مناطق وتجمعات سكانية في يطا تستصرخ المؤسسات الرسمية والانسانية التدخل لوقف المعاناة
نشر بتاريخ: 01/03/2008 ( آخر تحديث: 01/03/2008 الساعة: 12:38 )
الخليل- معا- ناشد المواطنون القاطنون في مناطق ريف يطا وخاصة الريف الشرقي المعروف باسم مسافر يطا الواقعة الى الجنوب الشرقي من مدينة الخليل الجهات الرسمية في السلطة والمؤسسات الانسانية العاملة في الاراضي الفلسطينية الى الالتفات الى معاناة المواطنين المستمرة والتي تزداد صعوبة يوما بعد يوم خاصة في ظل ظروف الاغلاق والوضع الاقتصادي السيء حيث لا عمل ولا موارد يعتاش منها السكان في تلك المناطق المحرومة والتي تفتقد لابسط الخدمات الانسانية حيث لا يوجد كهرباء ولا ماء.
جاء ذلك خلال لقاء عقدته الهيئة الفلسطينية المستقلة لحقوق المواطن في مقر بلدية يطا بحضور رئيسها محمد خليل يونس الذي رحب بالهيئة وبتواجدها في يطا وبحضور العديد من المؤسسات المحلية العاملة في منطقة يطا مثل الهلال الاحمر فرع يطا وجمعية الجوايا التي دعت الى هذا اللقاء ومجلس قروي الرفاعية الديرات ومجلس الحديدية ومجلس مسافر يطا ومجلس خدمات يطا ومدرسة النادي العالمي للصم ومجلس قروي ام لصفة.
وفي بداية اللقاء قام المحامي غاندي ربعي بتعريف المواطنين وممثلي المؤسسات بالهيئة المستقلة وبطبيعة عملها ومجال اختصاصها ونوه الى ان الهيئة قامت في الماضي وتقوم حالياً بزيارة المناطق التي تعاني سياسة الاهمال والتهميش والحرمان وذلك لنقل معاناتهم الى المسؤولين.
ووضح منسق التوعية الجماهيرية في جنوب الضفة إسلام التميمي بهدف هذا اللقاء وأهميته من الناحية الحقوقية والاعلامية والتوعوية خاصة انه يلتقي بالمواطنين عن قرب ويلامس مطالبهم ويتعرف على احتياجاتهم عن قرب ويرفع صوتهم عالياً ليسمعهم المسئولون ويتحملون عبء العمل على تلبية الاحتياجات.
وقد اشار خالد العمور من مجلس الديرات الرفاعية في معرض حديثه " تصوروا اننا في القرن الحادي والعشرين والناس تعيش على مصابيح الزيت والكاز حيث لا كهرباء ولا انارة " وتساءل العمور عن دور المؤسسات الانسانية خاصة وزارات السلطة في دعم وتنمية البنية التحتية الاساية في هذه المناطق المهمشة" ودعا العمور المؤسسات ووسائل الاعلام الى زيارة هذه المناطق التي تواجه العزل خاصة بعد قرار بناء الجدار فيها، وطلب زيادة اهتمام المؤسسات ذات العلاقة بهذه القرى والتجمعات المعزولة".
من ناحيته اكد الدكتور محمد الهليس من جمعية الهلال الاحمر فرع يطا افتقار منطقة يطا والسموع الى الخدمات الصحية واشار الى وجود سيارة اسعاف واحدة فقط تخدم ما مجموعه 140 ألف نسمة وأضاف الى ان سيارة الاسعاف هذه تتبع الى الهلال الاحمر ويقوم الصليب الاحمر بدفع تكالبفها ونفقاتها.
كما واشار الهليس الى انه وبسبب عدم وجود سيارة اسعاف توفيت ثلاثة مواطين جراء عدم توفر سيارات اسعاف لنقل المرضى والحالات الطارئة.
وجدد الدكتور محمد المخامرة الحاجة الى ايجاد وتوفير سيارات اسعاف تلبي حاجة المنطقة ودعم اقامة مستوصفات ومركز وعيادات صحية لتتمكن من خدمة السكان في منطقة يطا وتحديداً في منطقة المسافر والمنطقة الشرقية من يطا والتي تعرف بمناطق زويدين والكعابنة وخشم الدرج وخشم الكرم وغيرها من الخرب والتجمعات السكانية المحرومة.
واشار إسلام التميمي الى ضروة ان تقوم السلطة باتخاذ كافة التدابير اللازمة لاعمال الحق في التنمية كما ويجب ان تضمن وتوفر للجميع امككانية الوصول الى الموارد الاساسية، والتعليم، والخدمات الصحيةن والغذاء، والاسكان ، والعمل. حيث البطالة العالية الموجودة هناك بالاضافة لظروف السكن غير الملائم وغير اللائق لعدم توفر البنى التحتية فيه. وان تقوم السلطة باعمال الحقوق الاقتصادية والثقافية والاجتماعية وذلك لمواجهة سياسة الاغلاق والحصار والعزل التي تقوم بها اسرائيل ضد هذه التجمعات المحرومة والمهمشة.
وقد لخص صابر الهريني مشاكل واحتياجات مناطق المسافر تحديداً عدا عن المناطق الاخرى بضرورة قيام السلطة الفلسطينية والمؤسسات الخدماتية على العمل على شق طرق زراعية لتسهيل وصول السكان الى تجمعاتهم، والعمل على بناء مدرسة اساسية للتخفيف على الطلاب مشقة الوصول الى خربة التوانة والتي تتواجد بها المدرسة الوحيدة في هذه المنطقة المترامية الاطراف والشاسعة المساحة.
