كأس آسيا: كلنا فلسطين... كلنا اليمن... كلنا سوريا
نشر بتاريخ: 02/01/2019 ( آخر تحديث: 02/01/2019 الساعة: 12:45 )
بيت لحم- معا- منتخبات ثلاثة في كأس آسيا لكرة القدم الذي سينطلق بعد أيام، لها خصوصية وتستحقّ المتابعة والتأييد والدعم، منتخبات تعيش ظروفاً مشابهة نوعاً ما وتجمع بينها عبارات الاحتلال والعدوان والحرب على بلادها، لكنها منتخبات رغم واقعها المختلف عن البقية وقلّة الإمكانيات، تتحدّى وتثابر وتواصل الحلم... الحديث هنا عن فلسطين واليمن وسوريا.
كل منتخب مشارك في كأس آسيا لكرة القدم سيحظى بتشجيع من مواطني بلده، هذا أمر طبيعي، لكن 3 منتخبات تشكّل استثناء وتعيش ظروفاً مشابهة نوعاً ما، منتخبان يعيشان الاعتداءات على بلديهما والحصار والتضييق وقلّة الإمكانيات، ومنتخب ثالث تعرّضت بلاده لحرب كونية ومؤامرات، هذه المنتخبات لها خصوصية وتستحقّ تأييداً ودعماً من الجميع في الاستحقاق الآسيوي، ظروفها تختلف عن البقية، منتخبات استهدف الأعداء القطاع الرياضي ومنشآته في بلادها. الحديث هنا هو عن فلسطين واليمن وسوريا.
كما هو معلوم، فإن اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على الفلسطينيين كانت تشمل القطاع الرياضي، هذا حصل مراراً في قطاع غزّة تحديداً من خلال قصف وتدمير المنشآت والملاعب الرياضية، كما أن الكثير من الرياضيين سقطوا شهداء أو تعرّضوا لإصابات أو تمّ اعتقالهم، هذا فضلاً عن التضييق على تنقّلات الرياضيين لخوض استحقاقاتهم.
الصورة تبدو مشابهة في اليمن، عدوان التحالف بقيادة السعودية دمّر البنية التحتية للرياضة اليمنية. قبل فترة وفي ذكرى مرور 3 سنوات على العدوان ذكرت وزارة الشباب والرياضة في حكومة صنعاء أن القصف المباشر طال 87 منشأة رياضية في 13 محافظة وقد تجاوزت خسائر القطاع الرياضي 900 مليون دولار.
الأمر عينه في سوريا، الجماعات الإرهابية لم توفّر المنشآت والملاعب الرياضية التي تعرّضت لأضرار بالغة، في مدينة حلب تحديداً، فضلاً عن سقوط رياضيين شهداء وجرحى.
ثمة مشترك أيضاً بين منتخبات فلسطين واليمن وسوريا أنها لا تستطيع استضافة المباريات على أراضيها، الأول بسبب الاحتلال، والثاني بسبب العدوان، والثالث بسبب الحرب رغم أن سوريا بدأت تستعيد عافيتها. هكذا فإن هذه المنتخبات تلعب المباريات وتتحضّر للاستحقاقات خارج بلادها وما يترتّب على ذلك من مجهود وتعب وخسارة عامل الجمهور. هذا يترافق مع صعوبة التنقّل، في فلسطين تضييق من قوات الاحتلال، وفي اليمن مُعاناة، وفي سوريا استمرار الحظر الدولي على استضافة المباريات، يكفي ذِكر على سبيل المثال أن منتخب اليمن اضطر في 2017، بسبب الحصار البري والجوي، أن يستقلّ باخرة لنقل البضائع من ميناء المخاء في تعز من أجل خوض استحقاقه في التصفيات المشتركة لمونديال روسيا 2018 وكأس آسيا الحالية. يا لهذا المشهد المؤثّر وهذه المأساة!
فضلاً عن ذلك، فإن منتخبات فلسطين واليمن وسوريا لا تمتلك ما تمتلكه أكثر المنتخبات الأخرى المشارِكة من إمكانيات كبيرة ورفاهية وراحة.
الفلسطينيون واليمنيون يقفون أمام عدوّين يحاولان قتل الطموح والإرادة باستهداف الرياضة. الرياضة إحدى أوجه الفرح والحياة. لكن هؤلاء يصمدون ويتحدّون ويثابرون. أما السوريون فعاشوا الأمر ذاته، وها هم يستعيدون عافيتهم تدريجياً وينتصرون على الإرهاب الذي حاول إسقاط بلادهم لكنها صمدت وأحبطت كل المؤامرات. لذا، في مثل هذه الظروف وأمام هذا الواقع، يصبح تأهّل منتخب فلسطين إلى كأس آسيا للمرة الثانية بعد الأولى في 2015 (تأهّل حينها لإحرازه كأس التحدّي) وتأهُّل منتخب اليمن للمرة الأولى في تاريخه يمثّل الإنجاز بحدّ ذاته مهما كانت النتيجة في المباريات. أما المنتخب السوري فقد أدهش العالم، في عزّ الحرب وويلاتها، بنتائجه في تصفيات مونديال روسيا 2018 وكان قريباً من التأهّل إلى النهائيات، وها هو يستعدّ لخوض غمار كأس آسيا بقوّة وطموح كبيرين.
لكن ما المانع من الحلم؟ حلم بتحقيق إنجاز أكبر وبلوغ الدور الثاني على الأقل بالنسبة لفلسطين واليمن والوصول إلى مرحلة متقدّمة بالنسبة لسوريا. المهمة ليست سهلة طبعاً إذ إن فلسطين تأتي مع سوريا في مجموعة تضمّ أستراليا والأردن، واليمن في مجموعة إيران والعراق وفيتنام، لكن مع تأهّل أفضل 4 منتخبات في المركز الثالث يصبح الأمر ممكناً والحلم قريباً.
في كأس آسيا سيؤازِر كل مواطن منتخب بلاده بطبيعة الحال، لكن ثمة استثناء لثلاثة منتخبات. فليكن الشعار: شجّع منتخبك... وشجّع أيضاً فلسطين واليمن وسوريا.