الأطباء العرب : إسرائيل تستخدم أسلحة محرمة دوليا في ضرب غزة
نشر بتاريخ: 04/03/2008 ( آخر تحديث: 04/03/2008 الساعة: 18:17 )
بيت لحم- معا- أعلن اتحاد الأطباء العرب علي لسان مدير مكتبه في القاهرة الدكتور جمال عبد السلام بأن الاتحاد قد تقدم بشكوى للمنظمات الدولية ضد الكيان الصهيوني لاستخدامه أسلحة محرمة دولية وقد جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده الاتحاد ليلة أمس تعقيبا علي المجازر التي يرتكبها الاتحاد في قطاع غزة وقد جاء علي لسانه " تقدمنا بشكوى للمنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان حول استخدام الصهاينة لأسلحة مرحمة دوليا كتلك التي استخدمها في حرب لبنان الأخيرة حيث أبلغنا من أشقاءنا الأطباء في فلسطين بأن الجروح التي تنتج عن القصف الصهيوني لا تستجيب للعلاج المعتاد وتؤدي في النهاية إلي بتر العضو المصاب لذا نطالب بالتحقيق في استخدام هذه الأسلحة وضرورة محاكمة هؤلاء القادة كمجرمي حرب " مؤكدا في الوقت ذاته أن الوضع الطبي قد وصل إلي درجة الخطورة القصوى حيث لا توجد الآن أسرة تكفي لعدد الجرحى وقد أصبحت طرق وممرات مستشفي الشفاء ممتلئة بالجرحى والمصابين وكذلك الحال بغرف العناية المركزة .
مضيفًا أن هناك عجزًا شديدًا في الأطباء العاملين بمستشفيات القطاع، خاصةً في تخصصات جراحات العيون والأعصاب والأوعية الدموية وبعض تخصصات جراحة العظام، مشيدًا في الوقت نفسه بمستوى الأطباء في غزة، خاصةً في أقسام الطوارئ؛ نتيجة خبرتهم العملية الكبيرة.
كما أشاد بموقف الحكومة الفلسطينية والقائمين على استقبال المعونات وتنظيمها وتوزيعها في غزة، موضحًا أن كل المعونات التي تم إرسالها إلى هناك وصلت؛ سواءٌ كانت أجهزةً أو مستلزماتٍ طبيةً أو أشياءَ عينيةً، مؤكدًا أننا لم نسمع بعلبة دواء واحدة من المعونات تمَّ بيعها إلى المرضى، ولم نسمع بجوال دقيق واحد بِيْعَ في السوق السوداء، علي عكس ما كان يحدث من قبل عندما كنا نقوم بتسليم المعونات في السابق عن طريق معبر كرم أبو سالم!!.
استعداد رغم المعوقات
وقد اتفق معه الدكتور حمدي السيد نقيب الأطباء مؤكدا علي الاستعداد التام من قبل النقابة لتوفير الأطباء والأدوية اللازمة لعلاج الجرحى والمصابين الفلسطينيين مؤكدا علي أن العائق الوحيد في هذا الصدد هو غلق معبر رفح الحدودي بين مصر وفلسطين . مثنيا في الوقت نفسه علي التحرك الإيجابي للشعب المصري علي ما يقدمه من دعم عاجل لأشقائنا في فلسطين موضحا أن هذه الجهود وحدها لا تكفي ولكن لابد من موقف عربي وإسلامي ودولي أكثر إيجابية من ذلك حتى يتم دعم الشعب الفلسطيني علي المستوي الطبي والسياسي حتى يحصل علي كامل حقوقه المسلوبة .
أما الدكتور عبد القادر حجازي الأمين العام للجنة الإغاثة الإنسانية بنقابة الأطباء، فأوضح أن ما نفعله هو شيءٌ قليلٌ، وأن أعداد الجرحى الذين يتمُّ نقلهم إلى داخل مصر لاستكمال العلاج قليلون أيضًا؛ لأن بعض المرضى يستخدمون أجهزة تنفس، ولا يمكن نقلهم للعلاج بالخارج إلا عن طريق عربات إسعاف مجهَّزة، وهي غير متوافرة في مستشفيات غزة، وأضاف أننا نستطيع فعل الكثير، والأطباء جاهزون، ولكن قفل المعبر والتعنت في هذا الجانب هو ما يعيق عملنا بشكل ملفت .
