نشر بتاريخ: 04/03/2008 ( آخر تحديث: 04/03/2008 الساعة: 17:45 )
بيت لحم - معا - سألني أحد الأصدقاء: لماذا لم تكتب عن بطولة أريحا لهذه السنة ؟ والسؤال بريء لأنني منذ عودتي إلى أرض الوطن ، لم اتأخر دقيقة عن التفاعل مع أحداث هذه البطولة ، بحسناتها ونقائصها ، ولكن ظروف مرض شقيقي ياسر ، الذي يعيش أوضاعا صحية حرجة ، جعلتني أغيب عن بعض المباريات ، وأكتفي بمتابعة أصداء مباريات أخرى من ألسنة العارفين .
والحق يقال : إن الأصداء التي جمعتها عن البطولة توحي بان النجاح غلف كل فصولها ، لأن وصول سفينة البطولة إلى شواطئ الأمان بعد نهائي رائع ، وبمشاركة دولية يؤكد أن جهود المنظمين لم تذهب هدرا هذه السنة ، على أمل أن يراجع المنظمون كل فعاليات البطولة ، للوقوف على جوانب النجاح والقصور ، ووضع الخطط العلاجية الناجعة لمعالجة النقائص في البطولة القادمة !
ولا نضيف جديدا إذا قلنا : إن الجمهور هو فاكهة البطولات ، وان عدد الجمهور من المعايير القياسية الأكثر موضوعية ، لأن كرة القدم تلعب للجمهور ، ولا تطور لهذه اللعبة دون المشجعين ، حتى لو تنافس فوق المستطيل الأخضر خيرة نجوم الدنيا ، كما يحدث في بطولة قطر ...الجمهور هو ملح الملاعب ، تماما كما في الأعمال الفنية ، حيث يقاس النجاح بمداخيل الشبابيك ، وبعدد سنوات العرض .
ولا يغفل أن بطولة أريحا نجحت في استقطاب الجماهير الفلسطينية ، خلال السنوات الماضية ، وقد بلغ الأمر ذروته قبل انطلاق الانتفاضة الثانية ، يوم كان النهائي قمة أردنية فلسطينية ، جمعت عميد أندية الأردن الفيصلي ، بعميد أندية فلسطين الشباب ، ويومها صفق أكثر من خمسة عشر ألف متفرج لبطل الدورة ، شباب الخليل في نهائي خرافي !
وبالنظر للظروف الصعبة التي مرت بها بطولة هذه السنة ، لا يتسع المجال لعدّ الجماهير الحاضرة ، لأن البطولة أقيمت في ظروف أمنية قاسية ، ووسط أحوال جوية بيضت وجه الأرض الفلسطينية ، ورغم ذلك فالبركة بمن حضر ، لأن من غاب عن البطولة مثلي فاته الكثير !
ولعل ما يعوض نقص الجماهير في بعض المباريات ، أن الحضور كان نوعيا ، تقدمه ممثلو النخبة ، مثل الدكتور صائب عريقات ، والمحافظ عريف الجعبري ، واللواء جبريل الرجوب ، وغرهم من المسئولين ... أضف إلى ذلك أن البطولة حظيت بالاهتمام من قمة الهرم في فلسطيني ، وخاصة من الرئيس محمود عباس ، ورئيس الوزراء الدكتور سلام فياض ، ووزيرة الشباب والرياضة ، شيرين أبو دقة .
وقد اجمع متابعو البطولة ، من الإعلاميين والمختصين على أن المستوى الفني لم يكن جيدا في معظم المباريات ، ولا ذنب للمنظمين في ذلك ، والكرة في ملعب الاتحاد الذي لم يبادر حتى اللحظة لتنظيم المنافسات الجادة ، التي تضمن الجاهزية المستمرة للفرق ، في امتحان الأبطال الحقيقي ، ومعارك التشبث بجلابيب الممتازة .
