نشر بتاريخ: 21/01/2019 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:11 )
القدس- تقرير معا- تسجيل الطالبة صابرين نادر جابر للصف السابع الأساسي كشف صُدفة عن مخطط خفي تُعده بلدية الاحتلال في مدينة القدس لإغلاق مدرستين والسيطرة عليهما، تقعان على بُعد عدة أمتار من باب الساهرة، أحد أهم أبواب البلدة القديمة.
يوم الأربعاء الماضي توجهت والدة الطالبة صابرين لتثبيت تسجيل ابنتها في مدرسة "خليل السكاكيني" بالقدس القديمة، وبعد الفحص والتدقيق تبين وجود اسم ابنتها ضمن القوائم، وعادت في اليوم التالي لاستكمال إجراءات التسجيل، لتتفاجأ بعدم وجود اسم ابنتها ضمن القوائم، دون معرفة السبب.
وفي لقاء مع والد الطفلة صابرين نادر جابر قال" تدرس ابنتي في مدرسة "الميلوية الابتدائية" للبنات بالقدس القديمة، وتلقائيا تُنقل الى مدرسة خليل السكاكيني الاعدادية، لم نعرف ما جرى بين ليلة وضحاها بخصوص تلك القرارات".
وأضاف" أرفض تسجيل ابنتي خارج حدود البلدة القديمة، ولن أقبل أن تدرس في مدرسة مختلطة أو مدرسة تعلم المنهاج الإسرائيلي، ناهيك عن حوادث الطرقات التي نسمعها عنها واعتداءات المستوطنين بالقرب من المدارس الواقعة في حي الشيخ جراح، ومن حق ابنتي أن تدرس في مدرسة قريبة من بيتها، في حي باب حطة".
خطورة على قرارات الإغلاق والمبانيرئيس لجنة أولياء أمور الطلبة زياد الشمالي أوضح أن ما جرى مع الطالبة جابر كشف مخططات بلدية الاحتلال والتي تسعى لها منذ 3 سنوات، والرامية لتجفيف مدارس القدس القديمة وبالتالي إلحاق الطلبة بالمدارس خارج السور، ويأتي ذلك بالتزامن مع افتتاح مدرسة "العلا" هذا العام والنية لافتتاح مدرسة الوادي للتميز العام المقبل، وهما مدرستان تعلمان المنهاج الإسرائيلي.
وأوضح الشمالي أن بلدية الاحتلال عقدت جلسة رسمية مع إدارة مدرسة خليل السكاكيني ومدرسة القدس الإعدادية للبنين تم إبلاغهما بقرار الإغلاق رسميا، وما يؤكد ذلك سحب وشطب أسماء المدرستين من قوائم المدارس المسموح التسجيل بها للعام الدراسي القادم 2019/2020.
وأضاف الشمالي" حسب ما أبلغت به إدارة مدرسة خليل السكاكيني والتي يدرس فيها حوالي 300 طالبة من الصف السابع حتى التاسع، فإنه سيتم إغلاقها مع بداية العام الدراسي القادم، أما مدرسة القدس والتي يدرس فيها حوالي 150 طالبا وهي كذلك من الصف السابع حتى التاسع سيتم إغلاقها خلال العامين المقبلين".
وحذر الشمالي من خطورة قرار بلدية الاحتلال والذي يأتي ضمن مخطط شامل يستهدف التعليم في مدينة القدس، للقضاء على المناهج الفلسطيني وتهويد التعليم بالمدينة، متسائلا" كيف يمكن للبلدية أن تتخذ قرارات إغلاق مدارس بالمدينة المقدسة في ظل وجود نقص حاد بالصفوف التعليمية؟، وكانت المحكمة الإسرائيلية العليا قد فرضت على البلدية بناء الصفوف لاستيعاب الطلبة في القدس."
وأضاف الشمالي" خطورة القرار لا تقف عند إغلاق المدرستين وعدم وجود بدائل مناسبة للطلبة، انما تكمن في السيطرة على مباني المدرستين ، وهناك أقوال بأن مبنى مدرسة خليل السكاكيني سيتم تحويله لسلطة الآثار الاسرائيلية، أما مدرسة القدس فستحول الى مدرسة دينية يهودية".
وأضاف الشمالي أن المدرستين تقعان في موقع حساس تجاوران بؤرة استيطانية في باب الساهرة، وعلى بعد عدة أمتار من برج اللقلق جيث يخطط الاحتلال لبناء وحدات استيطانية، ناهيك عن بؤر استيطانية تقع على بعد أمتار منهما داخل السور ومدرسة ومركز للشرطة خارجه.
مبنى "مدرسة خليل السكاكيني"... تاريخ حاكى عصور وعن مبنى مدرسة خليل السكاكيني تحدث الباحث في تاريخ القدس روبين أبو شمسية وقال" كان البناء عبارة عن كنيسة للجورجين بُني في الفترة الصليبية، حوالي عام 1147م، لم يتبقَ من البناء القديم سوى بعض القواعد والقبو، وقد سيطر عليها صلاح الدين الأيوبي وحولها لأوقاف خاصة بالقصر السلطاني".
وأضاف" ثم سلمها الملك العزيز عثمان لوزير خزانة المال أبو ميمون عبد الله القصري، والذي قام بدوره ببناء طابقين فخمين بطبيعة معمارية صليبية واسماها "المدرسة الميمونة"، وقد استمرت المدرسة بتدريس المناهج الشافعي حتى منتصف الفترة المملوكية، وقد دُمر الجزء الأعلى من المبنى بفعل زلزال، وتم ترميمه بأواخر الفترة المملوكية، وبداية الفترة العثمانية".
وأضاف الباحث أبو شمسية" أواخر الفترة العثمانية، وتحديدا أواخر القرن التاسع عشر أُهملت المدرسة وحولت لمدرسة كتاتيب، وفي بداية الانتداب البريطاني أصبحت المدرسة فارغة من الطلاب وحولت الى أملاك الدولة البريطانية، وفي العهد الأردني اتفق على تحويلها الى مدرسة لخدمة القطاع التعليمي داخل البلدة القديمة وسميت بمدرسة خليل السكاكيني".
وبين" بعد احتلال القدس أصبحت تحت ملكية قسم أملاك الدولة التابع لبلدية القدس حولت لمدرسة سميت بالمدرسة البكرية ثم القادسية، وفي الفصل الدراسي 2011/2012 أعيد تسميتها باسم خليل السكاكيني حتى اليوم".
أما مدرسة القدس الإعدادية فتعود ملكيتها لعائلة قراعين، والبلدية تستأجر المبنى بعد احتلال القدس ويجدد المبنى كل 5 سنوات.