واليكم نص البيان كما وصلنا:
بيان صار عن المكتب السياسي لحركة كفاح /فلسطين المحتلة
في خضم ما يدور في دولة الاحتلال ، يؤكد المكتب السياسي لحركة كفاح على الموقف الرافض للمشاركة باللعبة السياسية الإسرائيلية ويدعو من جديد لمقاطعة انتخابات البرلمان الاسرائيلي / الكنيست؛ محذرا من ازدياد خطورة إستغلال مشاركة الاحزاب العربية في انتخابات الكنيست أي السلطة التشريعية من قبل ماكينة الإعلام لدولة الإحتلال، تلك الدولة التي قامت على نكبة شعبنا وما زالت مستمرة في سلب حق الارض والانسان، وبالتالي تثبيت صورة عن ديمقراطية مدعاة ومزيفة لدولة الاحتلال التي تُثبث وتُثَبت عاما بعد عام حقيقة قيّمها الإحتلالية والاستعمارية وسياساتها الهمجية والعدوانية اتجاه الانسانية وضد أبناء شعبنا وقضاياه المركزية ضمن الأجندة الصهيونية المعهودة.
حركة كفاح تؤكد على أن أساس النضال الوطني لأجل وجود وصمود أبناء شعبنا بأرضهم رغم كل سياسات ونهج المؤسسة الاسرائيلية نحوهم لن يكون إلا من خلال المشروع الوطني الذي يملك الأدوات الحقيقية للنضال والحفاظ على هوية العربي الفلسطيني ووجوده في أرضه وإنتزاع حقوقه الأساسية والمدنيّة. وتؤكد، والتجربة خير برهان، أن المشاركة بانتخابات الكنيست التي تشكل أداة لشرعنة وسن كل القوانين التي تستهدف وجود وحياة العرب الفلسطينيين في بلادهم؛ لم تكن يوما خيار نضالي ناجع، فلا جدوى حقيقية من مشاركة الاحزاب العربية في انتخابات الكنيست ولا مجال لتحقيق أي انجاز نوعي أو فعلي يخدم قضايا شعبنا الجماعية وهمومه المدنية واليومية أو وقف أي قرار أو قانون يستهدف أبناء شعبنا ووجودهم؛ فكل القوانين التي سنت حظيت بالغطاء القانوني والسياسي من الكنيست كمؤسسة تشريعية خلال كل الفترات المنصرمة من جدول أعمالها، وخلال فترة عمل الدورة الاخيرة المنتخبة للكنيست لم تتوقف هذه المؤسسة عن سن كم هائل من القوانين العنصرية ذات الطابع المنافي لكل القيم الانسانية والتي تستهدف بشكل واضح وصريح ومباشر ابناء شعبنا، والتي توجت بسن قانون القومية كقانون أساس دستوري ؛ رغم وجود أعضاء برلمان عرب تم انتخابهم ضمن "القائمة المشتركة" ، إلا أنه لم يكن هنالك أي إمكانية للرد عبر مواقعهم كأعضاء برلمان، لا وفق قدرتهم على التأثير ولا مستوى أدائهم.
نحن في حركة كفاح ندرك تماما كما يدرك أبناء شعبنا أن النواب العرب لا يملكون أي إمكانية لتغيير وأن الدعوة للمشاركة والمشاركة في انتخابات الكنيسيت من قبل الاحزاب العربية بات تلقائيا لما تمثله هذه الخطوة من شريان مادي ومصالح ضيقة ؛ وبهذا نتحدى كل حزب عربي مشارك من أن يعلن ويبين أن مشاركته اتت بعد مراجعة ولو بسيطة مع كوادره أو مناصريه لحقيقة وجود جدوى من مشاركته كقوة سياسية عربية من باب الربح والخسارة لابناء شعبه ومستقبل وشكل وجوده.
