إنهاء الاستعدادات لاطلاق المجلس الشعبي للسلم المجتمعي بمخيم الدهيشة
نشر بتاريخ: 21/02/2019 ( آخر تحديث: 21/02/2019 الساعة: 19:49 )
بيت لحم- معا- تنطلق يوم السبت القادم أعمال مؤتمر أول مجلس شعبي عام للسلم المجتمعي على مستوى الوطن في مخيم الدهيشة.
وسيشكل حاضنة مجتمعية ديمقراطية لرؤية وطنية اجتماعية وثقافية واقتصادية ونقابية موحدة للقوى السياسية والمؤسسات المدنية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية.
وقال نشطاء في المخيم أن الفصائل الوطنية وممثلي المؤسسات الرسمية والشعبية والأهلية في مخيم الدهيشة، انهوا استعداداتهم لإطلاق فعاليات المجلس الشعبي العام للسلم المجتمعي، والذي سيشكل حاضنة وطنية شاملة لمتابعة الأوضاع بالمخيم، والذي سيشكل رافعة وطنية ونموذج للمخيمات والمدن والقرى في المستقبل لتشكيل مجالس في كل منطقة.
وقال محمد طه ابو عليا رئيس لجنة الخدمات الشعبية في مخيم الدهيشة أن فعاليات مؤتمر إطلاق اول مجلس الشعبي العام للسلم الأهلي الذي يحاكي واقع مخيم الدهيشة كنموذج متقدم في السعي لتعزيز الوحدة الوطنية، ومحاربة مظاهر وإشكاليات سلبية بالمخيم، حيث ستنطلق الفعاليات يوم السبت القادم عند تمام الساعة 11صباحا في قاعة الفينيق بحضور رسمي وشعبي.
وأضاف أبو عليا ان المؤتمر واللجان التحضيرية فيه اعتمدت الهيئات المحلية، ولجان الخدمات في المشروع، باعتبارها اكبر مؤسسات مدنية ذات طبيعة شعبية منتخبة في الجغرافيا الفلسطينية.
وحول مهام المجلس قال ابو عليا، ان نصوص وهيئات المشروع مفتوحة، حيث يمكن إضافة ما يتعلق بالأهداف والمهام والآليات، بما يستجيب لواقع وخصوصية أية مدينة أو قرية أو مخيم.
ويتطلع القائمون على المجلس إلى إمكانية تشكيله مستقبلا في كل موقع، واتحاد مجالس على مستوى المحافظة، يجمع مجالس المواقع في كل محافظة، واتحاد عام للمجالس على مستوى الضفة الغربية، يجمع مجالس المحافظات.
ويهدف المجلس الى العمل على تفعيل التفاهمات الوطنية والمجتمعية وصياغة ما يلزم بما يحقق تطوير المخيم وحمايته والحفاظ على وحدته ووضع التصورات اللازمة لتنمية المخيم والحفاظ على المقدرات، وتقدير الاحتياجات المستقبلية بما لا يمس الوضع القانوني والوطني والاعتباري والمعنوي للمخيم باعتباره الشاهد المتبقي على النكبة.
بدوره، قال الناشط المجتمعي بمخيم الدهيشة نضال ابو عكر انه من المهم اختيار أشخاص أكفاء يتمتعون بالحكمة والصلابة وطول النفس بعيداً عن المحاصصة والحسابات الضيقة والمحسوبية، وأن يكونوا قادرين على تحمل المسؤولية ومستعدين لها ومقتنعين بالفكرة، حتى لا يضاف فشل جديد يعمق حالة الإحباط والتردي المجتمعي، فالأهداف كبيرة وبحاجة لحوامل وروافع قوية، وقضية الوطن والمجتمع أسمى وأكبر من قضية الأفراد والجماعات، وعضوية هذا المجلس طوعية، وهي ليست منصباً فخرياً.
ولفت أبو عكر ان فعاليات إطلاق المجلس سيرافقها حملة إعلامية دعائية توعوية، وعقد لقاءات شعبية في المدارس والجامعات وفي المؤسسات النسوية والشبابية ومختلف القطاعات، حيثما أمكن، للترويج لهذا المشروع وأهدافه في مختلف أنحاء الوطن، وخلق أوسع حالة اصطفاف شعبي لهذه الفكرة، وبناء حاضنة مجتمعية مساندة تصون أهداف هذا المشروع الوطني.
واكد ابو عكر ان إطلاق المجلس السبت المقبل يأتي انطلاقاً من الحرص الوطني العالي والحس بالمسؤولية المجتمعية للنهوض بواقع المخيم ومواجهة كافة التحديات التي تمس تاريخه ومستقبله ومكانته ودوره، وتعميقاً وترسيخاً للعمل الجماعي الوحدوي وتعزيزاً للديمقراطية الداخلية، وتكريس الآمان النفسي والاجتماعي، تعميقاً للهوية الوطنية الديمقراطية لمجتمعنا في مواجهة الهويات الجهوية والجزئية، وإلهاءنا بالهامشي والتفصيلي على حساب المبدئي والاستراتيجي والنزعات والميول الفردية والذاتية، وتحديات الاختزال والتقزيم والتبهيت والتضخيم.
