نشر بتاريخ: 23/12/2018 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:10 )
غزة- تقرير معا- مجددا تبرز مشكلة القرية السويدية التي تقع في أول نقطة من الحدود الفلسطينية المصرية جنوب غرب قطاع غزة، فنحر الشاطئ مقابل هذا المخيم بات يفصله عن بيوت اللاجئين في تلك المنطقة ما يعرف "بالأسفلت" بمساحة لا تتعدى الاربعة امتار، دفعت سكان المنطقة في الخط الاول الى ترك بيوتهم خوفا على حياتهم من تصدع جدران منازلهم التي يضرب فيها البحر في بطانه كلما ضربت المنطقة منخفضات جوية.
وبين تنصل البلديات من مسؤولياتها تجاه القرية التي تحوي 1000 نسمة من اللاجئين والقول بانها منطقة تقع ضمن نطاق عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين تؤكد الأخيرة ان نطاق عملها اغاثي وليس خدماتي كما أبلغ القاطنون هناك.
رأفت حسونة واحد من سكان القرية السويدية قال: ان نحر البحر بدأ يقترب شيئا فشيئا من بيوت المواطنين، مبينا ان الخطر الحقيقي الذي يهددهم هو سط المخيم الذي يعتبر منطقة منخفضة اذا ما انتصر البحر في معركته على الخط الاول من بيوت المخيم والتهمها.
يقول حسونة لمراسلة معا التي زارت المنطقة: "البحر لما بهيج ويكبر بأكل مسافات كبيرة، وهذه البيوت المبنية من العام 1965 هي مبان هشة بدأت تتصدع نتيجة ضربات الموج العاتية في البطين، والسطر الاول من البحر غادرت المنطقة خوفا على أرواحها لأن بيوتهم باتت آيلة للسقوط".
يعيش سكان القرية في قلق مستمر كلما مر بهم منخفض من منخفضات الشتاء القارس فلا صوت الامواج ولا صوت الانفجارات في الجانب المصري تجعلهم ينامون في سبات عميق ويتابع حسونة: "نحن في خوف دائم خاصة في فصل الشتاء نخشى ان يحدث منخفض عميق ولا يستطيع احد وقف الامواج العاتية التي قد تضرب المنطقة"، مشيرا الى أنه في حال تمكن البحر من السطر الاول فان المنطقة الوسطى ستغرق في ثوان لن يستطيع احد انقاذها.
يشير حسونة الى أن سكان القرية يفتقدون الى أدنى مستويات الحياة من بنية تحتية وخدمات، مشيرا الى ان الخدمات الوحيدة التي توفرها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين لتلك المنطقة هي عامل النظافة.
اجتمعت العوامل الطبيعية والتقصير الرسمي في تلك المنطقة كما يقول سكانها حتى بات يطلقون عليها لقب "القرية المنسية".
جهاد الشيخ علي واحد من سكان القرية ايضا يقول ان معاناة القاطنين في هذه المنطقة لا تتوقف فقط على نحر البحر وتأكله وتقدمه نحو اهل المنطقة بل ان هناك معاناة انسانية لأهل المنطقة الغربية واصبحت بيوتهم آيلة للسقوط يفتقدون للشيء البسيط من الحياة.
يقول الشيخ علي ان سكان القرية تقدموا بعدة شكاوي للجهات المسؤولة كان اخرها للمجلس التشريعي في غزة الذي ضغط على البلدية للعمل في تلك المنطقة، مبينا ان طواقم البلدية تحاول قدر الامكان توفير كميات من الرمل والطين لوقف النحر الا ان عوامل الطبيعة لا تساعد ويستمر البحر في نحره.
ودعا الشيخ علي المسؤولين الى تحمل مسؤولياتهم اتجاه المنطقة الحدودية وعدم التفريط بها والقيام بمسؤولياتهم اتجاه هذه المنطقة.
وكانت مساحة شاطئ بحر رفح تبلغ حوالي عشرين مترا الا أنه لم يتبق منه شيء نتيجة نحر البحر فالشارع المتبقي مهدد بالانهيار وزحف مياه البحر باتجاه المخيم.
وتضم القرية السويدية التي تقع على الحدود الفلسطينية المصرية وتطل على شاطئ البحر المتوسط مباشرة، نحو 130 منزلا متناثرا على أطراف المخيم التابع لوكالة الغوث، ويخشى سكان هذا المخيم أن يهاجمهم البحر في أي منخفضات قادمة.
ويعود سبب تسمية القرية إلى ستينات القرن الماضي، بعد أن سقطت البيوت المصنوعة من الطين على رؤوس ساكنيها، و قدم جنرال سويدي خلال زيارته للقرية مبلغ مالي لإعادة بنائها وهي ممتدة على 40 دونمًا وتعاني من عدم وجود بنية تحتية، وطرقات، فيما تتلاصق جدران منازلها جنبا إلى جنب.