وزارة الأسرى والمحررين : (195 أسيراً ) استشهدوا منذ العام 67 ولغاية اليوم
نشر بتاريخ: 29/02/2008 ( آخر تحديث: 29/02/2008 الساعة: 19:25 )
رام الله-معا- أعلن مدير دائرة الإحصاء بوزارة شؤون الأسرى والمحررين، والباحث المتخصص بقضايا الأسرى، عبد الناصر عوني فروانة اليوم، أنه باستشهاد الأسير فضل عودة عطية شاهين ، ارتفع اجمالي عدد شهداء الحركة الوطنية الأسيرة في السجون والمعتقلات الإسرائيلية، والموثقين لدى الوزارة منذ احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية عام 1967، وحتى اليوم الى ( 195 ) شهيداً .
وكان قد استشهد الأسير فضل عودة عطية شاهين ( 47 عاماً ) من مدينة غزة صباح اليوم الجمعة بعد تدهور وضعه الصحي في سجن بئر السبع، فيما أكد الأسرى أنه كان يعاني من قبل من مرض السكري وأمراض أخرى وأنه أبلغ إدارة السجن مراراً بتدهور وضعه الصحي وبما يعانيه وطالبهم بتوفير الرعاية الطبية اللازمة له ، ونقله الى ما يسمى لمستشفى الرملة ، لكن دون جدوى.
وفي ذات السياق أشار فروانة الى أن الشهيد كان قد اعتقل بتاريخ 15-10-2004 على حاجز أبو هولي بقطاع غزة، وينتمي لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح ) وهو متزوج ولديه ولد واحد وكان يقضي حكماً بالسجن لمدة ثماني سنوات ونصف ، وأن اسرته وذويه ممنوعين من زيارته منذ قرابة سنتين ، وأن أسرته ووزارة الأسرى ناشدوا مراراً الصليب الأحمر وادارة مصلحة السجون بضرورة الإفراج عنه أو تقديم الرعاية الطبية له ، إلا أن النهاية كانت مؤسفة ومؤلمة نتيجة تجاهل ادارة مصلحة السجون لمناشدات واحتياجات الاسرى المرضى .
وتقدم وزير شؤون الأسرى والمحررين أشرف العجرمي بإسمه ونيابة عن السلطة الوطنية الفلسطينية وبإسم كافة موظفى وزارة شؤون الأسرى والمحررين بأحر التعازي لمناضلي الحركة الأسيرة ولعموم الشعب الفلسطيني ولذوي الشهيد وعموم عائلته .
وفي أعقاب ذلك أصدرت وزارة الأسرى تقريراً احصائياً جديداً أعدة مدير دائرة الإحصاء فيها عبد الناصر فروانة، أكد فيه أن الأسير فضل شاهين كان بالفعل يعاني من بعض الأمراض وكثيراً ما طالبت الوزارة إدارة مصلحة السجون بتوفير العناية الطبية له ، ولكن للأسف الشديد ونتيجة للإهمال المتعمد انتهى الأمر باستشهاده .
وأشار فروانة في تقريره إلى أن ( 73 أسيراً )، أي ما نسبته 37,4 % استشهدوا في الفترة ما بين 1967 وحتى 8 ديسمبر 1987 ، وأن ( 122 ) أسير استشهدوا منذ بداية الإنتفاضة الأولى في ديسمبر 1987 ولغاية الأول أي ما نسبته 62.6 % ، حيث أن (42 أسيراً ) استشهدوا خلال الانتفاضة الأولى 9 -12-1987 لغاية منتصف 1994 ، يشكلون ما نسبته 21.5% ، وأوضح التقرير أن (8 أسرى ) استشهدوا من منتصف 1994 م ولغاية 28 سبتمبر- أيلول 2000 ، ويشكلون ما نسبته 4.1 % .
فيما استشهد ( 72 ) أسيرا خلال انتفاضة الأقصى منذ 28 سبتمبر 2000 ولغاية اليوم ، ويشكلون ما نسبته 36.9 % بينهم ( 21 ) أسيرا استشهدوا داخل السجون والمعتقلات الإسرائيلية وعلى سبيل المثال لا الحصر محمد الدهامين ، وليد عمرو ، فواز البلبل ، محمد أو هدوان ، سليمان درايجة ، جمال السراحين ، شادي سعايدة وغيرهم ، فيما الباقي استشهدوا نتيجة التصفية الجسدية المباشرة والقتل العمد بعد إعتقالهم وقبل وصولهم للمعتقلات.