بدوره، قال الصحفي حسن عبد الجواد ان المجلس يعتبر هيئة استشارية تطوعية ذات صفة اعتبارية أخلاقية، ويتكون من مجموعة من الشخصيات الفاعلة ذات الانتماء الوطني المؤسساتي، إضافة إلى شخصيات اعتبارية وديمقراطية تؤمن بالشراكة والتعددية والتنوع والتكامل، وذات كفاءة واستعداد للعمل، ولها تأثير وحضور اجتماعي وسياسي وأكاديمي ومهني، كما ولا يعتبر المجلس بديلاً عن أية مؤسسة من المؤسسات في المخيم، وليس مجلساً عشائرياً أو جهوياً أو فئوياً، ومهمته الأساسية هي التخطيط وتقديم التوصيات المشورة لتحديد الأولويات وفقاً للاحتياجات والتحديات التي يعيشها المخيم، كما ويقوم المجلس بوضع إستراتيجية تنموية تراعي الاحتياجات المستقبلية للمخيم، وحماية مقدراته على كل الصعد بما يضمن العدالة الاجتماعية والتكامل وتقديم الخدمات وتصليب إرادة اللاجئ، والتركيز على الثقافة الوطنية والتمسك بحق العودة.
ولفت عبد الجواد، الى ان تشكيل المجلس كنموذج يأتي في ظل ما يعصف بنا من متغيرات مختلفة ولمواجهة المأزق الراهن العميق، وحالة التآكل والتفتيت واستمرارها في بعض جوانب الحياة الداخلية، متمثله في ارتفاع وتيرة العنف المجتمعي والتردي والتراجع القيمي والأخلاقي، وتعاظم التهديدات على مختلف الصعد الوطنية والمجتمعية، ما يستدعي نقداً لهذه التحديات ومواجهتها، والانتقال من التوصيف إلى التشخيص الموضوعي للبدء بالمعالجة والبناء عليها، للتأكيد وإعادة الاعتبار للشخصية الوطنية الأصيلة للمخيم، في ظل انسداد الأفق، وفقدان الثقة وحالة الإحباط العميقة، المتمثلة بالضبابية والفلتان المجتمعي والإلكتروني.
وأشار الى ان المجلس يهدف إلى محاربة التهديدات الداخلية من انقسام، نزعات بلدية وعشائرية، ميول فردية واستهلاكية، ردات فعل جهوية، والتي أصبحت تؤثر وتهدد على المناعة الوطنية والمجتمعية، ما يستوجب الدقة الكبيرة في قراءة الواقع وفق المنهج العلمي لتحديد الأولويات وترتيبها في إطار التخطيط والتنفيذ والتقييم العلمي، انطلاقاً من إدراكنا لنقاط القوة والضعف لإزاحة ما هو سلبي وتركيم الإيجابي بفعل وعقل جماعي وحوار بناء، والانطلاق بحيوية ومرونة وفاعلية مستمرة نحو المستقبل لتجديد وتعميق الوحدة الوطنية الديمقراطية المجتمعية، كأهم رافعة لصمود الشعب ونضاله الوطني الديمقراطي، وفق رؤية ومنهج علمي تحدد برامج عملنا المستقبلية، مضيفا "فبصمودنا إن لم نحقق الهدف لن يستطيع أعداؤنا الداخليين والخارجيين تحقيق أهدافهم، وستبقى الجبهة الداخلية المحصنة بالقيم والأخلاق النبيلة والفكر النقدي، صمام آمان صمودنا وانتصارنا الأكيد".
وقال محمد الجعفري منسق القوى في محافظة بيت لحم، ان المجلس في فعاليات الإطلاق سيؤكد حرصه على إشراك كافة القطاعات في المخيم بتحمل مسؤولياتهم في نهوض المخيم ووحدته ومواجهة كل المظاهر الضارة، والتركيز على الثقافة والتربية لبناء المواطن المنتمي وتعميق الهوية الوطنية والديمقراطية واعادة الاعتبار لقيم المحبة والتعاون والوفاء والصدق والاحترام والتضحية والعطاء والتواضع والتضامن، في مواجهة قيم الزعرنة والمخترة والالتواء والكذب والادعاء والأنانية واللامبالاة والعبثية والتدجين والبهرجة، مما يقتضي معالجة كل المسلكيات الدخيلة وتعزيز ما هو إيجابي وأصيل لحماية المجتمع وتطوره.
وحسب الجعفري، سيولي المجلس أهمية خاصة لذوي الشهداء والجرحى والأسرى، بمنحهم المكانة التي يستحقونها في المجتمع الى جانب الحرص والاهتمام بعملية التعليم وزيادة المعرفة والتصدي لسياسة التجهيل والضياع ومواجهة المضللين والموجهين، والتصدي لكل مظاهر الانحراف القيمي والوطني والأخلاقي، وتعزيز العمل الجماهيري والتطوعي،والاهتمام الخاص بطلبة المخيم عموماً وبمدارس المخيم والهيئات التدريسية فيه.
وحول اليات العمل للمجلس اكد الناشط جمال هماش ان المجلس سيجتمع مرة كل ثلاثة أشهر، كما ويجتمع عند الضرورة بطلب من اللجنة الشعبية للخدمات، أو بطلب من سكرتاريا المجلس، أو أغلبية أعضاء المجلس النسبية، كما سيعقد المجلس في حال استكمال النصاب القانوني بعد الدعوة للاجتماع الأول، وبمن حضر بعد الدعوة للاجتماع الثاني، الذي يجري بعد أسبوع
وأضاف هماش انه سيتم تشكل سكرتاريا للمجلس تدير الاجتماعات، وتكلف بصياغة التوصيات والمراسلات ومتابعتها، وتجتمع كل اسبوعان للمتابعة، وتستقبل الاقتراحات وإقرارها للبحث والنقاش لتوزيعها على الأعضاء قبل انعقاد المجلس بأسبوع حيث تتشكل السكرتاريا من (9) اعضاء من المجلسويراعى في ذلك أن يكونوا ثلاثة أعضاء من اللجنة الشعبية، وأربعة أعضاء من القوى الوطنية في المخيم، وعضوان من الكفاءات من المخيم، بالتوافق بين اللجنة الشعبية والقوى الوطنية ويصادق عليهم أعضاء المجلس.