الجمعة: 29/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

يا طبطب ودلّع ! بقلم - صالح حساسنة

نشر بتاريخ: 29/02/2008 ( آخر تحديث: 29/02/2008 الساعة: 10:44 )
بيت لحم - معا - بالطبع .. لا يمكن لي ولا لغيري ، كائناً من كان ، سواء أكان رئيساً لمجلس الوزراء ، أو رئيساً للكونجرس الأمريكي ، أن نسأل رئيس نادي هلال أريحا وأعضاء مجلس الإدارة لماذا يشربون الشاي بسكر خفيف مثلاً ، أو على أي جنب يفضلون النوم عندما يأوون لفراشهم ليلاً ، فمن المعلوم أن " كل واحد بنام على الجنب الي بريحه" وكل شخص له خصوصية لا يحب أن يخترقها أحد .
.
لكن عندما يتعلق الأمر ببطولة أريحا الشتوية ، التي ليست ملكاً لرئيس النادي ، أو لأعضاء مجلس الإدارة ، أو حتى للمتيمين بعشق هلاليي الأغوار ، فالوضع هنا معكوس تماماً ، ومن حقي أنا وأنت ، أن نسأل ونلح بالسؤال ، عن السبب الذي يدفع مسئولي النادي الريحاوي لجلب كرات "أولاد حارات" - وربي يسامحني على هذا الكلام- ، وتقديمها أمام العالم أجمع ، على أنها كرات ، تمتلك نسخة كربونية طبق الأصل عن كرات كأس العالم ، التي لعبت فيها المنتخبات الكبيرة في مونديال ألمانيا 2006 ، فهذا الأمر المخجل يجعلني في غاية الحزن والكآبة ، عندما أرى صحافتنا الميمونة ، تنشر خبراً مفاده ، أن مؤسسة كذا تبرعت للبطولة الشتوية بكرات تحمل نفس المواصفات لكرات كأس العالم الماضية ، وهم يعلمون أن هذه الكرات لا يرضى بها الطفل الصغير أصلاً ، لكي يلعب فيها في بيته قبل أن يشاركها مع أولاد حارته في الشارع !

أرجوك ، لا تدعني أموت ضحكاً ، عندما أشاهد المنظر "المفزع" لأمننا الرشيد داخل إستاد أريحا الدولي ، وهم يحملون العصي الضاربة ، وأشكال وألوان من أدوات "تكسير الواحد" ، ويقولون للجماهير الغفيرة "اخلعوا أحزمتكم" ( لا تنظر لصورتي المرفقة لأنها قديمة ، ولو قابلتني الآن لرأيت مقدار الضحك الذي يعتريني) ، وعندما تأتي جماهير محايدة لتؤم المكان ، يستدركون ويقولون لهم بكل فجاجة "لو كنتم من كازاخستان" عليكم بخلع الأحزمة ، ونتفاجئ بعد انتهاء المباراة ، برميهم للأحزمة في مكان ما داخل الإستاد - كما يرمي الإنسان الطعام للكلاب- ، مع العلم أنهم أبلغوا أصحاب الأحزمة نيتهم وضعها في مركز شرطة أريحا ، أو في نادي هلال أريحا ، حفاظاً على سلامتهم من السرقة ، فلا أعلم إن كان أحد أفراد الأمن قد أعجبه حزام - أو عدة أحزمة- ما ، ووضع واحداً على خصره والبقية بين يديه وظل نافذاً !

وأقع في عرضك كيلا تتصور مثلي ، أرضية إستاد أريحا الدولي ، يوم المباراة النهائية الماطر، بين فريقي الظاهرية والمنظم ، ودورها السيئ على أداء الفريقين ، حتى أنني رسمت في مخيلتي ، صورة لمستنقع مياه عوضاً عن البساط الأخضر ، وأتساءل هنا وألح بالسؤال مرة أخرى ، عن السر الذي يدفع مسئولي الهلال في مسابقتهم للريح ، لاعتماد عربية البطولة من الاتحاد العربي لكرة القدم ، مع أني أعتقد أن الملعب الغير دولي وأجواءه المملوءة برائحة "الفلافل" و "زيت القلي" تجلب لنا وصمة عار كبرى عن أخلاقنا وعاداتنا ، فهل يسابقون الريح فعلاً لاعتماد عربيتها ، أم أنهم يسابقونها هرباً من الفضيحة !

وأود أن أتقدم بجزيل الشكر ، لمن قام بتكسير الحافلات وعلى كل المهانة والشتم واللعن ، الذي واكب الاصوات المزمجرة في المباراة النهائية .
تقول نانسي بنت العجرم في أغنيتها الشهيرة " يا طبطب ودلع!" .. وعلينا أخذ العبر !