داعيا في الوقت ذاته الجمعيات والهيئات الإغاثية العربية بضرورة التحرك بشكل أكثر إيجابية وذلك من خلال التنسيق مع لجنتي الإغاثة في مصر وذلك لتخفيف من العبء المادي علينا حيث نواجه العديد من الصعوبات سواء المادية أو الإدارية .
الهلكوست الجديد
أما الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح الأمين العام لاتحاد الأطباء العرب فقد تحدث بدوره قائلا "نحن لن نتوجه بالمناشدة للمجتمع الدولي الذي تواطؤ في هذه المجزرة البشعة وقد مثله في ذلك الإرهابي الأول في العالم جورج بوش الذي تخطي كل الحدود وصار يمارس إرهابا دوليا من نوع خاص حيث يرسل ويحرك أساطيله الحربية إلي السواحل والشواطئ وكأنه بذلك يعطي الأذن للكيان الصهيوني بالقتل والتدمير الذي أعلن نائب وزير خارجيته بأنها ستكون محرقة أشد من محرقة الهلوكوست "
وأضاف أبو الفتوح بأن هذا نوع من التبجح والعربدة لم نشهده من قبل حيث أن النازي حينما فعل ما يسمونه بالهولكوست فعلها دون أن يعلن عنها ولكن هذا الصلف والغرور ناتج عن حالة انبطاح غير مبرر من الأنظمة العربية والإسلامية التي لا نعول عليها حيث أنها قررت أن تشارك بالصمت المهين أو بالدعم المباشر في كثير من الأحيان فحين يقوم رئيس فلسطين محمود عباس بالتصريح علانية بأن الصواريخ هي سبب القصف وأن هناك أعضاء للقاعدة في غزة فهو بذلك يعطي غطاء واضح وصريح لهذا العدو حتى يفعل ما يشاء "
محذرا في الوقت ذاته من مؤامرة كبيرة تهدف إلي تفجير الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط ونشر الفوضى مؤكدا أن هذا المخطط سيؤدي إلي تفجر الأوضاع وأن أثاره لن تنحصر علي الشرق الأوسط وحده بل ستنسحب علي العالم بأسره .
لذا فقد طالب الشرفاء والعقلاء في العالم بضرورة التحرك لمواجهة هذا الوضع الكارثي الذي تعاني منه غزة مضيفا أن علي الحكومة المصرية أن تفتح معبر رفح الآن وأن يكون الفتح لكل أبناء الشعب الفلسطيني - من خلال إدارة مصرية فلسطينية - فلا يعقل أن تقوم الحكومة المصرية بمد الكيان الصهيوني بالغاز والكهرباء والبترول وإخواننا في غزة يغرقون في الظلام والجوع والعوز الشديد - حسب قوله - محملا في الوقت ذاته الحكومة المصرية مسئولية موت الجرحى والمصابين في حالة منعهم من تلقي الدواء والعلاج من خلال معبر رفح .
مؤكدا في نهاية حديثه أن الأمن القومي المصري يبدأ من غزة وليس من داخل الحدود المصرية وأن التعاطف مع أهل غزة وتقديم الدعم لهم هو واجب وطني قبل أن يكون واجب عربي أو إسلامي .
متسائلا عن هذه الجيوش العربية التي أنفقت عليها المليارات من جيوب ودماء الشعوب ماذا تفعل و متى يمكن أن تتحرك ولماذا لا تفعل اتفاقية الدفاع العربي المشترك ؟ فهل نحن في انتظار أن تتسع دائرة الحرب حتى تشمل بقية شعوب ودول الأمة فهذا ما نراه ولا نتمناه لذا لابد أن نراجع مواقفنا وفقا لمصالحنا وأمننا الحقيقي .