السلطة للمجتمع الدولي: نحذر من التصعيد مع قرب الانتخابات الإسرائيلية
نشر بتاريخ: 27/02/2019 ( آخر تحديث: 28/02/2019 الساعة: 06:07 )
نيويورك - معا- بعث المندوب المراقب لدولة فلسطين في الأمم المتحدة، السفير د. رياض منصور، بثلاث رسائل متطابقة لكل من رئيس مجلس الأمن لشهر فبراير (غينيا الاستوائية) والأمين العام للأمم المتحدة ورئيسة الجمعية العامة، لإطلاعهم على مستجدات الأوضاع في فلسطين وللتحذير من مخاطر تصعيد إسرائيلي متزايد مع قرب موعد الانتخابات الإسرائيلية ورغبة السياسيين في تحقيق المكاسب على حساب شعبنا.
وأوضح منصور أن وتيرة التصريحات التحريضية والتي تبث الكراهية والعنصرية ضد الفلسطينيين في تزايد لدوافع انتخابية، كما أن كشف النقاب عن خطط لإقامة أكثر من 400 وحدة استيطانية جديدة قرب بيت جالا يصب في ذات الاتجاه ويخدم مصالح السياسيين الإسرائيليين على حساب الشعب الفلسطيني الأعزل. وحث منصور المجتمع الدولي وعلى رأسهم مجلس الأمن على التنبه لهذه التحذيرات وتحمّل مسؤولياته بهذا الخصوص، قائلا إنه لا يمكن للعالم أن يستمر في غض الطرف عن أفعال إسرائيل وإعطائها الذرائع والمبررات لتجاهل المواثيق والقرارات الدولية، ومواصلة احتلال شعب بأكمله.
وتطرق السفير منصور إلى أحداث القدس في الأيام الأخيرة بعد أن تمكن الفلسطينيون من فتح باب الرحمة بعد 16 عاما على إغلاقه، مضيفا أن تلك الأحداث تلفت الانتباه إلى حقوق الفلسطينيين، المسلمين والمسيحيين، في العبور إلى أماكنهم المقدسة وممارسة شعائرهم الدينية وهو حق تحرمهم إسرائيل منه في كثير من الأحيان لذرائع أمنية، وأوضح الدكتور منصور أنه تزامنا مع إعادة فتح باب الرحمة، شنت إسرائيل حملة اعتقالات واسعة شملت كبار رجال الدين في المدينة، وهي إجراءات قمعية وانتقامية تقوم بها السلطة القائمة بالاحتلال بشكل دائم في القدس المحتلة. وتدور هذه الإجراءات أيضا في فلك السياسات المتواصلة لتهويد القدس وتغيير معالمها ووضعها الديمغرافي.
وفيما يتعلق باحتجاز إسرائيل لجزء كبير من عائدات الضرائب الفلسطينية، جدد د. منصور رفضه بشدة الادعاءات الإسرائيلية بهذا الشأن مضيفا أن هذا إجراء عقابي وقرصنة، مشددا على أن الأموال هي شبكة أمان للكثير من العائلات المستضعفة في المجتمع الفلسطيني، وأن احتجازها يهدف لممارسة الضغط على الحكومة وحرمان هذه الأسر من أن تعيش حياة كريمة. واستنكر السفير منصور أيضا بشدة وصم أبناء شعبنا بالإرهاب لاسيّما أن من بينهم مئات الأطفال إما أنهم يُعتقلون بوحشية في سجون الاحتلال أو يُقتلون بهمجية على أيدي المستوطنين.
ودعا د. منصور مجددا المجتمع الدولي لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني ما دام الاحتلال قائما، منددا باستمرار الحصار الخانق على غزة. وقال إن أبناء القطاع الذين انتفضوا في مسيرات سلمية أسبوعية للتعبير عن سخطهم ورفضهم للحصار يدفعون حياتهم ثمنا للصمت الدولي. وأشار إلى أنه منذ بدء المسيرات قبل عام قتلت إسرائيل أكثر من 250 فلسطينيا وأصابت عشرات الآلاف بجراح، مضيفا أن استهداف الأطفال متواصل أيضا، وكان آخرهم الطفل يوسف الداية (14 عاما) الذي تلقى رصاصة قاتلة في الصدر قبل أيام، وأصيب في تلك المسيرات أيضا عدد من الأطفال والنساء، وصحفي وأحد العاملين في الطواقم الطبية.
وشدد د. منصور على أن الفلسطينيين، شعبا وقيادة، متمسكون بالسلام العادل، إلا أن تجاهل الأوضاع على الأرض يعمّق الشعور بفقدان الثقة في المجتمع الدولي لأنه صامت عن ممارسات إسرائيل، وأكد السفير منصور على عدالة مطالب الشعب الفلسطيني بنيل حقوقه لينعم بالحرية، وهو ما تتضمنه أيضا وتضمنه لهم القرارات الدولية ذات الصلة.