نشر بتاريخ: 17/11/2018 ( آخر تحديث: 18/11/2018 الساعة: 09:10 )
القدس- معا- "الاعتقال لحظة الإفراج".. سياسة باتت سلطات الاحتلال تنتهجها بحق أسرى مدينة القدس، فثوان معدودة بين تنفس الأسير الحرية وبين أن توضع القيود بين يديه مجددا لتهم واهية لا أساس لها.
آخر هذه الاعتقالات كانت بحق الأسير المقدسي يعقوب أبو عصب الذي أمضى في سجون الاحتلال ما يزيد عن 14 عاما- 7 سنوات اعتقاله الأخير- وقال أبو عصب بشأن هذه السياسة التعسفية: "سياسة الاحتلال بشأن الأسرى المقدسيين تنطلق من سياسته الثابتة في موضوع "السيادة على القدس"، فكما يهدم ويفرض الضرائب والقوانين، يفرض على الأسير المحرر القيود والشروط بعد الإفراج عنه، فالاحتلال لا يريد أن يتحرك المحرر بالقدس بحرية.
وأضاف أبو عصب: "الاحتلال لا يريد للأسير ولعائلته وللقدس الفرح، وبالتالي يحاول فرض سياسته وسيادته على المدينة وأهلها".
وعن الإفراج عنه قبل عدة أيام من السجون قال أبو عصب :"إجراءات الإفراج عني كانت سريعة، على عكس العادة، حيث أفرج عني صباحا بعد استلامي بطاقة الهوية وخروجي من باب سجن النقب، لكني فوجئت بسبعة ضبّاط من مخابرات الاحتلال يعيدون اعتقالي ونقلي إلى مركز شرطة المسكوبية بالقدس".
أما عن التهمة وحجة إعادة اعتقال المحرر أبو عصب فكانت "الترتيب لاحتفال استقبال ومسيرة ورفع الاعلام والرايات والخطابات التحريضية"، حيث نفى أبو عصب التهمة للمحقق متسائلا :"كيف تتم محاسبتي على شيئ لم يحصل، وكيف أرتب وأنا داخل السجن"؟ وقال :"من الواضح ان الاحتلال في أزمة، فهو يلاحق استقبال أسير وعلم وراية، ويحاول اخافة الناس من زيارة الأسرى بعد الافراج عنهم، لكن هذه الإجراءات تأتي بنتائج عكسية، فقد أبعدت لمدة أسبوع عن القدس الى مدينة أريحا، وفوجئت بالأعداد الهائلة من الأهل والأصدقاء الذين جاؤوا لتقديم التهاني، فشعبنا لا زال حيا و متمسكا بقضاياه الوطنية ومحتضنا للأسرى".
وأضاف أبو عصب :"قبل لحظة الإفراج تكون قد مضت ساعات أليمة وصعبة على الأسير الذي يكون متشوقا للقاء الأهل والعائلة والأصدقاء بعد غيابه لشهور او سنوات في السجون، يكون الاسير بانتظار لحظة اللقاء والحرية ليفاجأ باعتقال جديد وتهم باطلة".
رئيس لجنة أهالي الأسرى المقدسيين
أمجد أبو عصب رئيس لجنة أهالي الأسرى المقدسيين وشقيق المحرر يعقوب، أوضح أن سلطات الاحتلال بسياسات "الاعتقال لحظة الإفراج" تتعمد التنغيص على الاسرى وعائلاتهم، مستهدفة الحاضنة الاجتماعية للأسير التي تفتخر به بعد خروجه وتحرره من سجون الاحتلال، في محاولة بأن يكون الأسير لوحده دون استقبال ودون احتفال.
وأضاف أبو عصب هذه السياسة تكررت خلال الأعوام الأخيرة بشكل ملحوظ، حيث يعتقل الأسير عن بوابة السجن وتوجه له تهم باطلة ويكون الإفراج بشروط عديدة أبرزها: منع الاحتفال ومنع المشاركة بالفعاليات بالمدينة أو المؤتمرات، وبعضهم يبعدوا عن القدس أو مكان سكنهم لأيام.
وذكر أبو عصب بعض الاسرى الذين اعتقلوا فور الافراج عنهم :"الأسير علي مشاهرة من قرية جبل المكبر اعتقل بعد قضائه 15 عاماً، الاسير ليث الحسيني اعتقل بعد قضائه 3 سنوات في سجون الاحتلال وأبعد عن منزله في مخيم شعفاط، الاسير محمود جابر اعتقل بعد قضاءه 12 شهراً وافرج عنه بشرط الابعاد عن الاقصى، الأسير صلاح الحموري بعد قضاءه 12 شهراً"، لافتا أن الأسرى المحررين من قرية العيسوية يستهدفون بهذه السياسة بشكل كبير.