الأحد: 06/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

سفارة فلسطين بالبحرين تحيي ذكرى الاستقلال واستشهاد أبو عمار

نشر بتاريخ: 26/11/2018 ( آخر تحديث: 27/11/2018 الساعة: 12:19 )
سفارة فلسطين بالبحرين تحيي ذكرى الاستقلال واستشهاد أبو عمار
البحرين - معا- أحيت سفارة دولة فلسطين لدى مملكة البحرين، الذكرى الـ30 لإعلان الاستقلال، والـ14 لاستشهاد القائد الرمز ياسر عرفات.
وكان في استقبال ضيوف الفعالية التي أقيمت بالمناسبتين، أمين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح"، رئيس المجلس الاعلى للشباب والرياضة الفلسطينية، اللواء جبريل الرجوب، وسفير دولة فلسطين لدى البحرين خالد عارف.

وذلك بحضور وكلاء من وزارة خارجية البحرين على رأسهم مساعد وزير الخارجية عبدالله بن فيصل الدوسري، ووكيل الوزارة للشؤون الإقليمية ومجلس التعاون، السفير وحيد مبارك سيار، وأعضاء من مجلسي النواب والشورى، منهم النائب الاول لرئيس مجلس الشورى جمال فخرو، ووكلاء من عدة وزارات منهم وكيل وزارة الزراعه الشيخ محمد ال خليفة، اضافة لحضور كافة سفراء الدول العربية الشقيقة، وعدد من سفراء الدول الصديقة، ورؤساء الجامعات، منهم: رئيس جامعة البحرين رياض حمزة، ورئيس الجامعة الاهلية، عبدالله الحواج، ورئيس الجامعة التطبيقية، غسان عواد، ورجال دين مسلمين ومسيحيين على رأسهم عضو المجلس الأعلى للشؤون الاسلامي الشيخ عبد الحسين بن الشيخ خلف ال عصفور، والشيخ عدنان القطان، ورؤساء المجالس، وممثلين عن غرفة التجارة والصناعة البحرينية، وعدد من رجال الاعمال، وممثلين عن الامم المتحدة، ورؤساء البلديات، ورؤساء البنوك، وابناء الجالية الفلسطينية.

وفي كلمته قال السفير عارف: في الخامس عشر من نوفمبر من العام 1988 وفي جمهورية الجزائر الشقيقة بلد المليون شهيد أعلن الزعيم الخالد ياسر عرفات استقلال دولة فلسطين، حيث ولد على أرض فلسطين المباركة الشعب العربي الفلسطيني ، ومن جيل إلى جيل، لم يتوقف الشعب العربي الفلسطيني عن الدفاع الباسل عن وطنه، ولقد كانت ثورات شعب فلسطين المتلاحقة تجسيدا بطوليا لإرادة الإستقلال الوطني.
ففي ذكرى يوم الاستقلال ينكسرالاحتلال ويقوم السادة الشهداء يحملون وعد السماء للذين ظلوا على العهد والوعد وعلى موعد مع الحرية والقدس العاصمة الابدية ومع مفاتيح البيوت الاولى عائدون من خيام اللجوء ومن زنازين العذاب لاسرانا البواسل نربي الامل ونبني المستقبل الحر وقد زال الاحتلال وسقطت صفقة القرن.

واضاف: نعيد هنا من أرض البحرين الطاهرة تأكيدنا أن فلسطين هي أم الحضارات، أن فلسطين هي الارض والقدس هي الهوية والثقافة، هي الطموح الحاضر نحو التحرر والتطور والديمقراطية والوحدة ونبذ الإنقسام ، إن دولة فلسطين وعاصمتها الابدية القدس هي دولة لكل العرب وللإنسانية جمعاء.

وشدد انه في الذكرى الرابعة عشرة لاستشهاد قائدنا ورمز تاريخنا المعاصر نتذكر الرئيس الشهيد" ياسر عرفات " ابو عمار وإخوته و رفاقه المناضلين رحمهم الله. حيث كان ياسر عرفات الرئيس الخالد هو الفصل الأطول في حياتنا. وكان اسمه أحد أسماء فلسطين الجديدة.

