الأحد: 29/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

ثلاثة أيام في "جحيم المحرقة": قصص وحكايات تقشعر لها الابدان من مخيم جباليا

نشر بتاريخ: 03/03/2008 ( آخر تحديث: 03/03/2008 الساعة: 19:15 )
غزة-تقرير معا- خضرة حمدان - من هنا شرقي مخيم جباليا لم يمروا فقط بل ناموا واستيقظوا وأطلقوا النيران واصطادوا الآمنين بالمنازل..فعدد كبير من هذه المنازل كانت آمنة وما عادت كذلك بعد الاجتياح .

نساؤها أحاطهن الجنود الإسرائيليون في غرف نومهن ومنعوهن من الحركة ومن النوم ومن إرضاع أطفالهن، فما كان منهن سوى البكاء بصمت كي لا يعلم الجيران أن المحتل اتخذ من هذا المنزل ثكنة عسكرية وإلا مات الجميع بطلقة واحدة.

من محاور أربع لجباليا وهي جبل الكاشف، آخر دوار القرم، عزبة عبد ربه، وشارع صلاح الدين، دفع المحتل بمئات من جنوده تحت جنح ظلام السبت الماضي إلى مناطق مأهولة بالسكان، ليبدأ الاختباء في بعضها ويتخذ من أعلاها ثكنات عسكرية بدأ بإطلاق النيران من شبابيكها عبر قناصته، ومن أعلى دباباته قصف للمنازل الآمنة وذلك في مساحة من الأرض محيطها 4 كيلومتر طولاً و2 كيلو متر عرضاً، فقتل 116 مواطناً، 39 منهم أطفال و12 سيدة، وترك عشرات المواطنين ينزفون بجراحهم ودماؤهم تسيل أمام أعين عائلاتهم دون مغيث فلا هاتف يعمل ولا سيارة إسعاف يمكنها الولوج للمكان فالكل محاصر وإطلاق النار فوق الرؤوس أعمى لا يرى طفلاً من سيدة من شيخ.. عائلات بالكامل حوصرت داخل غرفة صغيرة وبدأ تدمير منزلها فوق رؤوسها.

اللحظة فارقة بين الموت والحياة:

المواطنة هدى صبّاح أم لطفل واحد بيتها ملاصق لبيت الشهيدين اياد محمد ابو شباك وشقيقته جاكلين أول يوم بالاجتياح تم قتلهما عن بعد وباليوم التالي تقدم الجنود عصراً ليحتلوا بعض المنازل منها منزل عائلة شحادة حيث تقطن هدى.

قالت لـ "معا:" قاموا بسجننا مع جار لنا في غرة ووقف حارسان على رأسنا فيما امتلأت قاعة المنزل بقرابة خمسين جندياً قاموا بنكش الفرشات والنوم عليها ومنعنا من التنقل بين الحمام والغرف والمطبخ فلم نستطع إطعام الأطفال ولم نذهب للحمام خوفاً منهم كما كانوا خائفين منا فقد منعني من الحمام قائلاً لي " أخاف أن تقتليني بشيء ما".

وتابعت قائلة:" قاموا بنزع البلاط واقامة سواتر ترابية على باب الشقة بالطابق العلوي ونزع الشبابيك وتكسيرها وتحطيم باقي أثاث البيت مضيفة :" قاموا بالتبول على فراشنا وكانت رائحة المنزل قذرة بعد يوم وليلة من مبيتهم".

جارتها في منزل عبد ربه المقابل أم ساهر قالت:" لقد طقّت عين ابني ساهر ذو التسعة شهور فقط على كأس حليب ولكنهم منعوني من الذهاب للمطبخ وبدأ ابني بالبكاء والصراخ دون ان يحرك ذلك فيهم ساكناً وضحكوا علينا كثيرا عندما وضعته بسرير وكأنهم لم يروا مسبقاً سرير طفل وقاموا بسجننا حوالي اربعين شخصا في غرفة واحدة فوق الزجاج المهشم وصعدوا إلى شققنا ودمروها وسرقوا كل الذهب الذي بحوزتنا في غرف النوم".

وتضيف :" لقد شعرنا بين كل دقيقة وأخرى أننا سنموت لقد أصابوا اثنين من أشقاء زوجي وتركوهما ينزفان ولم نستطع نقلهما إلى المشفى إلا بعد انسحابهم".

مشاهد المحاصرين:

المواطنون انهالوا تباعاً إلى حيث مكان الاجتياح، مواطن من عائلة عبد النبي قال:"تقطن شقيقتي بالقرب من جبل الكاشف لقد تابعنا أخبارهم عبر الهاتف والجوال ولكن الهواتف قطعت والجولات نفدت بطاريتها ولكننا علمنا أنهم قاموا باعتقال كافة الرجال من العائلة".

الشاب خالد عبد ربه "22" عاماً وبجانبه قريبه سميح "20" عاماً كانت آثار القيود على يديهما افترشا جانباً من الطريق وقالا لمعا:" أطلقوا سراحنا قبل قليل ووضعونا بالقرب من ايرز وقدمنا مشياً على الأقدام إلى جباليا رغم اننا تعرضنا لركلاتهم وضربهم".

في السابعة والنصف من صباح اليوم الاثنين تنفس المواطنون في جباليا الصعداء فهناك ثلاثة أيام كانت تمثل لهم محرقة قتل فيها أحبابهم وفلذات أكبادهم ومثلت لهم طائرات الاحتلال شؤماً يخشون أن يعود.

يخشونه لأن الاحتلال هناك وعدهم بالقتل كما قالت هدى المواطنة ولأنها لم تكن المرة الأولى ليقتحموا منازلهم ويطلقوا نيرانهم باتجاه كل ما يتحرك منا كما تقول المواطنة ام أحمد من عائلة عبد ربه...