صباح الخير سيد برايمرز بقلم عيسى فراقع
نشر بتاريخ: 16/10/2005 ( آخر تحديث: 16/10/2005 الساعة: 03:42 )
بقلم: عيسى قراقع - الفتحاويون في كافة أرجاء الوطن...العضو، النصير، المتجذر، الهامشي، الجاهل، السياسي، العشائري، المدني والعسكري، الشعبي والمنعزل، الفقير والغني، المستفيد والمهمش، تلقينا قرار المجلس الثوري لحركة فتح بالذهاب إلى الانتخابات التمهيدية (البرايمرز) من أجل اختيار مرشحي الحركة للمنافسة في انتخابات المجلس التشريعي انه قرار باللجوء إلى الديمقراطية الداخلية بعد مطالبة قواعد فتح بذلك، وبعد أن أصبح اللجوء إلى أُسلوب التعيين أمراً مقيتاً ومرفوضاً...
ولأنه أصبح قراراً نافذاً صودق عليه من قبل أعلى الهيئات التنظيمية فان الجميع دخل ماكينته وتورط في أجوائه المثيرة للفضول، ووجد كل فتحاوي نفسه في موقع الارتباك فإن تحفظ ورفض البرايمرز، فانه يبدو وكأنه ضد الديمقراطية وان لجأ الى تشكيل قائمة مستقلة فانه سيكون في موقف لا يحسد عليه من الاتهامات بالانشقاق والانفصال...
البرايمرز الفتحاوي عجيب، وغريب، لقد حقق عولمة معاصرة في المساواة ولأول مرة صار الجميع في سلة واحدة، المنتمي حديثاً مع المنتمي منذ الانطلاقة، المناضل والغير مناضل، أنه انفتاح على الشارع والشعب، وقد يكون استفتاء جماهيري على كوادر الحركة الأشاوس ووضعهم في الاختبار الشعبي...وهنا اندمجت الأجيال بالفعل واختلط التاريخ، لأن العضوية مفتوحة غير محددة، والترشيح كذلك بلا ضوابط ولا قوانين، وأعتقد لا يوجد حزب في التاريخ عمل ذلك سوانا نحن الفتحاويين...
ان هذا يشير إلى أزمة وليس إلى إصلاح وتغيير أنه هروب سريع من معالجة الخلل التنظيمي وبناء الأطر والمؤتمرات والمؤسسات التنظيمية إلى العبثية والعدمية وعدم الوضوح...ولا بد من رأس مستفيد من ذلك.
لقد بدأت أتصور أحد الكوادر الفتحاويين الرائعين الذي أفنى عمره داخل الحركة نضالاً واعتقالاً وعطاءً يخضع للاختبار من قبل عامة الناس وليس وفق تراتبية حركية ونضالية فان كان فقيراً لم يوزع أموالاً أو بسيطاً ليس له علاقات اجتماعية واسعة وان لم يكن وصولياً لم يستطع أن يساعد أحد فانه بالتأكيد سيدفع الثمن في هذه الانتخابات ولن تشفع له سنوات عمره النضالية.
وبدأت كذلك اتصور كيف سيتصرف الراسبين في البرايمرز وسيكون عددهم أكبر من الناجحين، ربما وهو الأرجح انهم وعائلاتهم ومحيط علاقاتهم سيقفون بشكل سلبي ضد القائمة الرسمية الناجحة، وسيكيلون الاتهامات ويبدعون المبررات لأسباب سقوطهم.
إن آليات البرايمرز التي وافقنا عليها نحن الأعضاء العاديين قد لا تفرز الأكفأ والأفضل القادر على المنافسة السياسية مع الأحزاب المعارضة، قد تفرز مختار عشيرة جمع أكبر عدد من الاستمارات أو جاهلاً لا يستطيع أن يمثل موقفاً سياسياً أو يناقش في تشريع قوانين.
ويبدو أن حركة فتح ومعها كل الأحزاب والفصائل أصبحت في وضع تلجأ فيه إلى قوة العائلة والعشيرة وليس العكس...وهذا ما أظهرته انتخابات المجالس البلدية والمحلية...انه تراجع في الحزبية والأطر التنظيمية وهروباً من مراجعة الذات وتقييم الوضع الداخلي تنظيمياً وإدارياً وسياسياً...
أنها ديمقراطية الشارع وليس ديمقراطية التنظيم القائم على تدقيق العضوية، والانتماء والالتزام والانضباط ومستوى الأداء والعطاء..
وقد استهوانا ذلك... لأننا متعطشين إلى أي شكل من الديمقراطية...لم نفكر جيداً كوننا غاضبين ومقهورين من الفردية والتجاهل والغياب والتهميش وهضم الحقوق. ولأن كوادر حركة فتح يعيشون حالة ضياع منذ سنوات طويلة...سيقبلون أي شيء يرد اليهم الاعتبار والقرار ليشعروا أنهم شركاء...ولكن سرعان ما استدركوا أن آليات البرايمرز لا تجعلهم شركاء وإنما وكلاء أصوات وعائلات ورجال شعارات ونفاق...
ويلاحظ منذ الإعلان عن الانتخابات التمهيدية داخل حركة فتح أن الأجواء أصبحت مشحونة ومشدودة... تنافس محموم، لا يبشر بالخير، تصفية حسابات، استقطاب وتحشيد ووسائل تحجيم بوسائل عديدة، الكل يسعى إقصاء الكل...غياب الأخلاق التنظيمية وترك مساحة واسعة للتناقضات وزرع صواعق الانفجار...
وبدأت تعلو أصوات حول تقسيمات جغرافية وعشائرية وتكتلات لا علاقة لها بمبادئ حركة فتح وقانون الحركة ووحدة الحركة...فهل نحن ذاهبون إلى حرب أهلية داخل حركة فتح لا سمح الله ولا قدر...هل هي لعبة ذكية لإثبات فشل الديمقراطية كمطلب عام والعودة الى التعيين والبرج العاجي لا أدري...جميعنا داخل " الماسورة " والكل ينتظر أنفلونزا الطيور ولكني أدري أن هناك أنظمة وقوانين وتجارب حول أساليب وطرائق عمل البرايمرز في الأحزاب كان يمكن الاستفادة منها لتحقيق الأمرين معاً الديمقراطية والمشاركة على أسس سليمة وواضحة وبما يكفل تطور ووحدة الحركة وليس انقسامها إلى شظايا وخلافات وسوء علاقات وعداء بين الأخوة...
صباح الخير سيد براميرز... نحن على موعد معك، كل منا يحمل استمارته وليس تاريخه النضالي وعذاباته وجراحه ومعاناته...
جميعنا في الدائرة المغلقة...وأنت الوحيد الذي سيفتح أوراقنا...لا يهم الأسماء بل العدد...ولا يهم كيف جاءت ومن أين...هنا لا يوجد أسئلة، اما أن ترضى بما قدر الله والمجلس الثوري وإما أن تتنحى وتذهب إلى البيت، لتكتب مذكراتك عن نضالاتك العابرة.