واكد السفير عارف انه في ذكرى الاستقلال نؤكد لحامل الامانة الاخ القائد الرئيس محمود عباس "ابو مازن" الثابت على الثوابت إننا على العهد والقسم وسنستمر معه حتى اقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.

وتوجه السفير بالشكر إلى مملكة البحرين الشقيقة ملكا وحكومة وشعبا على دعمهم الدائم لشعبنا وقضيتنا العادلة، حيث لا يألوا جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة جهدا في دعم قضيتنا بكل السبل ، ففي خطابه السنوي في يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني يخاطب العالم سنوياًً مذكراً إياه بعذابات الشعب الفلسطيني و حقه المشروع في دولة مستقلة يقيمها فوق ترابه الوطني أسوة بسائر شعوب العالم.

واكد سفير فلسطين ان هذا الموقف ليس غريباً على جلالته، فالعلاقة الفلسطينية البحرينية متميزة وممتدة منذ العام 1917 وحتى يومنا هذا
واستمرت حتى يومنا هذا علاقات مميزة يسودها كل المودة والتقديروالاحترام بين بلدينا الشقيقين، مستذكراً الاتفاقيات التي وقعت في مجالات متعددة بين بلدينا الشقيقين منها البروتوكلات والاتفاقيات الثقافية والصحية والبلدية والرياضية والاعلامية وغيرها، وزيارات العديد من الوفود البحرينية الرسمية والشعبية لفلسطين لدعم صمودنا على ارضنا وفِي القدس والمسجد الاقصى وكذلك زيارة وفود فلسطينية رسمية متتالية الى البحرين الشقيقة، شاكرا القيادة البحرينية الرشيدة حكومة وقيادة وشعباً وعلى رأسها جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس مجلس الوزراء الموقر المحب لفلسطين و أهلها لرعايته ومباركته لهذا الحفل، وخالص الشكر الى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد الأمين الداعم لعدالة قضيتنا، والشكر موصول الى وزارة الخارجية البحرينية و على رأسها معالي الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة على إبرازه للحق الفلسطيني في كل المحافل الإقليمية والدولية ولشعب البحرين الطيب الشقيق كل محبتنا ومحبة أهلنا في فلسطين والقدس.

واكد السفير في ذكرى الإستقلال والحرية وقوف فلسطين مع مملكة البحرين الشقيقة في كافة الإجراءات التي تتخذها ضد الإرهاب و لحماية أمنها و استقرارها ونؤكد رفضنا للتدخلات الخارجية في شؤونها الداخلية.

كما وهنأ السفير عارف المملكة بعرسها الديمقراطي والوطني المتمثل باجراء الانتخابات النيابية والبلدية، وبمناسبة قرب عيدها الوطني المجيد وعيد جلوس جلالة الملك حمد بن عيسى ال خليفة حفظه الله ورعاه.

وفِي كلمة فلسطين اكد أمين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح" جِبْرِيل الرجوب انه قبل ٣٠ عام صدح صوت القائد الراحل ياسر عرفات في جمهورية الجزائر العظيمة واعلن عن استقلال دولة فلسطين واليوم فإن الاقرار من جانب المجتمع الدولة والاعتراف بدولة فلسطين على ارض فلسطين وفي قرارات الشرعية الدولية في ذلك الوقت كان رسالة لهذا الاحتلال العنصري الفاشي ومن يقف من ورائه انه آن الاوان لان يكون هناك عدالة وان يتم انصاف هذه الشعب الذي كان وما زال يتعرض لعملية نفي له كشعب وارض .وتاريخ ودين من الخارطة السياسية حيث جاء ذاك الاعلان ليكون النقيض لهذا المشروع الصهيوني التوسعي الذي يشكل خطرا على كل المنطقة العربية ويشكل خطرا على السلم العالمي لتنكره للشرعية الدولية لممارسته للارهاب الرسمي في محاولة لطمس هذا الشعب.

