السبت: 21/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

جامعة بيرزيت تعقد المناظرة الأولى حول دور الفضائيات في تشجيع التطبيع مع إسرائيل

نشر بتاريخ: 27/02/2008 ( آخر تحديث: 27/02/2008 الساعة: 09:42 )
رام الله - معا - عقد منتدى جامعة بيرزيت للمناظرة، المناظرة الأولى بين مدير مكتب الجزيرة في فلسطين وليد العمري وأستاذ الفلسفة والدراسات الثقافية في الجامعة د. جورج جقمان، بعنوان "لعب الفضائيات العربية دوراً مؤثراً في تشجيع التطبيع مع إسرائيل" وبمشاركة أعضاء لجنة التحكيم وهم: عضو المجلس التشريعي د. حنان عشراوي والمفوض العام للهيئة الوطنية لحقوق المواطن د. ممدوح العكر وعميد كلية الحقوق والإدارة العامة في الجامعة د. كميل منصور.

وافتتح المناظرة ممثل لجنة الطلبة شرف دار زيد الذي أكد أن هذه المحاضرة جاءت بجهد وعمل طلابي وشراكة حقيقية مع اللجنة الاستشارية وبإشراف دائرة الفلسفة والدراسات الثقافية، موضحاً أن شعار المنتدى الإيمان بالتعددية الفكرية، ومتراسه الجدل العلمي البناء الذي يعد شرطاً لتقدم الفكر والثقافة.

ومن جانبه أوضح رئيس دائرة الفلسفة والدراسات الثقافية د.عبد الكريم البرغوثي أن المناظرة موجودة في التاريخ منذ القدم فالعرب كانوا يتبارزون بالشعر محولين خلافاتهم إلى مناظرات وأسموها "المبارزات" الشعرية مستبدلين السيف بالقرطاس والقلم، مشيراً أنه رغم تغير أشكال المناظرة وزمانها إلا أن آدابها استقرت والتي من أهمها احترام رأي الخصم واعتماد الحجة العقلية أساساً للرد.

وأشار نائب الرئيس للشؤون الأكاديمية د. عبد اللطيف أبو حجلة أن هذا المنتدى ينسجم وسياسة الجامعة العامة من تشجيع المبادرات الطلابية وتوجيهها وجهة أكاديمية تدعم مسيرة الجامعة وتخدم الصالح العام.

وأوضح د. أبو حجلة أن الجامعة عملت منذ عقود على تعزيز لغة الحوار واحترام الرأي والرأي الآخر، حيث أعطت الجامعة في خطتها الإستراتيجية الاهتمام المطلوب للنشاطات اللامنهجية والتي يأتي من سياقها هذا المنتدى، الذي يساهم في الإرتقاء بالمستوى الأكاديمي لطلبة الجامعة عبر التمرين على آداب المناظرة جدلاً ومحاججة، وعبر تمكين ثقافة الحوار واحترام العقل حكماً على اللإختلافات وعلى معالجة الخلافات.

فيما أشار ميّسر المناظرة عمر البرغوثي أن الاختلاف والتعددية هما صفتان متلازمتان للمجتمع البشري، فإن الجدل والمحاججة والمنطق والعقل وحرية التعبير، وبالتالي هم عناصر ضرورية للفكر الإنساني، موضحاً أن من خلال منتدى جامعة بيرزيت للمناظرة يُطمح للربط العضوي بين الفكر والممارسة، بين الفرد والجامعة، ويحتكم إلى العقل في معالجة الخلافات، مؤكداً على المعايير الأساسية للمناظرة وهي أسلوب العرض وسلاسته، والقوة في الحجة والمنطق، مستوى التحضير، الالتزام بموضوع المناظرة، والقدرة على كشف نقاط ضعف الآخر، الالتزام بالقوانين، وأهمها تجنب الهجوم الشخصي.

