نشر بتاريخ: 18/01/2019 ( آخر تحديث: 18/01/2019 الساعة: 12:45 )
القدس - معا - اصدر مركز المعلومات الاسرائيلي لحقوق الانسان "بتسيلم"، تقريره حول الاعتداءات الاسرائيلية على الفلسطينيين خلال العام 2018، مشيرة الى ان معظم الشهداء والجرحى هم ضحايا انفلات سياسة اطلاق النار.
واوضح المركز انه وخلال عام 2018 قتلت قوّات الاحتلال 290 فلسطينيًّا بينهم 55 قاصرًا (254 في قطاع غزّة و- 34 في الضفة الغربية بما في ذلك القدس واثنان داخل إسرائيل)، مؤكدة ان سقوط هؤلاء الضحايا يأتي نتيجة مباشرة لانفلات سياسة إطلاق النار التي تطبّقها إسرائيل بمصادقة من كبار المسؤولين السياسيّين والعسكريّين وبدعم من الجهاز القضائيّ.
ورأى المركز انه وطالما تواصل إسرائيل التمسّك بهذه السياسة - رغم نتائجها المتوقّعة سلفًا - سوف يتواصل القتل وسقوط الضحايا.
في قطاع غزّة، قتلت قوّات الاحتلال 254 فلسطينيًّا بينهم امرأتان و-47 قاصرًا خلال عام 2018. هناك من بين هؤلاء الشهداء 149 لم يشاركوا في أيّ مواجهات او تظاهرات و90 شاركوا في مظاهرات، و15 لم تتمكّن بتسيلم من معرفة ما إذا شاركوا أم لم يشاركوا في المظاهرات، وهناك من بين الشهداء غير المشاركين في المظاهرات فلسطينيّان اجتازا الشريط الحدوديّ من قطاع غزة إلى إسرائيل وتم اطلاق النار عليهما واستشهدا قرب السياج الفاصل.
ومنذ نهاية آذار 2018 تجري قرب الشريط الحدوديّ مظاهرات "مسيرات العودة"، تستخدم قوّات الاحتلال الرّصاص الحيّ على نطاق واسع ضدّ المتظاهرين في مخالفة لأحكام القانون ومبادئ الأخلاق. نتيجة لسياسة إطلاق النار هذه استشهد 190 متظاهرًا - يشكّلون 65% من الشهداء الفلسطينيّين على يد قوّات الاحتلال هذه السنة - من بينهم امرأة و-34 قاصرًا بضمنهم طفل في الرّابعة من عمره وثلاثة أطفال في الـ11 من عمرهم.
وهناك فلسطينيّان آخران - أحدهما فتًى في الـ15 من عمره استشهد خلال مظاهرات جرت قبل انطلاق مظاهرات "مسيرة العودة". كما استشهد أربعة فلسطينيين جرّاء قصف جوّيّ لقطاع غزّة - امرأة في أشهر حملها المتقدّمة وطفلتها (بعمر سنة وعشرة أشهر) وفتيان في الـ14 من عمرهما.
في الضفة الغربية (يشمل القدس الشرقية) استشهد 34 فلسطينيًّا بينهم 7 قاصرين. 13 منهم - وبضمنهم 5 قاصرين - خلال مظاهرات وأحداث رشق حجارة أو بعد انتهائها بوقت قصير. كذلك قتل الجيش الشابّ محمد حبالي وادّعى كذبًا أنّ ذلك جرى خلال مواجهات تخلّلها رشق حجارة. يُذكر أنّ حبالي الذي يعاني تخلّفًا عقليًّا استشهد بنيران أصابته في رأسه في حين كان يبتعد عن الجنود الذين أطلقوا النيران من مسافة نحو 80 مترًا. التحقيق الذي أجرته بتسيلم استنادًا إلى توثيق فيديو أيضًا أثبت أنّه عند إطلاق النار على الشابّ كانت المنطقة هادئة ولم يتهدّد الخطر أيّ شخص.
واستشهد 11 فلسطينيًّا بينهم فتًى في الـ17 من عمره بزعم محاولتهم الاعتداء على جيش الاحتلال أو مدنيّين إسرائيليّين - بواسطة الدّهس أو الطعن أو باستخدام السّلاح الأبيض أو النّاريّ. كما استشهد ثلاثة فلسطينيّين آخرين برصاص الاحتلال: عمر عوّاد وحمدان العارضة والفتى قاسم عبّاسي (17 عامًا) بحجّة أنّهم حاولوا تنفيذ "عمليّات دهس" - لم تحدث أبدًا.
إضافة إلى ذلك، استشهد ثلاثة فلسطينيّين بينهم فتًى في الـ17 من عمره برصاص مستوطنين مسلحين، حين طعنوا أو زُعم أنّهم حاولوا طعن مستوطنين آخرين، واستشهد المواطنة عائشة رابي على يد مستوطنين رشقوا سيّارتها بالحجارة.
وفي إسرائيل، استشهد فلسطينيّ حين مكث في منزل في عسقلان أُطلق عليه صاروخ فلسطينيّ من قطاع غزّة.
وخلال عام 2018، قتل فلسطينيّون 7 مستوطنين في الضفة الغربيّة من بينهم امرأة وجنين في شهره أمه السّابع للحمل بعد ثلاثة أيام من توليده بعد إصابة الوالدة الحامل أثناء عمليّة نفّذها فلسطينيّون. إضافة إلى ذلك قتل فلسطينيّون 7 جنود اسرائيليين، خمسة منهم في الضفة الغربيّة والسّادس خلال عمليّة داخل قطاع غزة والسّابع في الجانب الإسرائيلي من الشريط الحدوديّ.
يُظهر تحليل الحالات التي استشهد فيها فلسطينيّون خلال السّنة الماضية أنّ معظمها حدث نتيجة لسياسة إطلاق النّار المنفلتة التي تطبّقها قوّات الاحتلال الاسرائيلي، تشمل هذه السياسة فيما تشمل إطلاق النار بهدف القتل في حالات وُصفت بأنّها "أحداث هجوميّة" وإصدار أوامر مخالفة بوضوح للقانون تسمح بإطلاق الرّصاص الحيّ على المتظاهرين العزّل قرب الشريط الحدوديّ بين إسرائيل وقطاع غزّة وقصف مناطق مأهولة بكثافة داخل القطاع. رغم النتائج الفتّاكة المتوقّعة سلفًا ما زالت إسرائيل ترفض تغيير سياستها.
هذا الاستهتار العميق والمتواصل بحياة الفلسطينيّين يحظى بدعم تامّ من جانب الجهات الرّسميّة العليا - في الجيش والحكومة والجهاز القضائيّ - التي ترسم خطوط هذه السياسة.
عمومًا لا تتمّ محاسبة أحد في هذه الحالات ويعمل جهاز تطبيق القانون العسكريّ على طمسها. بالنظر إلى الدّعم التامّ وحيث لا يحاسَب الضالعون في قتل الفلسطينيّين ولا يدفعون الثمن من المتوقّع أن يتواصل حدوث مثل هذه الحالات.