وقال الرجوب: "ولكننا اليوم في هذا البلد الحبيب والعزيز على قلوبنا في مملكة البحرين في الخليج العربي نحيي هذا اليوم ومازال تجسيد الحلم قائم عندنا على امل ان نحتفل ونحتفي بكم ومعكم في العام القادم في القدس عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة رغما على ارهاب نيتنياهو وترامب تجاهنا، فنحن موجودون ونحن هناك باقون ولا مكان لنا الا فلسطين ونؤكد لكل الفلسطينيين في الشتات ان خلفكم شعب و ٦ مليون ونصف المليون فلسطيني موجودين في فلسطين التاريخية لديهم شيفرة جينية واحدة هي ان الدولة والهوية الوطنية الفلسطينية هي المدخل لتحقيق الامن والاستقرار في الاقليم وفي العالم وإرادتنا وقيادتنا الشرعية وعلى راسها الاخ ابو مازن رمز وحدتنا ومن اراد ان يصنع السلام وان ينهي الصراع اعتقد له شريك واحد اسمه ابو مازن ".
كما ونؤكد هنا ان الاتقسام عار ويجب ان ينتهي، وباسم حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح وعلى راسها الاخ ابو مازن نؤكد ان حماس جزء من النسيج الوطني الفلسطيني ونحن نريد ان نبني معها شراكة وآن الاوان ان تترجموا موقفكم في ٥/٤ /٢٠١٧ حينا اكدتم انكم جزء من الشعب الفلسطيني ببعد اسلامي وانكم تريدون دولة حسب المبادرة العربية والشرعية الدولية واكدتم ان المقاومة الشعبية في هذه المرحلة تعتبر خيارا استراتيجيا، فماذا بقي بيننا وبينكم من خلاف؟ لذلك علينا ان نلتقي على كلمة سواء لنبني وحدة وطنية ولنبني شراكة وطنية تبدا بانهاء مظاهر سلطتكم في قطاع غزة وتمارس الحكومة سلطاتها من جنين لرفح بسياسة واحدة وبايقاع واحد وبمنهجية واحدة كي نذهب الي حوار وطني شامل للولوج الى مسيرة نبني فيها وحدة وطنية وحدة يقبلها العالم وحدة يتحملها العالم ترتكز على برنامج الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وترتكز على وحدة مفهوم نضالي لدولة المستقبل بسلطة واحدة وقانون واحد دولة حرة ديمقراطية ولنذهب الي صندوق الاقتراع لحسم هذه التعارضات الثانوية التي لا يجب ان تبقى تناقضا مركزيا بيننا، فلا تناقض بيننا الا مع الاحتلال ولا عدو لنا الا هذا الاحتلال.

وعبر الرجوب عن سعادته بالحضور الرسمي والشعبي ومن سفراء الكثير من الدول مؤكدا ان هذا الحضور الحاشد في الحفل يعكس مكانة فلسطين في قلب الانسانية في كل القارات، هذه نموذج حي وبرهان ودليل على ان فلسطين مازالت القضية المركزية لكل العرب والمسلمين، وان كل حملات التشويه التي يشنها علينا نتنياهو وترامب محاولين الايهام للجميع ان العرب والمسلمين قد نسوا قضية فلسطين، هي محاولات مضللة، وان هذا الحشد الكبير في هذه المناسبة الوطنية هو احد تجليات ان فلسطين مازالت ان القضية المركزية للعرب وللمسلمين واعتقد ان ما صادر قبل يومين عن خادم الحرمين الشريفين يؤكد ذلك وهذا الموقف ليس بجديد عليه ولا على السعودية ولا على السعوديين ولكن ان ياتي في هذه المرحلة هو رسالة لكل من يعتقد بان هناك عربي واحد ممكن ان يتلاعب في المبادرة العربية التي اكدها كذلك جميع الزعماء العرب في قمة السعودية في شهر اذار الماضي هذه رسالة للجميع ورسالة لترامب ورسالة الي نيتنياهو ان الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وهذة القدس عربية ببعدها الاسلامي والمسيحي غصبا عن امنيات نيتنياهو وغيره، وذلك بإرادتنا وبإرادة هذا العمق العربي الصادق والمؤمن وايضا ما قاله قبل ايام الرئيس السيسي الذي قال على الدولة الفلسطينية وعن القدس ما لا يخضع لاي نقاش او تشكيك في الموقف العربي الرسمي من الخليج الى المحيط.

