المطران حنا: "العملية السلمية" في الواقع نكبة
نشر بتاريخ: 17/11/2018 ( آخر تحديث: 17/11/2018 الساعة: 12:59 )
القدس- معا- قال المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس، اليوم السبت، إنه لا يمكن ان يتحقق السلام في عالمنا بدون ان تتحقق العدالة أولا فالسلام ثمرة من ثمار العدل وبغياب العدالة فعن أي سلام نتحدث.
وأضاف المطران حنا لدى استقباله وفدا من منظمة العدالة والسلام الإيطالية، بأن شعبنا الفلسطيني لا يمكنه ان يقبل بحلول استسلامية غير منصفة كما اننا لا يمكننا ان نتحدث عن السلام بدون ان نبرز أولا وقبل كل شيء أهمية تحقيق العدالة في هذه الأرض المقدسة والعدالة في مفهومنا تعني ان يزول الاحتلال وان تزول كافة المظاهر الاحتلالية العنصرية وان يتحقق حق العودة وان تكون القدس عاصمة لفلسطين.
وتابع: الفلسطينيون لن يقبلوا بسلام هو في واقعه استسلام وقبول بالامر الواقع الذي يرسمه الاحتلال لنا ولذلك فإننا نناشدكم ونطالب كافة المؤسسات التي تنادي بأن يتحقق السلام في هذه العالم بضرورة ان تشدد أولا وقبل كل شيء على مفهوم العدالة ورفع الظلم عن المظلومين ونصرة المتألمين والمعذبين في هذا العالم. لقد عانى شعبنا الفلسطيني ولسنوات طويلة من الاحتلال وما زال الاحتلال جاثما على صدورنا ، مضطهدا الفلسطينيين ومستهدفا إياهم في كافة مفاصل حياتهم. أما مدينة القدس والتي من المفترض ان تكون مدينة للسلام فقد أضحت بعيدة كل البعد عن السلام بسبب سياسات الاحتلال القمعية العنصرية الاقصائية التي تستهدف الفلسطينيين وتعاملهم وكأنهم ضيوف في مدينتهم المقدسة.
وقال المطران حنا: لقد مر شعبنا الفلسطيني بمرحلة سميت زورا وبهتانا بمرحلة المفاوضات السلمية واوسلو فاذا بنا نكتشف بعد حين بأن هذه المفاوضات واتفاقية أوسلو تحديدا لم تكن الا محاولة هادفة لتصفية القضية الفلسطينية. يتغنون بشعار السلام ويستعملون مصطلح السلام ولكن هدفهم الأساسي هو شطب وجود الشعب الفلسطيني وتصفية القضية الفلسطينية وتمرير المشاريع الاستعمارية الاحتلالية الغاشمة في بلادنا. لم يعد الفلسطينيون يثقون بما يسمى اتفاقيات سلام او مفاوضات سلام والفلسطينيون اليوم يتحدثون عن صمودهم وبقائهم واستمرارية وجودهم وتصديهم للسياسات الاحتلالية الهادفة الى اقتلاعهم من هذه الأرض المقدسة.
وأكد أنه لا يوجد هنالك أي فلسطيني يتحدث اليوم عن اتفاقية سلام بل الفلسطينيون يتحدثون عن حقهم المشروع في هذه الأرض وكيفية التصدي للمشاريع العنصرية التي هدفها تهميش حضورنا والنيل من مكانتنا وإلغاء قضيتنا وشطب وجودنا. الفلسطينيون اصبحوا يعتقدون بأن كلمة السلام التي يرددها بعض السياسيين انما هي اكذوبة كبرى للتغطية على سياسة الابرتهايد والتطهير العرقي التي تستهدف شعبنا الفلسطيني ، ففي الوقت الذي فيه كانوا يتحدثون عن مفاوضات سلمية كانت تبنى اسوار الفصل العنصري وازدادت المستوطنات وتم الاستيلاء على كثير من الأوقاف والعقارات في مدينة القدس. ما سمي زورا وبهتانا بالعملية السلمية لم يكن الا نكبة جديدة تستهدف شعبنا الفلسطيني في كافة أماكن تواجده وخاصة في مدينة القدس.
وخاطب الحضور قائلا: "نطالبكم بأن يكون موقفكم مؤازرا للشعب الفلسطيني وان تنادوا بأن تتحقق العدالة في هذه الأرض وان يزول الاحتلال لكي ينعم شعبنا الفلسطيني بالحرية التي يستحقها والتي قدم في سبيلها التضحيات الجسام. نطالبكم بالدفاع عن مدينة القدس التي تُسلب وتُسرق منا في كل يوم لكي يعود اليها بهائها ومجدها ، كونوا سندا للشعب الفلسطيني والانحياز للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة هو انحياز لقيم العدالة والسلام ولكافة القيم الإنسانية والأخلاقية والروحية والحضارية".
ووضع المطران حنا الوفد في صورة ما يحدث في مدينة القدس وفي باقي الأراضي الفلسطينية المحتلة موجها التحية لاهلنا في غزة كما تحدث سيادته عن الخان الأحمر وعن معاناة أبناء شعبنا في كافة أماكن تواجدهم وخاصة في مخيمات اللجوء حيث ينتظر الفلسطينيون يوم عودتهم الى وطنهم الام.