بيروت- معا- احيت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ذكرى انطلاقتها الـ50 بمهرجان سياسي اقامته في قاعة "رسالات" في بيروت.
جاء ذلك بحضور عضو البرلمان اللبناني النائب محمد الخواجة ممثلا رئيس البرلمان نبيه بري، الوزير محمود قماطي امين عام الحزب الاشتراكي الموحد في المغرب نبيلة منيب السفير الفلسطيني، اشرف دبور والمستشار الإعلامي حسان ششنية، ممثل وزير الخارجية اللبنانية ابراهيم شرارة، ممثل مدير عام قوى الامن الداخلي الملازم اول ادهم حاطوم، الرئيس المؤسس للمؤتمر القومي العربي معن بشور وممثل الوزير نقولا صحناوي.
وحضر المهرجان عددا من قادة وممثلي الاحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية وممثلي الاتحادات واللجان والشعبية ومؤسسات المجتمع المدني وابناء واصدقاء الجبهة الديمقراطية.
وكان في استقبال المشاركين اعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية اضافة الى اعضاء قيادة لبنان ومسؤولي قطاعات المرأة والعمال والشباب والمهنيين.
ورحب جهاد سليمان بالحضور، وثم الوقوف دقيقة صمت تحية للشهداء، وعلى وقع الهتافات الوطنية لفلسطين والمقاومة وللشهداء والاسرى وللجبهة الديمقراطية وامينها العام نايف حواتمة.
وبدأت فعاليات المهرجان بكلمة حركة امل القاها ممثل الرئيس بري النائب محمد الخواجة فوجه التحية للجبهة الديمقراطية وامينها العام نايف حواتمة، معتبرا ان الشعب يقاوم عن كل العرب الذين هم ايضا مستهدفون بالمشروع الامريكي ومعنيون اولا بمواجهته وثانيا بتوفير كل اشكال الدعم للشعب، مؤكدا دعمه لاقرار الحقوق الإنسانية للشعب الفلسطيني في لبنان.
ونقلت نبيلة منيب تحيات الحزب الاشتراكي الموحد الى الجبهة الديمقراطية والى الشعب قائلة "عيون العرب شاخصة اليكم وانتم تواجهون المشروع الامريكي، ومهما حاولت الادارة الامريكية ان تصطنع صراعات وهمية في المنطقة، فان القضية ستبقى بوصلة كل العرب، وان جميع القوى الحية في امتنا تتحمل مسؤولية تاريخية لجهة دعم الشعب ومقاومة التطبيع".
والقى كلمة المقاومة في لبنان الوزير قماطي، ناقلا بدوره التهاني الى الجبهة الديمقراطية في ذكرى انطلاقتها، معتبرا ان المشروع الامريكي لا يخدم سوى الاحتلال وواجب جميع القوى الحية في امتنا مواجهته بكل السبل الممكنة.
واعتبر ان الوحدة الفلسطينية هي افضل رد على المشروع الامريكي وعلى الممارسات الاسرائيلية، مؤكدا على ان حزب الله سيبقى على وعده بدعم الشعب الفلسطيني ونضاله من اجل حقوقه الوطنية.
والقى كلمة حركات التحرر العالمي السفير الكوبي في لبنان الكسندر موراجا الذي حيا الجبهة الديمقراطية ومقاومتها للمحتل الإسرائيلي وللامبريالية الامريكية، مشددا على ان كوبا ستبقى على الدوام الى جانب الشعب وحقوقه الوطنية وهي لن تتوانى عن تقديم كل اشكال الدعم من اجل انتصار القضية وتحقيق حقوق الشعب كاملة.
وتحدث المنسق العام لتجمع اللجان والروابط الشعبية والقيادي المؤسس للمؤتمر القومي العربي معن بشور موجها التحية للجبهة الديمقراطية في ذكرى انطلاقتها، مشددا على ان "صفقة القرن" انما تستجيب بالكامل للمشروع الاحتلالي في فلسطين وعلى مساحة الوطن العربي، محذرا من خطورة التطبيع العربي مع اسرائيل.
وبعثت السفارة الفنزويلية في بيروت برسالة الى المهرجان جاء فيها "باسم الثورة البوليفارية الفنزويلية والرئيس مادورو والشعب والجيش الفنزويلي وباسم السفير هيسوس غونزالس نبارك لكم ذكرى اليوبيل الذهبي للجبهة الديمقراطية ونشكر وقوفكم الى جانب ثورتنا فنحن اخوة في النضال ضد الامبريالية والصهيونية وتحيا فلسطين حرة محررة ونفتخر كما قال الرئيس مادورو اننا كلنا فلسطينيون".
وقدمت فرقا كشفية تابعة لاتحاد الشباب الديمقراطي الفلسطيني كانت فلسطين وكلمة الجبهة الديمقراطية القاها عضو مكتبها السياسي علي فيصل الذي بدأها بتوجيه التحية للشهداء والى الاسرى وعائلاتهم والى جميع مناضلي الشعب وفي مقدمتهم ابناء الجبهة الديمقراطية، معاهدا على ان تبقى راية البرنامج الوطني خفاقة على طريق انتزاع الحقوق الوطنية.