وطالب الرجوب حركة حماس بالتجاوب مع الجهود المصرية لإنهاء الانقسام وقال : اتمنى ان يدرك اخواننا في حماس انه ان الأوان كي تنهي هذا الانقسام، ونحن نثق في مصر وفِي موقفها وهي المفوضة من قبل الجامعة العربية لإنهاء هذا الملف، ويجب ان نكون نحن جميعاً المبادرين في انهاءه وآمل ان يدركوا حقيقة موقف حركة فتح بإجماع قيادتها باننا نحن فلسطينيون وطنيون صادقون مؤمنون بمنطق ومبدأ التسامح والحب الذي يجب ان يسود في ما بيننا، فلا يمكننا إنهاء هذا الانقسام بيننا بدون هذه السياسة الحكيمة وهذه السياسة الملتزمة بقضية فلسطين.

وفِي الشأن السياسي اكد الرجوب اننا لن نقبل سوى بدولة غير منقوصة ولن نقبل بترامب وكيلا حصريا لانهاء قضيتنا وتدميرها خاصة بعد نقله للسفارة الامريكية للقدس المحتلة وبعد محاولته لشطب قضية اللاجئين وبعدما حاول ان يشرعن الاستيطان متماشيا مع المنهجية الاسرائيلية اليمينية الفاشية، فالقدس فيها ٣٥٠ الف صخرة ستكون عبئاً على صدر هذا الاحتلال، وكل فرد من أفراد شعبنا لديه ملحمة من الصمود والتصدي ومن النضال، فلن تجدوا بيتا في فلسطين ليس به شهيد، او ملحمة بطولية، ونحن بهذا الخصوص اوفياء لمسيرة هؤلاء الشهداء والاسرى ولن نقبل باقل من دولة مع حق العودة للاجئين والمشتتين في المنافي فانتم ضيوف ولا مستقر لكم الا في فلسطين في دولة نستظل فيها وبها ونحن نقول اننا متماسكون صامدون، والضغط الذي نواجهه كبير جدا ونتمنى من اخواننا العرب ان يعفونا من التجاذبات العربية الداخلية فالقضية الفلسطينية هي قضيتكم جميعا ونحن نحب ونحترم جميع الدول العربية ونحن بحاجة جميع العرب شركاؤنا في معركة النضال ونحن لن نكون في اي محور خارج نص الدولة، هي الحل ومنظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، كون هذا العدو يسعى لضرب مناعتنا الوطنية باساليب كثيرة منها الانقسام، والتضليل.

وعبر الرجوب عن ثقة القيادة الفلسطينية في النظام الرسمي العربي وفي مواقفه سواء الصادرة عن خادم الحرمين الشريفين او من الملك الاردني او من رئيس الجمهورية المصرية كون هذه الدول دول محورية في حسم هذا الصراع، فنحن نثق بما يقولوه لنا وما يقولوه عنا في كل مكان موجهاً التحية لهم ولشعوبهم الشقيقة مؤكداً ان فلسطين امتداد للعرب ونحن نيابة عن الامة في الخندق الاول ندافع عن الاقصى والمقدسات الاسلامية وعن كنيسة القيامة المقدسة لكل المسيحيين، وبلا شك ان البحرين من الدول الاستثنائية في موضوع التسامح الديني ولكن فلسطين كانت وستبقى كذلك رائدة في مسالة التعايش والتسامح الديني، والكل سيكون تحت مظلتها، نحن وحماس والشعبية والديمقراطية والكل الفلسطيني شعب واحد وفي وطن واحد وقضيتنا قضية سياسية وقضية وطن وهوية واحدة ويجب ان تكون قيادتنا واحدة وجميعنا يجب ان نكون في نفس المركب وفي نفس الاطار، فهذه المنظمة الي شكلت على مضار ٥٣ سنة الماضية وطنا معنويا للفلسطينيين وشكل هذا الاستقلال بوثيقته نبراسا ويجب ان تتجسد على ارضنا.

وفِي نهاية كلمته شكر الرجوب السفير عارف وحرمه وطاقم السفارة والجالية الفلسطينية على تنظيم هذا المهرجان الوطني الحاشد، كما شكر مملكة البحرين ملكاً وحكومة وشعبناً لرعايتها للجالية الفلسطينية.