نشر بتاريخ: 03/03/2019 ( آخر تحديث: 03/03/2019 الساعة: 20:39 )
رام الله- معا- قال رئيس حكومة تسيير الاعمال د.رامي الحمد الله "في عدوان جديد اخر أقدمت اسرائيل على اقتطاع رواتب عائلات الأسرى والشهداء من أموال المقاصة الفلسطينية للمزيد من خنق وحصار شعبنا ماليا واقتصاديا، وتقويض قدرتنا على الوفاء بالتزاماتنا".
واضاف "لقد أكدنا ونؤكد أننا، بالالتفاف الشعبي وبالاصطفاف حول الرئيس محمود عباس، قادرون على تخطي الأزمة الحالية وتحصين مشروعنا الوطني، ونقول لهم ان اول رواتب سندفعها بتوجيهات الرئيس محمود عباس، هي رواتب الشهداء والأسرى، اليوم او غدا، وقريبا بالصبر والتعاون سنتمكن من دفع جزء من رواتب الموظفين".جاء ذلك خلال كلمته في حفل إطلاق" البرنامج التدريبي العربي" الذي تنظمه المدرسة الوطنية للإدارة، يوم الاحد، في رام الله، بحضور رئيس ديوان الموظفين العام موسى أبو زيد، وعدد من الوزراء والشخصيات الرسمية، وأعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح، وعدد من السفراء والقناصل واسرة المدرسة الوطنية، والمتدربين من عدد من الدول العربية الشقيقة.
وأضاف الحمد الله "تدركون جميعا حجم التحديات التي تواجه شعبنا وهو يتصدى لممارسات ومخططات الاحتلال الإسرائيلي لتغيير الوقائع، خاصة في القدس في محاولة لانتزاع هويتها العربية والإسلامية، وتفريغها من سكانها الأصليين ومن رموزها، وعزلها عن محيطها والاعتداء على مقدساتها، حيث قررت الحكومة الإسرائيلية إعادة إغلاق باب الرحمة في تعد جديد على قدسية وتاريخ المكان وفي محاولة لاقتلاع وانتزاع هويته كجزء لا يتجزأ من الأقصى".
وتابع رئيس حكومة تسيير الاعمال ان الوضع المتفاقم الذي يعيشه شعبنا في غزة والقدس والخليل والأغوار، وفي كافة أماكن الصمود والثبات الفلسطيني، لا يقبل التراخي أو التباطؤ، إنما يستدعي موقفا دوليا شجاعا يتصدى للسياسة الإسرائيلية، التي من شأنها إنهاء حل الدولتين وجلب المزيد من الصراع والعنف إلى منطقتنا والعالم.
وأردف الحمد الله "تحضرني كل السعادة، وأنا أشارككم إطلاق "البرنامج التدريبي العربي"، أحد أهم البرامج التدريبية في المدرسة الوطنية للإدارة، فهذا البرنامج يعد دليلا على وصول فلسطين إلى مرحلة متقدمة أصبحت فيها وطنا ومصدرا للخبرة المتنوعة في الإصلاح الحكومي وفي تأهيل موظفي القطاع العام القادرين على إحداث التغيير والنهوض بالخدمات العامة، وانتزاع ثقة المواطنين بمؤسسات دولتهم وبقدرتها على إدارة شؤونهم ومصالحهم".
واستطرد: "اليوم أصبحنا قادرين على توطين التدريب ونقل خبراتنا إلى زميلاتنا وزملائنا الموظفين في الدول الشقيقة والصديقة والاستفادة في نفس الوقت من خبراتهم القيمة، هذا انجاز وطني، يحتسب للمدرسة الوطنية، ولديوان الموظفين العام، بل ولفلسطين بأسرها، ونشيد بالدور المميز الذي يقوم به رئيس ديوان الموظفين العام موسى أبو زيد، في تطوير الإدارة والنقلة النوعية التي تشهدها ونتمنى من جميع رؤساء مؤسساتنا ان تحذو حذوه".
