الأربعاء: 02/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

الحكومتان الفلسطينية والبلجيكية توقعان اتفاقا بقيمة 50 مليون يورو

نشر بتاريخ: 04/03/2008 ( آخر تحديث: 04/03/2008 الساعة: 18:19 )
رام الله- معا- وقعت السلطة الوطنية الفلسطينية ممثلة بوزارة التخطيط، والحكومة البلجيكية ممثلة بوزارة التعاون، اليوم اتفاقية تعاون ثنائي بقيمة 50 مليون يورو، من بينها 9 ملايين يورو للموازنة العامة، و41 مليونا لتمويل مشاريع خاصة بقطاعات التعليم والصحة والحكم المحلي وتنمية القدرات وصندوق القدس، وذلك في اطار تعهدات الحكومة البلجيكية التي قطعتها على نفسها، وقيمتها 86 مليون يورو في مؤتمر باريس الاقتصادية لتمويل خطة التنمية الفلسطينية للسنوات 2008/2011، منها 36 مليون يورو لوكالة الغوث الدولية ومؤسسات الامم المتحدة والمنظمات الاهلية في فلسطين.

ووقع الاتفاقية عن الجانب الفلسطيني وزير التخطيط د. سمير عبد الله، بحضور ممثلين عن مكتب الرئيس، ووزارات المالية والحكم المحلي والتربية والخارجية وصندوق البلديات، وعن الجانب البلجيكي وزير التعاون شارل ميشيل، بحضور القنصل البلجيكي العام في القدس ليو بيترز، وملحق التعاون في القنصلية نورا دولات، وممثل التعاون البلجيكي في فلسطين لوك لالو، وذلك في مقر وزارة التخطيط برام الله، في أعقاب اجتماع اللجنة الفلسطينية/ البلجيكية المشتركة، التي بحثت آليات الدعم البلجيكي للسنوات الاربع القادمة، حيث كان آخر اجتماع للجنة عقد في نهاية عام 2001، وكانت قد عقدت مشاورات ثنائية بين البلدين في العام 2005، الا أن عام 2006 شهد تراجعا في العلاقات بين الجانبين، بسبب الموقف الاوروبي والدولي من احكومة الفلسطينة العاشرة.

وكان د. عبد الله قد رحب بالوزير البلجيكي والوفد المرافق له، مشيدا بالدعم الحكومي والشعبي البلجيكي الذي وصفه بالسخي للحكومة الفلسطينية برئاسة د. سلام فياض، مؤكدا أن الدعم البلجيكي له تأثير واضح على مختلف القطاعات الخدماتية والاقتصادية الفلسطينية.

وقال ان الدعم البلجيكي المستحدث للشعب والحكومة الفلسطينية والبالغ حسب الاتفاقية 50 مليون يورو يأتي في سياق دعم الخطة العامة والثنائية المتمثلة بخطة التنمية التي التزمت بها الحكومة الفلسطينية لاول مرة لتحقيق الحكم الرشيد والاصلاح والتي تم تبنيها من قبل الدول المانحة في مؤتمر باريس الاقتصادية.

وأوضح د. عبد الله أن 36 مليون يورو من اجمالي ما تعهدت به الحكومة البلجيكية والبالغة 86 مليون يورو ستقدمها لصالح وكالة الغوث الدولية ومؤسسات الامم المتحدة في فلسطين والمنظمات الاهلية غير الحكومية في فلسطين، مثمنا التزام بلجيكا بمباديء باريس الاقتصادي.

وأشاد د. عبد الله الاهتمام البلجيكي بدعم مشاريع في القدس، والاهتما بايصال الدعم لقطاع غزة، لان تلك المسائل تعتبر مهمة ونحترمها جدا، مقدرا اهتمام بلجيكا في التعليم، باعتباره القطاع الاكثر أهمية لاعداد الشباب الفلسطيني لمتطلبات اقتصاد المعرفة، معتقدا بأن مكانة فلسطين الاقتصادية ستتوقف عليه في المستقبل.

بدوره شكر وزير التعاون البلجيكي شارل ميشيل السلطة الوطنية لحفاوة استقباله والوفد المرافق له، مشيرا الى انها المرة الاولى التي يزور فيها الاراضي الفلسطينية المحتلة مؤكدا على أهميتها، وهذه ايضا البعثة المشتركة التي تزور فلسطين، باعتبار أن بلجيكا تحظى بعلاقات مميزة مع السلطة الفلسطينية منذ عقود طويلة.