ورغم المستوى الفني غير المقبول ، إلا أن بعض الفرق استغلت الفرصة لإعداد فرقها للمستقبل ، معتمدة على ناشئيها ، كما فعل شباب الظاهرية وشباب الخليل ، وقد نجح ناشئو الظاهرية في الوصول إلى المباراة النهائية ، مؤكدين أن سياسة التجديد ، قد تخسر مباراة ، ولكنها تضمن بطولات قادمة ، وقد برز خلال المباريات بعض الواعدين ، الذين سيكون لها شان ، وشهادتي مجروحة في ناشيء الشباب ، لذلك أضرب مثلا بنجل الرياضي المعروف واكد العقبي ، أحمد الذي أشاد بأدائه الإعلامي المخضرم سليم حمدان ، وهل في الأفق أفضل من شهادة أبي السلم ؟
كما اجمع المتابعون على تواضع مستوى الحكام الذين أداروا رحى البطولة ، ولم يستطع عميد الحكام الحاج حسني الدفاع عن زلات الصافرات ، في برنامج نبض الملاعب ، ولا يبدو أن الاعلام قد ضخم زلات الحكام ، لأن ما تأكد منه الجميع ، ومن خلال متابعة لقطات تلفزية ، أن بعض المباريات شهدت أخطاء غيرت النتائج ، والأمر يقتضي مرحلة جديدة من تأهيل الحكام ، ولا يكفي التأهيل ، لأن تعلم الطيران ، يقتضي أيضا قيادة الطائرات ، حتى نحكم على الطيار الناجح !
ولا أريد الحديث هنا عن المشاركة الدولية ، لأن الوحدات والبقعة شاركا بفرق الشباب ، كما أن فريق الأمانة الذي وصل الدور قبل النهائي ، ليس من فرق الصفوة في الأردن ، ولا يعقل أن نقارن مستوى فرقنا بقرق الشباب ، أو فرق المؤسسات في الأردن ، على أمل أن تنجح مساعي البطولة القادمة ، في جلب الأندية بكامل نجومها ، كما تفعل دول شرق آسيا ، التي تشترط على الفرق الكبرى الحضور بكامل نجومها ، في رحلاتها الصيفية !
ولا بد من توجيه الشكر للقائمين على بطولة أريحا ، ممن نجحوا في تنظيم نسختها الثالثة عشرة ، ولكن ذلك لا يمنعنا من الوقوف أمام بعض الهفوات غير المقصودة ، ومنها عدد الفرق المشاركة ، لأن أقامة البطولة بعشرة فرق أمر غير مبرر ، وأوقع المنظمين في حيص بيص ، وجعل فريقا يخسر مباراة كهلال أريحا او الظاهرية يبلغ النهائي ، وفريقا كشباب الخليل ووادي النيص يخسر مباراة ويغادر البطولة ، وجعل التكافؤ غير متوفر ، حيث وصل الدور قبل النهائي فريقا هلال أريحا والظاهرية من مجموعة ، وفريقا الأمانة وجبل المكبر من مجموعتين ، والأمر يقتضي ضمان تكافؤ الفرص في المرات القادمة ، في عملية استخلاص للعبر ، كما فعل من انتقدوا ما كتبناه عن مواعيد المباريات في النسخة الماضية ، وحسنوا أداءهم هذه المرة !
ورغم بعض الانتقادات لأداء سلك الإعلام ، إلا أن في الأفق إشادة يستحقها الزملاء منت الإعلاميين ، الذين وصلوا الليل بالنهار ، لضمان الوجبات الإعلامية الطازجة للجمهور ، والتحية هنا للقائمين على الصحف الفلسطينية الثلاث ، وللعاملين في الإذاعات والتلفزيونات المحلية والدولية على الأداء الراقي ، والشكر موصول لرجال الميدان ناصر العباسي ومحمد ابو عرام ، وأحمد برهم ، وغيرهم من رجال القلم... والتحية للفتة غزلان الجنوب ، الذين قررت أدارتهم تكريم الاعلاميين ، كما تكرم أشبالها ، الذين أوصلوا الفريق إلى المباراة النهائية
والحديث ذو شجون
[email protected]