وتناول التطورات السياسية معتبرا ان الشعب قادرا على افشال المشروع الامريكي الاسرائيلي اذا تم استثمار نقاط قوته وفي مقدمتها اعادة الاعتبار للمشروع الوطني والتعاطي معه باعتباره مشروعا وطنيا لحركة تحرر وطني لا زالت تناضل من اجل دحر الاحتلال وكل ما ترتب عليه من استيطان وتهويد، وهذا بدوره يرتب مسؤوليات تاريخية لجهة ضرورة الاستفادة من سلاح الوحدة الوطنية والانتفاضة والمقاومة والشراكة السياسية كونها طريق التحرر والخلاص الوطني.
واكد ان الادارة الامريكية تسابق الزمن من اجل الترويج لمشروعها وآخر جهودها ما يقوم به كوشنر وغرينبلات في المنطقة اللذين يطرحان أكاذيب واوهام "السلام الاقتصادي" وهو ليس سوى صيغة جديدة ومطورة عن مشروع نتنياهو، لإقامة "إسرائيل الكبرى" على حساب المشروع الوطني، واستبدال الدولة المستقلة كاملة السيادة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود 4 حزيران 67، بحكم اداري ذاتي وهزيل.
وقال فيصل "لا احد يمكن ان يقرر مصير الشعب الفلسطيني الذي قال كلمته في المجلسين المركزي والوطني، لذلك ندعو الى تطبيق قرارات الشعب لجهة سحب الاعتراف باسرائيل وفك الارتباط باتفاق اوسلو ووقف التنسيق الامني والغاء اتفاق باريس الاقتصادي وعقد مؤتمر دولي بمرجعية قرارات الامم المتحدة بسقف زمني محدد، وقرارات ملزمة، تكفل لشعبنا حقه في قيام دولته المستقلة عاصمتها القدس، وحل قضية اللاجئين بموجب القرار 194".
وتناول فيصل قضية اللاجئين معتبرا ان تجمعات الشعب في الخارج هي ضمن استهدافات المشروع الامريكي نظرا لمحورية نضال الشعب في اطار المشروع الوطني خاصة لجهة الدفاع عن حق العودة، لذلك هي مستهدفة سواء من زاوية الضغط على وكالة الغوث او عبر العبث بالمكانة القانونية للاجئ تسهيلا لتصفية قضية اللاجئين وحق العودة، مضيفا "هنا تكمن اهمية مسيرات العودة التي تلعب دورا متقدما في الدفاع عن حق العودة والحقوق الفلسطينية وهي نقطة قوة لا يجب التفريط بها".
واعتبر ان تحسين الاوضاع الاقتصادية والانسانية للشعب في لبنان انما ينعكس ايجابا على مختلف اوجه حياتهم سواء لجهة تعزيز العلاقات الثنائية بين المخيمات ومحيطها او بين القوى السياسية الفلسطينية ومؤسسات الدولة اللبنانية، وبما ينعكس ايضا على الامن والاستقرار في المخيمات، خاصة وان جميع الاشكالات الراهنة تعود بجذرها الى اسباب اقتصادية واجتماعية، وان معالجة هذه الاسباب يصب في النهاية في مصلحة الاستقرار في لبنان ومصلحة العلاقات الايجابية بين الشعبين الشقيقين.
ودعا فيصل الحكومة اللبنانية الى اقرار الحقوق الانسانية لشعبنا خاصة حق العمل والتملك واستكمال اعمار البارد ومعالجة قضايا اللاجئين الفلسطينيين من سوريا بالتنسيق مع الاونروا المدعوة الى تحسين خدماتها وانصاف العاملين فيها ومواصلة الجهود لتأمين موازنة العام الحالي والحذر من المخططات الامريكية الاسرائيلية. داعيا الفصائل الى التحلي بالمسؤولية الوطنية ومعالجة قضايا الشعب الحياتية بعيدا عن تداعيات الانقسام وتطوير صيغ العمل المشترك على مستوى جميع الاطر المركزية والمحلية.
وخلال المهرجان كرمت الجبهة الديمقراطية مجموعة من المناصلين في مجالات المقاومة العسكرية والثقافية والنقابية والفكرية والاجتماعية بمنحهم "درع فلسطين والجبهة الديمقراطية".
والمكرمون هم: احد رجالات الاستقلال البارزين في المغرب محمد بن سعيد، المنسق العام لتجمع اللجان والروابط الشعبية المناضل معن بشور، زوجة الراحل شفيق الحوت الكاتبة الدكتورة بيان الحوت، رئيس مؤسسة عامل الدكتور كامل مهنا، الشهيد القائد احمد مصطفى، المناضل والباحث سليمان رياشي والرفيق القائد محمد خليل (ابو سعدو).
وكانت "فرقة العائدين للفنون الشعبية" التابعة لاتحاد الشباب الديمقراطي الفلسطيني قد قدمت وصلات فنية لاقت اعجاب الحضور الذي تفاعل معها تصفيقا.
وتلقت قيادة الجبهة الديمقراطية سيلا من برقيات التهنئة ابرزها من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، امين عام الحزب الشيوعي اللبناني حنا غريب، رئيس مؤتمر الاحزاب العربية قاسم صالح، امين سر لجنة المتابعة المركزية للجان الشعبية في لبنان ابو اياد الشعلان، امين سر اتحاد نقابات عمال فلسطين في لبنان ابو يوسف العدوي، اضافة الى برقيات تهنئة من احزاب لبنانية وفصائل فلسطينية ومؤسسات اجتماعية وفعاليات وطنية.