الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

د. عريقات خلال ندوة سياسية بالخليل: ان الاون لفتح ان تنهض وعلى اسرائيل ان تختار اما الاستيطان او السلام

نشر بتاريخ: 02/03/2008 ( آخر تحديث: 02/03/2008 الساعة: 21:22 )
الخليل -معا- قال د.صائب عريقات ، كبير المفاوضين الفلسطينيين ومسؤول دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية ، أنه آن الأوان لحركة فتح "وفاء للشهيد ياسر عرفات، الذي قتل مظلوما، وللشهداء أن تنهض وتتحمل مسؤولياتها".

جاء ذلك خلال ندوة سياسية حول الواقع الفلسطيني والمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية ، نظمتها حركة التحرير الوطني الفلسطيني ، إقليم الخليل ، في مركز ومجمع اسعاد الطفولة التابع لبلدية الخليل ، بحضور كوادر حركة فتح واعضاء المجلس التشريعي ولفيف من المتهمين .

وفي بداية اللقاء توجه امين سر حركة فتح كفاح العويوي بالتعازي لكل عائلات الثشهداء في قطاع غزة والضفة الغربية. وتحدث عن أهمية اللقاء المباشر بين صناع القرار والمواطنين من اجل الوصول الى صيغة تفاهم مشتركة بعيدة عن التقولات وكيل التهم .

بدوره قال د. عريقات " انه رغم كل هذا الأل فإننا ذاهبون للدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس" مضيفا " إن الوضع الفلسطيني الداخلي كئيب وممزق ، وإننا لم نساعد أنفسنا ولن يساعدنا أحد، وهناك اتصالات مكثفة مع كل دول العالم ، ولكن للأسف تقع أصواتنا على آذان صماء ، وفي نهاية المطاف هذا جرح فلسطيني عميق."

وحول الوحدة الوطنية ، قال عريقات " إننا عندما ندعو للتراجع عن الانقلاب في قطاع غزة ، والدعوة للاحتكام للشرعية الفلسطينية والتي هي رئيس منتخب ومجلس التشريعي ، يعني انه في اليوم التالي سيعقد المجلس التشريعي الحاصلة حماس على أغلبيته ، وبذلك تستطيع تشكيل حكومة إما لوحدها أو مع أطراف أخرى".

وتابع عريقات ان الرئيس بوش عندما زار المنطقة بعد سبع سنوات لم تكن صحوة ضمير على عذابات الشعب الفلسطيني ، وإنما أدركت أروقة صناع القرار في الولايات المتحدة انه لا حل لمشاكل المنطقة وفي العراق وأفغانستان إلا بتجفيف مستنقع الاحتلال الإسرائيلي ، كما ان إسرائيل لم تصحو من النوم وضميرها يؤنبها لتقرر الجلوس مع الفلسطينيين ، فالمفاوضات كالاتفاقات عبر التاريخ هي انعكاس لحاجة ومصلحة".

وأشار عريقات الى أن اسرائيل تملك القوة وسلاح نووي ولكنها لن تستطيع إجبار قدم فلسطينية التوقيع على معاهدة سلام تنتقص مما حددته الشرعية الدولية كحقوق للشعب الفلسطيني، مؤكدا " اننا نسعى الى السلام ولكن لن يكون سلام بأي شكل ، لن يوقع اتفاق سلام اذا بقي مستوطن واحد ، ولن يوقع اتفاق سلام لو بقي اسير واحد في سجون الاحتلال ، فسلامنا هو مساحة الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية البالغة 6205كم2 ، ومناطق الحرام 66 كم وفق القانون الدولي ، يصبح مجموعة مساحة الدولة الفلسطينية 6238كلم2 ."

وأوضح ان مفهوم المفاوضات الذي نريد ايصاله للناس لم يبدأ بعد ، فمنذ ان انتهى مؤتمر انابوليس تصورنا اربعة مسارات تفاوضيه ، المسار الاول هو المفاوضات النهائية والثاني تنفيذ خارطة الطريق التي نصت على ازالة البؤر الاستيطانية ووقف النشاط الاستيطاني وفتح المكاتب والمؤسسات في القدس الشرقية واعادة الاوضاع الى ما كانت عليه قبل 28 أيلول 2000، وازالة الحواجز والافراج عن المعتقلين ، مشيرا ان اسرائيل حتى اللحظة لم تنفذ بندا منها بل العكس اضافت بؤر استيطانية واضافت حواجز وتصعد وتنفذ جرائم في قطاع غزة بهدف اجهاض عملية السلام.

وشدد عريقات انه امام اسرائيل اما مسار الاستيطان والاعتداءات واما مسار المفاوضات والسلام ، لا يمكن ان تجمع بين المسارين ، مشيرا الى ان معادلة صناعة السلام ليست ملك لموازين القوى بين الدول ، وليفهم العالم انه دون تجفيف مستنقع الاحتلال الاسرائيلي لن يكون حلول في المنطقة .

وطالب عريقات الغرب بتحديد العلاقة مع العالم العربي ليس من خلال بوارج وأساطيل واملاءات وانما على أساس المصالح العليا ، مشيرا الى ان المنطقة على مفترق طرق ولن تستطيع التعامل بأدوات ادارة الصراع ، فالتالي اما ان تذهب هذه المنطقة باتجاه السلام والاستقرار واما ان تذهب باتجاه الدمار والتطرف والفوضى والدماء ، وحتى نذهب في الطريق الاول نحتاج الى أمرين : الاول تجفيف مستنقع الاحتلال الاسرائيلي واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية وحل قضايا الوضع النهائي بما فيها اللاجئين استنادا لقرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة ، والامر الاخر الديمقراطية في العالم العربي ، منوها ان كل من يقول ان العرب ليسوا على استعداد للديمقراطية فهو "عنصري" ، فالديمقراطية ليست الذهاب لصناديق الاقتراع كل اربع سنوات ، وانما هي شبكة ومؤسسة اجتماعية واقتصادية ونسيج لشعب يؤمن بالتفكير والاجتهاد .