نشر بتاريخ: 27/02/2019 ( آخر تحديث: 28/02/2019 الساعة: 08:30 )
بيت لحم- معا- أثارت صحيفة "هآرتس" قضية طبيب فلسطيني من أصل غزيّ يحمل الجنسية الأمريكة، منعه الاحتلال من الدخول إلى الضفة الغربية، لعيادته والدته التي لم يرها منذ 12 عاما وتصارع الموت.
وذكرت الصحيفة، أن الطبيب عوني أبو رجيلة طبيب يسكن في ولاية فلوريدا، كان قد تقدم بطلب لزيارة والدته المريضة بالسرطان، وتتلقى العلاج في نابلس، لكن سلطات الاحتلال لم تمنحه تصريحا لدخول الضفة الغربية، على الرغم من تردي حالتها وإصابتها بسكتة دماغية وفقدان الرؤية، بعد إصابتها بسرطان البنكرياس الذي لا يمهل المريض طويلا.
وكانت سوسن رشيد زوجة أبو رجيلة وهي طبيبة برفقة ابنتيه، وهن مواطنات امريكيات لا يحملن الهوية الفلسطينية، قد وصلن إلى نابلس في 16 شباط/ فبراير الحالي عبر معبر اللنبي، وخلال تواجدها في نابلس قدمت سوسن طلبا للحصول على تصريح خاص يمكّن زوجها من دخول الضفة الغربية لزيارة والدته، كونه من سكان قطاع غزة، إلا أن الرد على الطلب تأخر فتدخلت جمعية "مسلك" وقدمت طلبا آخر للحصول على تصريح دخول.
وفي يوم 25 شباط/ فبراير، تلقت العائلة إخطارات برفض دخول الطبيب أو رجيلة إلى الضفة الغربية، ولكن في رد "الإدارة المدنية" على استفسار "هآرتس"، قالت إنه تمت الموافقة على تصريح الدخول مساء أول أمس الاثنين، لكن بسبب إغلاق أنظمة الكمبيوتر فلم يصدر التصريح، وتوقع المسؤول أن يدخل أبو رجيلة إلى الضفة يوم أمس الثلاثاء.
وعندما اتصل ممثل جمعية "مسلك"، في صباح اليوم التالي، بمكتب التنسيق والارتباط في قطاع غزة، للتأكد من أن التصريح قد صدر، رد عليه الموظف الارتباط بأن الطلب تم تقديمة بالأمس وأنه لا يزال قيد المعالجة.
وقالت زوجة ابو رجيلة، صباح اليوم لـ "هآرتس" إن حالة والدته تدهورت أكثر فأكثر في هذه الأثناء.
وتلقت عائلة أبو رجيلة، يوم الاثنين، ردا من مسؤول الارتباط في غزة، يدعي فيه ان رفض طلب تصريح الدخول، جاء لثلاثة أسباب بيروقراطية رئيسية: وهي أن الطلب الذي تلقته كان بمثابة تصريح دخول إلى غزة وليس إلى الضفة الغربية، كما أن والدة أبو رجيلة تقيم بصورة غير قانونية في الضفة الغربية منذ عام 2011، بعد حصولها على تصريح خروج للعلاج الطبي، أما السبب الثالث فكان أن أبو رجيلة نفسه غادر قطاع غزة عبر معبر رفح وليس عبر إسرائيل "أو بالتنسيق معها".
وردت جمعية "مسلك" على ادعاءات ضابط التنسيق والارتباط الاسرائيلي، بالقول: إنه لا يوجد أي مبرر لكي يقع خطأ بشأن طلب ابو رجيلة الدخول الى الضفة وليس إلى قطاع غزة، وأوضحت أن الأم بقيت في نابلس بعد تلقي العلاج الطبي هناك، ولم تعد إلى قطاع غزة بسبب وضعها الصحي الصعب وصعوبة العيش في قطاع غزة.
وتساءلت الجمعية بين علاقة ادعاء ضابط الارتباط بأن أبو راجيلة غادر قطاع غزة عن طريق معبر رفح وليس عن طريق إسرائيل، وبين طلبه الإنساني برؤية والدته التي تحتضر.
وفي نهاية المطاف، أبلغت هيئة التنسيق والارتباط الإسرائيلية صحيفة هآرتس" بأن طلب أبو رجيلة تم الموافقة عليه، ولكنه بانتظار الفحص الأمني، وادعت سلطات الاحتلال، أنه على الرغم من أن أبو رجيلة لم يغادر القطاع عن طريق إسرائيل بل عن طريق معبر رفح، وأن والدته تقيم في الضفة بشكل يخالف "القانون"، إلا أنها قررت إصدار تصريح دخول للضفة لأسباب إنسانية وبشكل استثنائي.