وقسمت المناظرة إلى أربعة مراحل، أتيحت فيها الفرصة للمتناظرين، العمري وجقمان في طرح ما لديهما من حجج ومعلومات حسب وجهة نظرهما، إلى جانب فتح المجال للمشاركين من الجمهور في طرح أسئلة وتعليقات وتعقيبات حول موضوع المناظرة.

وبدأ العمري المرحلة الأولى من المناظرة في طرح صورة عامة عن ضعف الإعلام العربي، وخاصة الرسمي، الذي دفع بالفضائيات العربية إلى النهوض وأخذ دور ريادي في نقل المعلومات.

وانتقد العمري الوضع العربي العام، وقال إن العالم العربي يعيش وسط حالة من المزايدات على حساب دور الإعلام.

وقال إن الفضائيات العربية بنقلها لوجهة النظر الإسرائيلية واستضافتها للمسئولين والمتحدثين الإسرائيليين، تندرج في إطار نقل المعلومة كما هي للجمهور، وبالتالي احتكام الجمهور للمعلومات المقدمة وبقاء القرار والانتقاد مفتوحاً أمام المشاهدين، مضيفا أن وصف عمل الإعلام العربي بأنه مغذي للتطبيع، لا يعد كونه بعيداً عن المنطق، لأن المفهوم يلوح به محاربو الثورة الفكرية والعلمية.

واسترسل في الحديث على أن معرفة الطرف الآخر (إسرائيل) يعد ضرورياً في الحرب مع الاحتلال، وقال إن المزايدات على عمل الإعلام تأتي وسط نمو ونضوج فكري وإنساني لإسرائيل.

وعقب جورج جقمان، في القسم المخصص من مداخلته أن الفضائيات العربية باستضافتها للطرح الإسرائيلي من وجهة نظره، تعد تطبيعاً، وأن المساواة في عرض وجهة نظر الاحتلال ووجهة نظر المحتل لا يعد موضوعياً.

وتساءل جقمان، عن المساحة التي تعطيا الدول الكبرى في حروبها، كالعراق وإيران وفي أفغانستان، وقال إن إعطاء المساحة للإسرائيليين لعرض وجهة نظرهم لا يعد أمراُ إيجابياً بل محفزاً على التطبيع.

وأضاف إن الفضائيات العربية توازي بين الاحتلال والمحتل في طريقة المساحة المقدمة للطرفين في وسائل الإعلام.

وعاد العمري في المرحلة الثانية والثالثة من المناظرة ليؤكد على أهمية معرفة الآخر، وشدد على تسميته "بالتنوير" لا التطبيع، وقال إن الحديث عن التطبيع له وجوه كثيرة ولا يجب حصره بعمل وسائل الإعلام فقط.

وتساءل عن المعضلة في استضافة مسئول إسرائيلي وإحراجه وطرح أسئلة عن جرائم قام بها جيش الاحتلال، وأكد أن الدول الكبرى تتخذ موقفاً عدائياً من وسائل الإعلام العربية الريادية، لأنها كسرت احتكار الأعلام الغربي لنقل المعلومات.

بدوره، قال د. جقمان في القسم المخصص من مداخلته في القسمين الثاني والثالث، إنه مع معرفة الطرف الآخر، لكن ليس إعطائه الفرصة لعرض وجهة نظرة كما يشاء.

وأكد على دور وسائل الإعلام في حشد الرأي العام لصالح القضايا العربية، وشدد على ضعف الإعلام الرسمي، وقال إنه يعاني من مشاكل كبيرة، وإن عمل الفضائيات العربية بشكل عام أسهم في إثراء المعرفة ونقل الأخبار للعالم، مشدداً على نقطته الرئيسية على عدم ضرورة إتاحة المجال أمام الإسرائيليين لاستخدام الإعلام العربي لتبرير أعمالهم.

وكانت نتائج المناظرة التي احتسبت على ضوء تقييم اللجنة وتصويت الجمهور بالمناصفة هي 66.76% لوليد العمري بمقابل 33.24% للدكتور جورج جقمان.