وحول كيفية الإستشهاد أوضح فروانه في تقريره أن ( 70 ) أسيراً استشهدوا نتيجة التعذيب القاسي والمشَّرع في السجون الإسرائيلية والذي يحظى بحماية قانونية لممارسيه وحصانة قضائية لمرتكبيه ويشكلون ما نسبته 35.9 % من مجموع الشهداء الأسرى، فيما استشهد ( 48 أسيراً ) وما نسبته 24.6 % ، نتيجة سياسة الإهمال الطبي المتبعة بشكل ممنهج ومبرمج والتي تهدف الى قتل الأسرى ببطء وكان آخرهم الأسير فضل شاهين الذي كان يعاني من عدّة أمراض، ورفضت إدارة السجن تقديم العلاج اللازم له ، مبيناً أن الغالبية العظمى من الشهداء ( 77 ) أسيراً وما نسبته 39.5 % ، استشهدوا نتيجة القتل العمد والتصفية الجسدية المباشرة بعد الإعتقال ، مشيراً أن بينهم (7) أسرى استشهدوا نتيجة إطلاق النار المباشر عليهم من قبل الجنود والحراس وهم داخل السجون والمعتقلات أمثال الشوا والصمودي والأشقر وغيرهم .
وحول توزيع الأسرى الشهداء بالنسبة للمناطق الجغرافية بَين التقرير، أن (112 شهداء) من مجموع الشهداء الأسرى، هم من مواطني الضفة الغربية، ويشكلون ما نسبته 57.4 %، وأن (62 شهيداً ) هم من أبناء قطاع غزة، ويشكلون ما نسبته 31.8%، و(14 شهيداً ) من أبناء القدس وأراضي الـ"48"، ويشكلون ما نسبته 7.2 %، وأن هناك (7 شهداء) من مناطق أخرى ويشكلون ما نسبته 3.6 %.
وعن شهداء انتفاضة الأقصى من الأسرى أوضح فروانة أن الغالبية العظمى ممن استشهدوا خلال انتفاضة الأقصى ( 52 أسيراً ) استشهدوا نتيجة للقتل العمد والتصفية المباشرة بعد الإعتقال، بينهم الأسير محمد الأشقر الذي اطلق عليه الرصاص وهو داخل معتقل النقب بتاريخ 22 أكتوبر الماضي ويشكلون ما نسبته 72.2 % من مجموع الأسرى الشهداء خلال انتفاضة الأقصى والذين بلغ عددهم ( 72 أسيراً ) ، فيما استشهد ( 3 أسرى ) نتيجة التعذيب ، و( 17 أسيراً ) نتيجة الإهمال الطبي وكان آخر من التحق بقافلة شهداء الحركة الأسيرة هو الأسير فضل شاهين الذي استشهد صباح اليوم في سجن بئر السبع.
لافتاً الى أن العام المنصرم 2007 ، سجل خلاله رقماً قياسياً حيث استشهد خلاله ( 7 ) معتقلين ، فيما يعتبر الشهيد شاهين الشهيد الأول خلال هذا العام.
وأشار فروانة أن ( 72 ) اسيراً استشهدوا خلال انتفاضة الأقصى بينهم ( 58 ) من الضفة الغربية واسير واحد من المناطق التي احتلت عام 1948 ، و( 13 ) أسيراً من قطاع غزة ، كان آخرهم الشهيد فضل شاهين .
وأوضح فروانة أن سجن بئر السبع يعتبر السجن الأول الذي تم بناؤه وتشييده في اسرائيل وافتتح بتاريخ 3 يناير عام 1970 ، حيث أن باقي السجون آنذاك كان قد ورثها الإحتلال عن الإنتداب البريطاني والحكم الأردني بعد حرب حزيران .
وأضاف فروانة أنه في البداية تم إنشاء قسم " إيشل" بغرفه الكبيرة جداً، وقسم زنازين انفرادية في الجزء الغربي من السجن, ومن ثم جرى توسيع السجن، حيث تم بناء عدة أقسام داخل السجن كأوهلي كيدار ، الاكسات، وقسم العزل ، ويقع هذا السجن شرق مدينة بئر السبع على طريق ( أم الرشراش ) إيلات في منطقة صحراوية.
