نشر بتاريخ: 08/02/2019 ( آخر تحديث: 09/02/2019 الساعة: 10:10 )
رام الله - معا - صرح بسام الصالحي الامين العام لحزب الشعب ان
عدم اعلان حزب الشعب الفلسطيني استعداده للمشاركة في الحكومة التي تدير حركة فتح الحوارات بشأنها أو رفضه لهذه المشاركة لا يقوم على أي تردد أو صعوبة في اتخاذ القرار النهائي، وإنما يقوم في الواقع على سعي جدي وحتى آخر لحظة من اجل التأثير في طبيعة الخطوات اللاحقة في معالجة الأزمة الشاملة والمستعصية في الواقع الفلسطيني.واوضح الصالحي انه وبين الفقاعات الإعلامية التي يطلقها البعض للمبالغة في ادوار ليست قائمة من مثال بعض التصريحات عن حوارات في القاهرة أو غيرها وبين رفض حماس المتواصل لتنفيذ ما اتفق عليه، وبين اصرار حركة فتح على معالجة الأزمة بطريقتها، يصبح البحث عن جبهة واسعة لمنع الانحدار مهمة اكثر صعوبة وتعقيدا من اية مهمة أخرى، ويصبح السعي للتأثير بشكل فعلي في مآلات هذه العملية اكثر تعقيدا من مجرد اعلان موقف وانتظار صحته أو خطاه على مجرى التطورات.
واوضح الصالحي ان الحزب ابلغ حركة فتح بوضوح أمرين، الأول ان تشكيل حكومة فصائلية لقطع المسار الذي مثلته حكومة التوافق في العلاقة مع حماس والمصالحة لا يشكل هدفا وحافزا لتشكيل هذه الحكومة من وجهة نظرنا، والثاني ان موضوع الحكومة عموما يجب ان ينظر اليه في إطار البحث عن معالجة للازمة العامة وليس موضوعا منفردا، وعلى ذلك تم الاتفاق على مواصلة الحوار، مشيرا الى ان الحوار بهدا المعنى هو حوار شامل ولكن بالمعنى المباشر الخاص بالحكومة فهو حوار صريح ينطلق اساسا من صحة البحث عن حكومة فصائلية من عدمها في هذه المحطة تحديدا.
ووجه بسام الصالحي رسالة لحركة فتح قائلا ان الظروف التي استوجبت ان تكون كل الحكومات التي تلت حالة الانقسام وحكومة الوحدة الوطنية منذ 2007 هي حكومات شخصيات مهنية ومستقلة (مجازا) لا تزال قائمة، وان حكومة منظمة التحرير يحب ان تكون فقط محصلة قرار صريح وشامل بإعلان الدولة بديلا للسلطة بكل تبعاته التي تضمنتها قرارات الوطني والمركزي وهي عملية لم تحسم في التنفيذ بعد.
لذلك، قال الصالحي ان العودة إلى حكومة مهنية اكثر جدوى الان من الحكومة الفصائلية ولا يضير ذلك مشاركة من شخصيات مهنية ترشحها القوى السياسية لاجتياز المحطة الصعبة الراهنة سواء في ابقاء شعرة معاوية للحفاظ على السلطة الواحدة بين الضفة وغزة أو من احل التحضير للانتخابات دون اتهامات بالتحيز من قبل حكومة فصائلية أو لتصعيب الإجراءات العقابية التي تحضر لها الولايات المتحدة وإسرائيل تجاه المصادر المالية لهذه الحكومة.
وقال الصالحي ان حكومة من هذا القبيل هي توصيتنا للرئيس أبو مازن ولحركة فتح الشقيقة، وهي حكومة يمكن ان تحظى بدعم شامل من كل قوى منظمة التحرير، حيث سبق وان شاركت الجبهة الديموقراطية وفدا فيها، ولم يمتنع حزب الشعب الذي رفض المشاركة في أية حكومة تلت الانقسام عن الإقرار بشرعيتها كما انها يمكن ان تعيد جسور التواصل مع قطاعات واسعة من المجتمع الفلسطيني الذين تضررت مصالحهم نتيجة لبعض السياسات أو الإجراءات الاقتصادية والأمنية فضلا عن ابقاء الباب مفتوحا لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في القاهرة ولاجتذاب دعم مصر أيضا لمواصلته.
واكد الصالحي ان حزب الشعب الفلسطيني سيكون شريكا جادا في تشكيل حكومة كهذه وفي دعمها من خلال شخصيات مهنية كفؤة وذات مصداقية في مجالات عملها في الصحة والتعليم والزراعة والخدمات الاجتماعية وغيرها، وهي حكومة لا بد وان يكون في أولوياتها وقف التدهور في ثقة المواطن بالسلطة وحماية الحريات واستعادة الحياة الديموقراطية في النظام السياسي.
واكد الصالحي ان حزب الشعب يريد حكومة يكون شعارها الأساسي ان ضمان الحقوق الاجتماعية والديموقراطية هو الضمان للحقوق الوطنية وللصمود، وحكومة قادرة برغم كل التعقيدات على ابقاء الباب مفتوحا للوحدة السياسية بين شطري الوطن ولإنهاء الانقسام المدمر، وللحفاظ على الحد الأدنى من الخدمات لابناء شعبنا في قطاع غزة.