الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الخارجية: ترامب يفصل صفقة القرن على مقاس نتنياهو ويرهنها بموافقته

نشر بتاريخ: 27/11/2018 ( آخر تحديث: 27/11/2018 الساعة: 15:22 )
رام الله- معا- قالت وزارة الخارجية والمغتربين إنه من الواضح أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تواجه أزمة حقيقية مُركبة سواء في كيفية الإنتهاء من صياغة ما تُسمى بـ (صفقة القرن) و"لملمة" أشلائها و"تجميع" تناقضاتها بعضها ببعض، أو ما يتعلق بإخراجها الى النور والكشف عنها للاطراف المعنية، هذا ما يكشف عنه سيل التصريحات والتسريبات التي تصدر عن فريق الإدارة الأمريكية الذي يتولى إفتعال الضجيج عليها، فبالاضافة لعديد التصريحات المتضاربة التي لم تستقر بعد على موعد محدد ونهائي للاعلان عن (صفقة القرن)، خرج علينا سفير الولايات المتحدة لدى اسرائيل المستوطن دافيد فريدمان قائلا: (.. سيتم نشر الخطة في الموعد الذي يُحتمل أن تلقى فيه أقصى درجة قبول ليتم تطبيقها)، مُحاولاً إخفاء حقيقة الإنحياز الأمريكي المُطلق للإحتلال ومواقفه ومصالحه، ليس فقط عبر الصيغ والمواقف التي تتضمنها (صفقة القرن) المزعومة، وإنما أيضاً من خلال التوقيت المُناسب لنتنياهو ومصالح اليمين الحاكم في إسرائيل، إن لم يكن إستجابةً لرغبات ومطالب نتنياهو وأركان إئتلافه اليميني الحاكم وجمهوره من المستوطنين والمتطرفين الرافضين لأية صيغة سلام مهما كانت هشة ومنحازة، إنطلاقاً من رفضهم المُطلق لتقديم أية تنازلات مهما كانت متواضعة ولا تتجاوب مع الحد الادنى من المطالب والحقوق الفلسطينية، مع قناعتنا الكاملة أن نتنياهو لا يُحبذ عرض هذه الصفقة أو أية صفقة أخرى أيا كانت، بسبب إستفادته القصوى من الوضع القائم الذي لا يُلزمه بتقديم أي تنازل مُقابل ما ينهبه من حقوق الفلسطينيين من أراضٍ ووجود وممتلكات وتنمية وخدمات وغيرها.
وأضافت الوارة في بيان وصل معا، أن سمات تلك الأزمة المُركبة والتردد المُلفت والخضوع الأمريكي الفاضح لمطالب نتنياهو وغيره من المتطرفين أصبحت واضحة: بدايةً، يعلن "غرينبلات" وبقية عصابة المتصهينين من إدارة ترامب أن صفقة القرن جاهزة تماماً للنشر، ثم يُصرح "ترامب" نفسه أنه قرر تأجيل الإعلان عنها عدة أشهر بناءً على طلب مُباشر من نتنياهو، ليأتي تصريح "فريدمان" ليقول أن الإعلان عنها سيتم عندما تكون هناك فرصة كبيرة لتقبلها. ومهما يكن من أمر هذه التصريحات، فإن القرارات التي اتخذتها إدارة ترامب المعادية للشعب الفلسطيني وحقوقه، أفرغت (خطة السلام) الأمريكية من أي مضمون حقيقي قابل للتطبيق بموافقة الطرفين، وإستبدلته بسياسة الإملاءات وقرارات فرض الأمر الواقع بقوة الإحتلال ومن جانب واحد. 
وأكدت الوزارة أن تحركات ترامب وفريقه بشأن الصراع الاسرائيلي الفلسطيني تُعمق من الفجوة بين المجتمع الدولي والإدارة الامريكية وتُسبب إحراجاً دولياً مُتصاعداً للولايات المتحدة بسبب القرارات والسياسات المُنحازة للاحتلال والإنقلاب الأمريكي على الشرعية الدولية ومرتكزات المنظومة الدولية برمتها، مؤكدة" هذا يجعلنا نؤكد مجدداً أن ما تُسمى بصفقة القرن إن وجدت بهذا الطرح والتوجهات المعلنة لن تمر ولن ترى النور".