نشر بتاريخ: 20/12/2018 ( آخر تحديث: 20/12/2018 الساعة: 16:11 )
رام الله - معا - تقرير محمد اللحام - اعتاد الاحتلال ان ينشر مادة مصورة ولو قصيرة عن العمليات؛ تُعيد إنتاجها وسائل الاعلام العبرية كما حدث في معظم العمليات والتي كان اخرها عملية (مستوطنة عوفرا) او حتى الطعن بالسكين بالقدس الذي نفذه الشهيد مطير.
ولكن العملية بالقرب من بيت ايل والتي وقعت بتاريخ 13 من الشهر الجاري اختفت كل الفيديوهات المعتادة ولم تظهر للعملية اي مادة مصورة! ولَم يبث جيش الاحتلال او وسائل الاعلام العبرية اي مادة مصورة من كاميرات المكان ولا من اي جهة اخرى!
من ساعد المنفذ؟
المنطقة المفترضة للعملية ووفق روايات الاحتلال الأمنية والإعلامية تفيد ان سيارة تحمل لوحة صفراء وصلت للمثلث قادمة من مدينة البيرة / رام الله وعملت استدارة اتجاه الجنود بالمكان وترجّل منها مسلح واطلق النار على الجنود وعلى كل من كان بالمكان وبكل هدوء تقدم المنفذ للجنود واطلق المزيد من الرصاص ليتأكد من تصفيتهم، وبكل هدوء ايضا تقدم وتناول قطعة سلاح من احد الجنود القتلى وعاد للسيارة.
السيارة وعلى الأرجح كان بها شخص ثان يقودها وعاد ادراجه للبيرة / رام الله من نفس الشارع الذي قدم منه من باب الهروب للأمام وبالتالي هو دخل من حاجز بيت ايل وعاد منه او الخيار الثاني ان يكون قَدِمَ من بلدة بيتين وعاد اليها.
اما الخيار الثالث فهو ان تكون السيارة عادت من منطقة العملية باتجاه رام الله / البيرة ولَم تصل حاجز بيت ايل بل انعرجت بالمنتصف على يسارها للطريق المؤدية لمخماس والمستوطنة واتخذت من الطريق الترابية مسارا للوصول للبيرة هذا اذا سلمنا ان السيارة المعلن عنها هي فعلا المستخدمة بالعملية.
من عطل الكاميرات؟
منطقة العملية والمعروفة أصلا بشارع نابلس (الى اليمين تذهب للالتفافي باتجاه حزما والى اليسار باتجاه نابلس وشمال الضفة الغربية) تشهد منذ فترة أعمال واشغال في الشارع كتوسعة مما ادى لازالة أعمدة الكهرباء من مكانها وبالتالي قطع الكهرباء عنها وهي التي تحمل على أعمدتها كاميرات المراقبة في ذلك الشارع مما ادى على ما يبدو لقطع الكهرباء عن الكاميرات التي كانت معطلة مما اربك مخابرات الاحتلال في بداية البحث وخدم الخلية التي لا نعرف هل كانت على علم بذلك وخططت له ام ان الصدفة خدمتها بذلك.
وحتى نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال قدم بنفسه للمكان بالامس الاول الثلاثاء للمعاينة الميدانية بفعل عدم وجود مادة مصورة.
فرضية الاحتلال ضعيفة وتبريرية
فرضية الاحتلال الاعلامية ان الخلية استنسخت اسلوب عملية عوفر التي وقعت قبل يومين من عملية بيت ايل ولكن لماذا لا تكون نفس المجموعة هي التي نفذت عملية عوفرا؟ واختارت الرد على كذب الاحتلال بالإصرار على تنفيذ عملية اخرى بنفس السيناريو كرسالة لتفنيد رواية الاحتلال وضحدها.
أين دماء صالح؟
قوات الاحتلال اعلنت انها عثرت على قطعة سلاح تدعي انها استخدمت بعملية بيت ايل وكذلك قطعة السلاح التي فقدت من الجندي القتيل.
تدعي قوات الاحتلال انها كشفت المجموعة المنفذة لعملية (عوفرا) وقامت بتصفية احدهم وهو صالح البرغوثي واعتقال اخرين بينما لم تعلن عن العثور على قطعة السلاح المستخدمة في عملية (عوفرا) !!
فهل يعقل ان تنكشف اي عملية مسلحة بكل عناصرها دون الكشف عن سلاح تلك العملية؟؟
الملفت ايضا ان كافة الشهود في موقع إلقاء القبض على صالح البرغوثي افادوا انهم شاهدوا القوات المستعربة تلقي القبض عليه وتسحبه من مقعده في المركبة العمومية دون ان يشاهد احد اي نقطة دم وهذا ينسف رواية الاحتلال انه قتل اثناء محاولة اعتقاله من مركبته.
اضافة الى ان الجثمان المفترض للشاب صالح لم يشاهده احد ولَم تنشر له اي صورة مما يعزز فرضية المخادعة من قبل الاحتلال لتوفر العديد من الشواهد على اعتقاله حي ومصيره طبعا بعد ذلك بيد الاحتلال.
لغز سيارة البيجو
السيارة المنفذة لعملية بيت ايل يفترض ان بها سائق ومترجل اطلق النار وفق الشواهد، وسيارة عملية عوفرا كما يشير الفيديو ان هنالك شخص يطلق النار وآخر يقود (لا يعقل ان تسير لوحدها) قوات الاحتلال نشرت صور لسيارة بيضاء من نوع (بيجو) قامت بمصادرتها على انها سيارة منفذ العملية في احدى البنايات بمنطقة عين مصباح بمدينة رام الله.
السؤال هنا اذا كانت هي فعلا المستخدمة فلماذا لم يتم الإعلان عن اعتقال احد مثل صاحب البناية او احد سكانها للتحقيق بفرضية مساعدة المنفذ؟
تاريخهم حافل بالكذب
ومما يعزز كذب الاحتلال سوابقه العديدة بالادعاء الزور كما فعل مع الشهيد المسن حمدان العارضة مدعيا انه نفذ عملية دهس وبعد فضح الامر من قبل الكاميرات عاد واعترف بجريمته وبالقتل بدم بارد.
والتاريخ شاهد على اكاذيب الاحتلال ومنها تصفية الفدائيين في العملية المعروفة (بالباص 300) في نيسان 1984 عندما تمت تصفيتهم بعد اسرهم والتحقيق الميداني معهم وليس اثناء الاشتباك كما الادعاء الذي كشف بطلانه بالصور بعد سنوات.
إعلامنا للأسف متلقي!
المؤسف ان العديد من وسائل الاعلام الفلسطينية وحتى الأحزاب يسلمون برواية الاحتلال ويتم وفقها اتخاذ مواقف قاطعة مثل (استشهاد منفذ عملية عوفرا صالح البرغوثي) اي اننا سلمنا ان صالح المنفذ وكذلك صالح استشهد في لحظة الهجوم على سيارته، مع ان التحقق من الامر لا يقزم احد ولا يبخس من فعل بل يفوت الفرصة على تمرير مخططات استخبارية احتلالية تبحث عن معلومات مجانية احيانا نتطوع لتقديمها والتساوق مع روايتهم بحسن نية او جهالة ولكن النتائج واحدة.