وأعرب عن ادراكه للمصاعب الجمة والمعاناة اليومية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني خاصة في الاحداث الاليمة التي تعصف بغزة هذه الايام، ولا يمكن الا أن تترك أبلغ التأثير على كل من يتابع هذه الاحداث، كما أعرب عن ادراكه لصعوبة الحركة وتأثير ذلك البالغ على الشعب الفلسطيني وتداعيات ذلك على عمله وصحته وتعليمه، معربا عن أمله بأن مفاوضات السلام التي جلبت بعض الامال للشعب الفلسطيني، والتي تم عرقلتها في الايام الاخيرة نتيجة الاحداث التي تعصف بالمواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة، مؤكدا على ضرورة مواصلة مسيرة لمفاوضات لحل القضية الفلسطينية التي تنتظر الحل أكثر من نصف قرن، وأن تتمخض بولادة الدولة الفلسطينية، معتقدا أن المفاوضات السياسية هي الطريقة الوحيدة للمضي قدما والخيار، عن العنف الذي لا يجلب الا الهزيمة والمآسي.

وأعرب ميشيل كذلك عن أمله بأن يسهم الدعم البلجيكي مهما كان ذلك قليلا من أجل التخفيف من الصعوبات التي يمر بها الشعب الفلسطيني من خلال دعمنا، ومن خلال مؤتمر باريس للمانحين تعهدت بلجيكا بدعم 86 مليون يورو خلال السنوات الاربع القادمة للسلطة الفلسطينية، مؤكدا أن بلجيكا ستتمكن من تقديم المبلغ الذي تعهدت به، ان كان ذلك عبر القنوات الثنائية أو المتعددة.

وأشاد بدور الحكومة الفلسطينية الذي وصفه بالرائع الذي تقوم به في مجال الاصلاح والتنمية، مؤكدا أن الدعم البلجيكي سينعكس من خلال هذه الخطة.

وقال ميشيل في الماضي برنامج دعمنا غطى قطاعات مختلفة من التنمية الريفية، للصحة والتعليم والحكم المحلي وفي مجال الكهرباء أيضا، مؤكدا أن الحكومة البلجيكية ستقوم باعادة النظر في كل هذه المجالات، وان حكومته سوف تلتزم بالمباديء التي تم الاعلان عنها في مؤتمر باريس، وفي السلوك الذي تعهدت به أوروبا.

وأكد على دعم الحكومة البلجيكية عبر هذه الاتفاقية على قطاع التعليم الذي تم اختياره من خلال الوزارة، حيث هنالك الشباب الذين يمثلون نسبة عالية من السكان، مشددا على أهمية التعليم، مؤكدا على أن مستوى التعليم الفلسطيني سوف يكون على المستوى الدولي.

وأضاف أن الاتفاقية تركز على الحكم المحلي، ومن خلال اعترافنا بالدور المركزي لوزارة التخطيط فان بلجيكا تتعهد بالاسهام بالمزيد من التطور لتعزيز الوزارة، من أجل بناء طاقات هذا المشروع الذي سوف ينتهي قبل عام 2010.

وقال ميشيل لادراكنا بأهمية القدس الشرقية التي تمثل قلب الاراضي الفلسطينية فقد قررنا القيام بدعم صندوق القدس، ومع أن الاوضاع السياسية غاية في الصعوبة، وبالتحديد القيام بمسؤولياتنا في قطاع غزة، فاننا نؤكد أنه لا يجوز أن نترك غزة خارج مدار العمل، وبالتالي سوف نقوم بدعمها من خلال الالية التي تم انشائها الاوروبة التي تغطي جميع الاراضي الفلسطينية المحتلة بواقع 9 ملايين يورو، 4 ملايين منها هذا العام و5 ملايين في العام القادم.

وأوضح أن اجتماع اللجنة المشتركة الفلسطينية/ البلجيكية يسلط الاضواء على البرنامج الثنائي وحدد التعاون المستقبلي الذي ينبغي القيام بأعمال ملموسة والتي سيتم تحديدها لاحقا.

وأكد ميشيل أن مجموع المبلغ الذي ستقوم بلجيكا بمنحه في غضون السنوات الاربع القادمة، سيصل الى 50 مليون يورو.