تدمير مقار لقناة "الاقصى" التلفزيونية من قبل جيش الاحتلال الاسرائيلي حيث كان دمر مقر القناة المؤلف من خمسة ادوار خلال عدوانه على غزة نهاية عام 2008 وبداية العام 2019، وعاد خلال عدوانه على غزة عام 2014 ودمر المقار الثلاثة لقناة الاقصى، ليعود مساء امس الاثنين ويدمر مقر القناة.
ويندرج تدمير مقر قناة الاقصى ضمن عملية استهداف اسرائيلية رسمية واسعة وممنهجة تستهدف اسكات وسائل الاعلام والصحافيين/ات والتعتيم على ممارسات واعتداءات الاحتلال في فلسطين، حيث ان الجيش الاسرائيلي كان دمر في ثلاثة اعتداءات حربية واسعة شنها على قطاع غزة في الاعوام 2008 و2012 و2014 ما مجموعه 61 مقرا ومؤسسة اعلامية، كما وقتل في عدوان عام 2014 فقط، 17 صحافيا في قطاع غزة.
واشار مركز "مدى" الى انه ينظر بخطورة الى مواصلة وتصعيد جيش وسلطات الاحتلال الاسرائيلي استهداف الصحافيين/ات ووسائل الاعلام في فلسطين، فانه يرى ان افلات مرتكبي هذه الجرائم من اي عقاب شجع الاحتلال الاسرائيلي على مواصلة ارتكاب هذه الجرائم بصورة رسمية سافرة كما ظهر ذلك في تدمير مقر قناة الاقصى.
ودعا المركز المقرر الخاص لحرية التعبير في الامم المتحدة والمؤسسات الحقوقية والدولية بالعمل من اجل التحقيق في جرائم الاحتلال الاسرائيلي ضد الحريات الاعلامية في فلسطين، وتقديم مرتكبيها للعدالة كسبيل وحيد لوضع حد لهذه الجرائم.