إن السبب في انعدام وجود موقف من قبل الأحزاب العربية يتنازلون فيه عن كرسي الكنيست الاسرائيلي عند سن قانون القومية من قبل برلمان هم أعضاء به، لا يختلف أبدا عن أسباب مشاركة هذه الاحزاب العربية في انتخابات الكنيست، وهو النافذة لرؤية ثاقبة للائتلافات التي حدثت بين الأحزاب العربية التي لم تكن أي منها على أساس مشروع وطني او حتى خدماتي بل كانت وللأسف ضمن صراعات الاقتتال على الكراسي والميزانيات ؛ ليتفاقم الأمر وتصبح الدعوة للتصويت وعدمه عند البعض منهم تحت غطاء ما يروجه السقف الاسرائيلي السياسي بما يخص "بناء الجسم المانع" وفي الحقيقة أن الامر هو فقط لإستدراج عواطف الناس واستغلالهم ؛ فالتصويت للقائمة المشتركة لم يخدم هموم الناس ولا تطلعاتهم، وبالتالي فإن الجسم المانع كما حدث في ما سلف من دورات حين وِجد لم ولن يخدم سوى الأجندة الصهيونية وأهدافها، ونحذر أبناء من شعبنا من تصديق ما يطرح بهذا الصدد.
إننا في حركة كفاح إذ ندعو لمقاطعة انتخابات الكنيست فلا نقتصر بموقفنا هذا على حقيقة عدم وجود جدوى من المشاركة في انتخابات الكنيست؛ بل ان كل ما أسلفنا يؤكد أن لا مبرر سياسي للثمن الباهض الذي يدفع من قبل من يشاركون، وتعريفهم لسقف نضالهم ضمن سياق اللعبة الاسرائيلية، فلا مكان حقيقي لنضال أبناء شعبنا وتحقيق مشروعنا الوطني إلا ضمن سياق نضال الحركة الوطنية الفلسطينية وامتداد لمشروع التحرر القومي العربي، وهذا ما أكدته كل المراجعات العملية التي أجريت بما يخص تجربة المشاركة في الكنيست.
وقد أثبتت التجربة انه فقط ومن خلال هذا السياق وضمن النضال الشعبي بكافة أنواعه وأشكاله وتجلياته استطاع العرب الفلسطينيون انتزاع حقوقهم وفي أحيان عدة التصدي للقرارات والمخططات الإسرائيلية التي استهدفت العربي الفلسطيني ووجوده وهويته وأرضه ومقدساته وأبسط حقوقه.
وسنبقى نؤكد على ضرورة بناء مؤسساتنا التمثيليّة المنبثقة عن أبناء شعبنا والتي من خلالها من الممكن بالفعل إحداث تغيير حقيقي، وبهذا الصدد نرى أن تطوير عمل لجنة المتابعة وجعلها منبثقة ومنتخبة مباشرة من أبناء شعبنا وإعطاءها الدور الريادي لطرح قضايانا والتصدي لسياسات المختلفة التي تنتهجها المؤسسة الاسرائيلية ضد حياتنا ووجودنا وتمثيلنا في المحافل الدولية ضمن تطوير أدوات عملها هو أكثر من ضروري.
لهذا ؛ فالمقاطعة هي الموقف
ومن خلال المقاطعة فقط من الممكن حجب الثقة عن الديمقراطية المزعومة المزيفة؛ فمقاطعة انتخاب المؤسسة التشريعية الاسرائيلية هي إرادة شعبنا الحقيقية؛ وهي الطريق الوحيد لفتح المجال أمام بناء وتطوير مؤسساتنا الوطنية التمثلية والتي يقف خيار الكنيست كعائق أساسي من تحقيق ذلك.
وعلى هذا الاساس نرفض المشاركة بانتخابات الكنيست وندعو الأحزاب العربية لمراجعة جدية على الأقل ضمن الواقع السياسي وتحدياته، وندعو كل القوى الوطنية الفاعلة لاستثمار قضية الانتخابات لفضح سياسات الدولة ونهجها وقوانينها اللا ديمقراطية من خلال العمل سوية على مقاطعة الانتخابات جماهيريا وضمن موقف واضح؛ وهنا لا بد أن نحيي كل القوى الفاعلة ضمن مشروع المقاطعة كل من موقعه.
لن نكون وجها مشرقا لدولة ترتكب باسم الديمقراطية جرائم حرب وتسلب حقوق شعب كامل.
لن نشكل جسورا لأي جهة تعمل على التطبيع ان كانت دول عربية أو غيرها ولن نكون جسور سلم تستخدمها السلطة الفلسطينية للتقرب من المجتمع الإسرائيلي.
لن نسمح للمال السياسي بأن يكون العنوان لاستغلال أبناء شعبنا تحت مسميات كبيرة مزعومة وترهيب الناس من اليمين الصهيوني للحصول على أصواتها.
المقاطعة هي الارادة الحقيقية لابناء شعبنا
والأداة النضالية الوحيدة الموجودة في سياق انتخابات الكنيست.
كفاح ٢٧.٢.٢٠١٩