كما واشار الى ضرورة توفير عيادة طبية وذلك لبعد المراكز الطبية عن المنطقة . ودعم الثرورة الحيوانية كونها مصدر رزق اغلب المواطنين هناك وتحديداً دعمها في مجال العلف والماء والعلاجات البيطرية، ولفت الهريني الى ان هذه المناطق تنعدم بها المياه لذى نوه الى ضرورة قيام السلطة بدعم مشروع بناء آبار تجميع مياه كبيرة بسعة 1000 كوب ، وهذا يحل جزء بسيط من مشكلة نقص المياه في المناطق وذلك بعد منع الاحتلال للمواطنين من الوصول الى شبكات المياه لهذه المناطق.
جدير ذكره ان كلمة المسافر تعني لغوياً البعيدة التي لا يتم الوصول إليها إلا من خلال السفر، وهي مكونة من الخرب التالية( جبنة وهي أكبر التجمعات وهي منطقة أثرية، المركز، الحلاوة، الفخيت، التبان، المجاز، اصفي الفوقا، اصفا التحتا، مغابر العبيد، سادة الثعلا، شعب البطم، قواويص الطوبة والتوانة، سوسيا، ميزل وهريبة النبي.
الموقع الجغرافي:ـ
تقع هذه التجمعات إلى الشرق من مدينة يطا وتبعد حوالي 15 كم من مركز مدينة يطا وتبلغ مساحتها تقريباً حوالي 40 ألف دونم.
الحدود الجغرافية:ـ
شمالاً التجمعات البدوية ومسافر بني نعيم، جنوباً الخط الأخضر مدينة عراد، ومن الشرق غور الأردن والبحر الميت ومن الغرب الشارع الالتفافي.
السكان:ـ
يبلغ عدد سكان مسافر يطا حوالي 1800 نسمة وينحدر سكان هذه التجمعات من نفس الجذور الاجتماعية لسكان بلدة يطا وهم أصحاب عادات وتقاليد متشابهة.
المناخ:ـ
حار جاف صيفاً والأمطار رعدية إعصارية في الشتاء ويعتبر جوها في الشتاء دافئ نسبياً ومعدل سقوط الأمطار يتراوح ما بين ( 150-200) ملم.
الزراعة:ـ
الزراعة شتوية حيث تمتاز بزراعة الحبوب وهي زراعة بعلية وتمتاز بتوفر مراعي الأغنام.
الثروة الحيوانية:ـ
نسبة كبيرة من الثروة الحيوانية الموجودة في فلسطين موجودة في مسافر يطا وهي مصدر مهم في تمويل الأسواق بلحوم الأغنام والألبان.
مصدر المياه:ـ
لا يوجد في هذه المنطقة شبكة مياه إنما يعتمد السكان على الآبار التي مصدرها الأمطار وكذلك على شراء تنكات مياه بأسعار مرتفعة جداً نظراً لصعوبة وطول الطريق، لا يوجد ينابيع في هذه المنطقة باستثناء بئر العد الذي جف وصودر من قبل قوات الاحتلال.
الخدمات المتوفرة في المنطقة:ـ
1.الكهرباء: يتوفر في كل الخرب مولدات كهربائية من خلال مجلس خدمات يطا بتمويل من مؤسسة ERM ونظراً لقلة إمكانيات السكان بتمويل السولار لهذه المولدات بسبب الوضع الاقتصادي السيئ لا تعمل حالياً.
2.الطرق: طريق زراعي تم تنفيذه من خلال المجتمع المحلي ولا يمكن استخدامه للتراكتورات ومركبات معينة.
3.المياه: من خلال آبار قديمة وآبار تم تنفيذها بتمويل من مؤسسة ERM.
4.الظروف الصحية: لا يوجد أي عيادة في المنطقة ويتلقى السكان الخدمات الصحية من خلال مدينة يطا وقرية الكرمل.
5.الظروف التعليمية: لا يوجد أي مدرسة في المنطقة ويتلقى الطلاب تعليهم في مدرسة التوانة ومدرسة الكعابنة.
الوضع الأمني:ـ
منقطة مسافر يطا هي منطقة يطلق عليها منطقة C وهي تعاني من سياسة التهجير ومصادرة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي بهدف تفريغ السكان منها حيث لجأت قوات الاحتلال إلى أساليب كثيرة لتهجير السكان حيث قامت قوات الاحتلال في عام 1999 يطرد السكان عنوة من المنطقة وإلقاء أمتعتهم بالعراء في منطقة ما بين الكرمل والتوانة، إلا أنه تم إعادة الناس إلى أماكنهم من خلال قرار محكمة العدل العليا الإسرائيلية وسمتهم سكان الكهوف.
المستوطنات المحيطة:ـ
هناك أكثر من تجمعات استيطانية تعيق الوصول إلى مسافر يطا ( كرمائيل، مزرعة يهودا، سوسية، ماعون، خافات ماعون، افيغايل، معالي عاموس، سوسية، يائير، يعقوب، أم العرايس).
جدير بالذكر ان الهيئة تقوم بالاضطلاع على الظروف الحياتية والانسانية لهذه المناطق، والعمل على نقل معاناة المواطنين الى الجهات المختصة ووضع السلطة أمام مسئولياتها تجاه المواطنين وحقوقهم . وتقوم الهيئة بهذا العمل بصفتها مؤسسة وطنية لحقوق الانسان وهي بمثابة ديوان رقابة وديوان مظالم مهمتها تلقي شكاوى المواطنين ضد المؤسسات الرسمية العامة وشبه العامة.