نشر بتاريخ: 15/01/2019 ( آخر تحديث: 15/01/2019 الساعة: 11:29 )
بيت لحم- معا- كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية، اليوم الإثنين، أنّ سلطات الاحتلال الإسرائيلي سربت لمقاولين موقعاً أثرياً هاماً لبلدة عربية يقع على تلة ويعرف بإسم النبي زكريا، يعود تاريخه إلى 1200 عام، أي إلى فترة
الحكم الإسلامي في فلسطين، من أجل بناء مركز لوجيستي لمستوطنة "موديعين" شمال القدس المحتلة.
واكتشف علماء آثار إسرائيليون هذا الموقع الذي عاش المسلمون والمسيحيون فيه جنبا إلى جنب، وعثروا على منازل فخمة مزينة بالفسيفساء والأقواس وآبار المياه المغطاة بالكبريت، ومكابس الزيتون، وورش الزجاج المشيدة منذ حوالي ألف عام.
وأثار قرار الجمعية الدولية للألغام (IAA) السماح باعمال الحفر لتوسيع المستوطنة في الموقع، الدهشة بين علماء الآثار والسكان في المنطقة الذين يزعمون أن السلطات تسارع إلى الموافقة على خطط التنمية حتى عندما يتم اكتشاف بقايا قديمة مهمة. وقالت الجمعية إن هناك حاجة إلى تحقيق توازن بين حماية الآثار للأغراض الاقتصادية. ووفقًا لـ IAA ، تم توثيق الحفريات التي أجريت على الموقع.
ويقول آفراهام تندلر، عالم الآثار الذي ترأس الحفريات: "في أعمال التنقيب والإنقاذ لا نعرف أبداً ما الذي يمكن العثور عليه". "كنت أتوقع العثور على آثار هيلينية ورومانية وبيزنطية، لذا فاجأتنا (المستوطنة التي تم اكتشافها)".
وتقع التلة شمال غرب مستوطنة "موديعين" وتحيط بها كنوز أثرية على طول الطريق القديم المؤدي من يافا إلى القدس. وكانت الاكتشافات السابقة في المنطقة عبارة عن دير بيزنطي، وكهوف استخدمها رهبان منعزلون وموقع الدفن الروماني.
واثار هذا الاكتشاف دهشة الباحثين الذين اعتقدوا أن المنطقة المحيطة بمستوطنة "موديعين" كانت قليلة السكان في أوائل الإسلام، كما يوضح تندلر. وأضاف أن الحفريات التي غطت أربعة دونمات كشفت فقط عن جزء كبير من مستوطنة كبيرة. أكثر التفاصيل إثارة للاهتمام هو أن مجتمعًا مختلطًا من المسلمين والمسيحيين عاش على ما يبدو هناك.
وعثر علماء الآثار على صلبان منقوشة في الحجارة وأجزاء من النقوش اليونانية. وقال تيندلر إنه في أحد المنازل عثر على تذكار مسيحي من رحلة حج محلية الصنع من المحتمل أن تكون قد جلبت من مصر.
كما كشف الباحثون عن أوزان زجاجية تحمل نقوشاً عربية. استخدمت الأوزان لوزن العملات المعدنية بدقة كبيرة، ويبدو أن بعض النقوش تشير إلى آية من القرآن. لا توجد علامات على وجود كنيسة أو مسجد، ولكن هناك أدلة كافية على الهوية الدينية المختلطة للموقع.
وتشير نتائج الباحثين إلى أن الهدوء كان يعم هذا الموقع عقب الفتح الاسلامي واحتلال المنطقة من قبل الإمبراطورية البيزنطية في النصف الأول من القرن السابع، كما يقول عالم الآثار عوزي داهاري، النائب السابق لمدير هيئة الآثار الإسرائيلية.
ويضيف داهاري الذي لم يشارك في أعمال التنقيب في الموقع: "عندما جاء المسلمون، تغير الحكم، لكن الموقع لم يتغير كثيراً، باستثناء عملية الأسلمة البطيئة من جانب السكان المسيحيين واليهود".
وقالت الناشطة من أجل الحفاظ على الموقع الأثري، مريون ستون: استمر الناس بالسكن هنا بعد اليونانيين والرومان، رغم أنهم لم يثيروا انتباها كبيرا، عثرلا العثور على الكثير من الأدلة وتم هدم الكثير من الموجودات، داعية إلى وقف تدمير الموقع الأثري وإعداد الموقع للزوار، "فهذا مكان مذهل، وهدم مكان كهذا جريمة بكل بساطة".