واستدرك الحمد الله: "نيابة عن الرئيس محمود عباس، أحيي الأخوات والأخوة المشاركين في هذا البرنامج، ضيوفنا الكرام، من موظفي الإدارة الوسطى والعليا في الوزارات والمؤسسات الحكومية من الأردن والعراق ومصر وتونس والمغرب والصومال وعمان وجيبوتي وموريتانيا والبحرين، نرحب بكم في فلسطين، وفي رحاب "المدرسة الوطنية الفلسطينية للإدارة"، إن حضوركم ومشاركتكم في هذا التدريب، لهو تعزيز لأواصر الأخوة والترابط بين شعوبنا وحكوماتنا، وهو تضامن مع مسيرة فلسطين الملهمة في تطوير إدارتها العامة والارتقاء بقدرات وطاقات قطاعها العام".
وقال: "أتمنى عليكم أخوتي المتدربين أن تنقلوا إلى شعوبكم وحكوماتكم صعوبة الأوضاع في فلسطين وضرورة بلورة جبهة عربية موحدة تدافع عن القدس وشعبها الصامد ومقدساتها، فالبعد العربي لا يزال البعد الأهم والأعمق لقضيتنا، بل هو صمام الأمان وخط الدفاع الأول عنها".
وأوضح الحمد الله: "يعد برنامج التدريب العربي واحدا من ثمرات حراكنا السياسي والدبلوماسي، الذي يقوده الرئيس، فهو يأتي في إطار ترؤس فلسطين لمجموعة (77 والصين)، التي هي أكبر مجموعة دولية في الأمم المتحدة، إننا ننظر إلى هذا البرنامج، باعتباره أداة لتعزيز التعاون الأفقي بين بلادنا والدول العربية ومؤسساتها ومدارسها الوطنية ومعاهد الإدارة العامة ودواوين الخدمة المدينة فيها لإحداث تأثير تنموي وتطويري في البنية المؤسسة الحكومية، إن جهودنا الوطنية في التدويل والتطوير قد حققت واحدة من أهم أهدافها، باستضافة هذا الوفد العربي وكسر الحصار والعزلة التي يريدها لنا الاحتلال الإسرائيلي".
وأضاف: "نعتز بمدربي وخبراء هذا البرنامج من موظفينا، الذين تم إعدادهم بالتعاون مع كوريا الجنوبية على أحدث أساليب التدريب، ويعتبر برنامج التدريب العربي، ثاني تطبيق عملي دولي لهم بعد برنامج التدريب الأفريقي الذي عقدناه في آب الماضي، إن كفاءتكم وطاقاتكم الحيوية أوصلتنا إلى هذه المرحلة من الانفتاح بتجاربنا في التنمية الإدارية، إذ تنقلون معها بلادكم من متلقية للخبرات إلى ناقلة لها على مستوى الإقليم والعالم".
وتابع الحمد الله "وكباقي مؤسساتنا الفلسطينية، نهضت "المدرسة الوطنية للإدارة" من وسط الصعاب، واستطاعت في فترة وجيزة أن ترسخ حضورها محليا وعربيا ودوليا، وأن تتكامل مع جهودنا في تطوير القدرات والكوادر البشرية التي هي رأسمالنا الوطني، وبما يساهم في ربط المسار التدريبي بالوظيفي، وتصميم البرامج وفق المتطلبات الفلسطينية، وبالتالي خفض النفقات وتوطين التدريب، نشكر في هذا السياق، "كوريا الجنوبية"، على دعم إنشاء مقر المدرسة وتجهيزه وإعداد المدربين والبرامج".
واختتم رئيس حكومة تسيير الاعمال: "أشكر المتدربين من الدول العربية الشقيقة والصديقة على مشاركتهم لنا في مسيرة تطوير الإدارة العامة والنهوض بأداء المؤسسات الحكومية، ونشكر تضامن ودعم شعوبكم ودولكم مع قضية شعبنا التي لم ولن يطويها النسيان أو تقتلعها الممارسات الإسرائيلية، أتمنى لكم كامل النجاح في هذا البرنامج، وطيب الإقامة في بلدكم فلسطين".