نشر بتاريخ: 21/01/2019 ( آخر تحديث: 21/01/2019 الساعة: 17:29 )
رام الله - معا - أكد الدكتور صبحي سمحان من سلطة المياه الفلسطينية على أهمية تعزيز المناهج الفلسطينية بالمعلومات والإحصائيات والأمثلة المتعلقة بواقع المياه والبيئة في فلسطين، وقال: "من شأن هذه المعلومات المتخصصة أن تسهم في دعم إشراك طلاب المدارس في قضاياهم البيئية والمائية المحيطة بعيداً عن النماذج الأجنبية التي لا تتوائم مع المعطيات المحلية المرتبطة بقضايا المياه والبيئة." جاء ذلك خلال اجتماع المعلمين الثالث الذي نظمته مؤسسة إيكو فلسطين للمشاريع البيئية والمائية / إيكو بيس الشرق الأوسط في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أمس.
وتهدف سلسلة الاجتماعات التي تنظمها مؤسسة إيكو فلسطين للمشاريع البيئية والمائية / إيكو بيس الشرق الأوسط لسبعة عشر معلماً من مدن رام الله، بيت لحم، الخليل، وأريحا إلى إعداد الخطط التربوية والتقنية المناسبة المرتبطة بواقع المياه والبيئة في فلسطين تحت عناوين: الدورة الهيدرولوجية ونقص المياه، ونظام مراقبة جودة المياه الذكية ، وتعقيم المياه؛ وذلك لغرض عرضها على وزارة التربية والتعليم وإدراجها مستقبلاً في مناهج المرحلة الثانوية للمدارس.
وفي ذات السياق تحدث الدكتور سمحان خلال الاجتماع عن أهمية إثراء المعلمين والطلبة بالمعلومات الكافية حول خصائص الجغرافيا الفلسطينية، ونوَّه إلى ضرورة دراسة دورة المياه في الطبيعة ضمن النطاق الجغرافي لفلسطين، لغرض فهم المناخ بشكل عام، والتنوع الحيوي بشكل خاص، كما أكد على ضرورة فهم الطالب للمشاكل السياسية المرتبطة بموضوع المياه في فلسطين، والتي تعد بدورها من الأعمدة الأساسية للمؤسسة إلى جانب قضايا مياه الشرب والمياه العادمة العابرة للحدود وحق الوصول إلى المياه الجوفية. كما قال الدكتور سمحان أن توظيف التكنولوجيا في المجال البيئي أصبح أمراً لا بدَّ منه، فطرح مجموعة من الأمثلة كان أبرزها استخدام المستشعرات “sensors” لقياس نسبة التلوث في الينابيع المائية والتربة، الأمر الذي من شأنه أن يُهَوِّن على التقنيين والمزارعين الذين يراقبون نسب التلوث بشكل دائم.
بدوره أكد نائب رئيس برنامج التعليم في وكالة الغوث الدولية الأستاذ وحيد جبران على أهمية إشراك طلاب المدارس في قضايا البيئة المحيطة؛ وذلك بهدف تقريب المواضيع الدراسية إلى واقع الطلاب ومحيطهم الاجتماعيّ، ودعا الأستاذ جبران إلى تقليل الجانب النظري من الحصص الدراسية وتعزيز الحصص العملية في المدراس، انطلاقاً من أن تحقيق الأهداف العملية والنظرية للمنهاج مرتبط بسلاسة الأهداف وتسلسلها ومواءمتها مع العامل الزمني والقدرات المتاحة في المدراس، وقال: " التطبيق العملي للنظريات والمفاهيم التي يتم دراستها في المراحل الثانوية فيما يتعلق بالمواضيع البيئية والمائية مهم جداً؛ لأن ذلك يعطي الطالب فرصة لفهم القضايا المرتبطة بمحيطه الاجتماعي بشكل أعمق."
وخصص الاجتماع الوقت الكافي للحديث حول الأمور الي يجب مراعاتها ضمن خطة الدرس، والتي كان أبرزها تصنيف المحتوى العلمي، وأهمية ارتباط الدرس والأنشطة بالسياق الحياتي والاجتماعي للطلاب، مع مراعاة المصادر والإمكانيات، وتوظيف المعارف السابقة والبناء عليها. كما وركز الاجتماع على الأساليب التعليمية التي يُفضل اتباعها عند إعطاء الدروس، والمتمثلة في العصف الذهني، التصنيف العلمي، وتعزيز استخدام التكنولوجيا الحديثة.
يذكر أن هذه الاجتماعات تأتي ضمن أجندة مشروع جيران المياه الطيبون الممول من الوكالة السويدية للتنمية الدولية والمنفذ من قبل مؤسسة إيكو فلسطين/إيكو بيس الشرق الأوسط، والذي يهدف إلى الاستثمار في تعليم الشباب وتدريب المعلمين؛ بهدف تحقيق التكامل مع المناهج الدراسية الرسمية، انطلاقاً من أنَّ التعاون في مجال المياه يمكن أن يكون أداة فعّالة ستسهم في تعميق التكامل الإقليمي في إدارة مصادر المياه وتعزيز مفهوم العدالة في توزيع المياه بحسب المعايير والقوانين الدولية.