المطران عطاالله حنا يختتم زيارته إلى القاهرة بمحاضرة تدعو التأخي بين المسيحيين والمسلمين
نشر بتاريخ: 27/02/2008 ( آخر تحديث: 27/02/2008 الساعة: 18:28 )
القدس -معا- عاد إلى القدس بعد ظهر اليوم الأربعاء، المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس وذلك بعد زيارة عمل إلى العاصمة المصرية القاهرة إستغرقت ثلاثة أيام، شارك خلالها في إجتماع مجلس أمناء مؤسسة ياسر عرفات بصفته عضوا في هذا المجلس.
كما إلتقى مع عدد من المرجعيات الروحية الإسلامية والمسيحية وعدد من الشخصيات الأكاديمية، وزار عددا من المؤسسات المسيحية.
وإختتم المطران عطالله الزيارة بمحاضرة ألقاها في المعهد الإكليريكي الأرثوذكسي أمام حشد من الأساتذة والطلاب، حيث قال في محاضرته التي إستغرقت أكثر من ساعتين "بأننا عندما نتحدث عن التاريخ المسيحي نذكر بيت لحم والقدس والناصرة، وهي البقعة المقدسة التي فيها ولد المسيح وقدم ما قدمه من أجل الإنسانية مناديا بقيم المحبة والعدل والمصالحة، وفي هذا المشرق الذي نعيش فيه وننتمي إليه هناك ثلاث مراكز روحية مسيحية أساسية وهي القدس والإسكندرية وأنطاكيا، إذ إن هذا المثلث يرتبط بالتاريخ والتراث والهوية المسيحية الأصيلة والمشرقية، ولكن القدس تبقى الأولى والأساس لأنها الكنيسة الأولى التي شيدت في العالم ويصفها الدمشقي يوحنا بأم الكنائس".
وأضاف عطالله إن المسيحية هي جزء أصيل من تاريخ هذا الشرق وثقافته وهويته وحضارته وإنتماء المسيحيين المشرقيين إليه هو إنتماء عضوي، فمسيحيي الشرق ليسوا من مخلفات حملات الفرنجة الإستعمارية وليسوا من بقايا أي نوع إخر من الحملات الإستعمارية فهم أصيلون في هذه الديار كانوا قبل الإسلام وبقيوا بعد الإسلام وقد حافظوا على إيمانهم وروحانيتهم وإنتمائهم الكنسي والقومي.
وأضاف سيادته بأن لقاء قطبي المسيحية والإسلام في القدس في القرن السابع للميلاد وأعني بذلك لقاء البطريرك الأرثوذكسي صوفرونيوس مع الخليفة عمر بن الخطاب يشكل حدثا تاريخيا مفصليا في مسيرة العلاقات التاريخية المسيحية الإسلامية توجته العهدة العمرية التي نفتخر بأنها محفوظة حتى الأن في المتحف البطريركي في القدس.
وأضاف:" إننا ننتمي إلى المشرق العربي وحضارته وثقافته التي فيها المسيحية وفيها الإسلام وبتر أحد هذه العناصر أو تجاهل أحد هذه المكونات هو طمس للتاريخ وتشويه له".
ودعا إلى لقاء إسلامي مسيحي للتواصل والتعاون وقال :"أننا في النهاية أبناء أسرة بشرية واحدة خلقها الله كما أننا ننتمي إلى العروبة التي تجعلنا أسرة قومية واحدة".
ورفض عطالله الإساءات التي تتعرض لها الديانة الإسلامية في بعض الدول الغربية، وقال :"الرسومات المسيئة التي نشرت مؤخرا هي أمر نرفضه ونستنكره بشدة لأن الله يدعونا إلى محبة الأخر ولذلك لا يجوز أن يقبل أحد بان يساء إلى الأخر بأي شكل من الأشكال، فإن الإساءة إلى المسلمين إساءة لكل إنسان عاقل في هذه النيا وهي إساءة للمسيحيين أيضا لأن كرامة المسلمين من كرامتنا كما ان كرامة المسلمين من كرامتنا. وإننا ندعو وسائل الإعلام في الغرب إلى عدم الوقوع في هذه الأخطاء الجسيمة التي لا تسيء إلى الدين فحسب وإنما تأجج الصراعات والفتن بين الناس فالديانات موجودة لكي تقرب الناس مع بعضهم البعض وليس لكي تفرقهم وما يفرق الناس فهو من الشيطان".
وتحدث المطران بإسهاب عن القدس والأماكن المقدسة فيها وأشار إلى العلاقات الإسلامية المسيحية في فلسطين، مؤكدا على وحدة الشعب الفلسطيني بكافة طوائفه وأطيافه.
هذا وأجاب سيادته في النهاية على أسئلة الحضور الذين عبروا عن شكرهم لسيادته.