وأكد فروانة أنه حين افتتح ولغاية اليوم فان ظروفه قاسية جداً وأن أول من استشهد فيه هو الأسير / اسحق مراغة بتاريخ 16/11/1983 .
وفي عام 1984 تم نقل وتوزيع كافة الأسرى الى باقي السجون و المعتقلات الأخرى ، و بقى السجن للجنائيين فقط ، ولكن بعد عملية التبادل عام 1985 خصص قسم منه للأسرى الفلسطينيين الأشبال ، و بعد عام 1987 تم انشاء قسم خاص للعزل.
ويقبع فيه الآن قرابة ( 1000 ) أسير فسلطيني في قسميه ايشل واهلي كيدار وفى قسم وزنازين العزل، بجوار سجناء جنائيين يهود وعرب.
وحمل فروانة حكومة الإحتلال الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن استشهاد الأسير فضل شاهين ومن قبله العشرات من الأسرى ، وعن حياة المئات من الأسرى المرضى المحتجزين في ظروف مشابهة وغير إنسانية في مقابر تسمى سجون ومعتقلات ، حيث أنها أعدت خصيصاً لقتل الأسرى نفسياً وجسدياً ، ومن لم يلتحق بقافلة الشهداء يبقى يعاني من أمراض السجن والتعذيب وآثارهما، داعياً الى إجراء تحقيق فوري ومحايد في ظروف وفاة المعتقل شاهين ومن قبله العشرات من الأسرى
وأكد فروانة أن الأوضاع الصحية في سجون ومعتقلات الإحتلال خطيرة جداً ، حيث لا وجود للعيادات ولا للأدوية اللازمة ، في ظل سوء الطعام المقدم للأسرى وافتقاره للمواد الغذائية الأساسية ، مما يعني أن تلك الأوضاع تسبب الأمراض لدى الأسرى واذا طالت فترة الإعتقال تصبح أمراض مزمنة ومستعصية يصعب علاجها وتؤدي لوفاة الأسير داخل الأسر كما حصل مع شاهين ، أو خارجه كما حصل مع مئات الأسرى المحررين الذين كان سبب وفاتهم السجن وآثاره.
وأضاف فروانة أن إدارة السجون تهمل عمداً الأسرى المرضى وتماطل في تقديم العلاج اللازم لهم أو نقلهم لما يسمى مستشفى الرملة وإجراء العمليات الجراحية اللازمة لهم، كما ترفض إدخال الأدوية اللازمة لهم عن طريق الأهل أو عن طريق وزارة الأسرى ، وأحياناً تسمح بذلك لكنها تحتجز العلاج لحين فقدانه لصلاحيته ، وترفض طلبات الوزارة المتكررة بادخال أطباء مختصين ومحايدين لمعاينة المرضى وتقديم العلاج لهم .
وأشار التقرير إلى أنه في حال تقرر نقل الأسرى المرضى إلى ما يسمى مستشفى سجن الرملة لتلقي العلاج، يتم عبر سيارات شحن كبيرة، ويكون الأسير مقيد الأيدي والأرجل وبظروف صعبة، كما يزج الأسير في زنازين لبضعة أيام، مما يفاقم من معاناة الأسير المريض ، وبات الإهمال الطبي خطر خبيث يهدد حياة المئات من الأسرى المرضى.
وذكر أنه في أغلب الأحيان يكون المريض في المستشفى مقيداً بالسرير بسلاسل حديدية، وأحياناً تجرى للأسرى عمليات جراحية وهم بهذا الشكل وبلا مخدر.
واكد فروانة أنه في حال استمرار سياسة الإهمال الطبي المتعمد ، وفي ظل الصمت تجاه هذه السياسة فمن المؤكد أن باقي الأسرى المرضى سيواجهون نفس المصير ، وسنستقبل قريباً العديد من الأسرى على توابيت الموت ، الأمر الذي لم ولن نقبله وعلى الجميع تحمل مسؤولياته قبل فوات الأوان .
وانتقد فروانة صمت المؤسسات الحقوقية والإنسانية المحلية والعربية والدولية وحتى الإسرائيلية ، وطالبها بالتحرك السريع والجاد والفاعل لملاحقة مجرمي الحرب الذين يتفننون في كيفية اعدام الأسرى وتعذيبهم ومفاقمة معاناتهم بشكل يتناقض مع أبسط حقوق الإنسان ومع ما تتضمنه اتفاقية جنيف .