الثلاثاء: 24/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

اولمرت يريد توريط حزب العمل في ملف غزة - باراك قد يستقيل بسرعة

نشر بتاريخ: 06/03/2008 ( آخر تحديث: 06/03/2008 الساعة: 11:48 )
بيت لحم- القدس- تقرير ناصر اللحام- لقد حاول رئيس وزراء اسرائيل ايهود اولمرت استخدام اقصى درجات الذكاء - ونجح في ذلك - خلال انعقاد الكابينيت يوم الاربعاء 5 اذار للبحث في سبل الرد على صواريخ غزة.

وأثبت اولمرت انه محامي ذكي وصاحب حيلة ، وحين كان وزراء حزبه مثل حاييم رامون وافي ديختر وحتى من حزب شاس يطالبونه بالهجوم على غزة واعطاء الاوامر للحرب البرية ، كان اولمرت قد اتقن الدور واوقع بخصمه وحليفه زعيم حزب العمل وزير الجيش ايهود باراك.

باراك كان طالب - قبل شهر فقط اولمرت - بالاستقالة لانه فشل في حرب لبنان ولا يزال يضع السكين على رقبة اولمرت ، ولكن باراك لم يدرك ان اولمرت الذي يخشى على سقوطه قد استخلص العبر واتقن اللعب ، فدفع وزراءه لتسخين الاجواء الداخلية قبل الكابينيت، وفي لحظة القرار صدر ( ان الكابينيت يطلب من الجيش ايجاد حل لمشكلة صواريخ غزة ).

والمعنى الحقيقي للقرار ( ان الكابينيت يطلب من حزب العمل ايجاد حل لمشكلة صواريخ غزة ) . فوزير الجيش هو ايهود باراك ، وايهود باراك هو زعيم حزب العمل ، وبالتالي فان اي فشل في معالجة الامر سيكون فشلا لباراك وبالتالي فشلا لحزب العمل وليس فشلا لاولمرت او لحزب كاديما .

وهذا هو النصف الاول من اللعبة - اما النصف الثاني فهو ان نفترض بان وزير الجيش وزعيم حزب العمل ايهود باراك قد فهم عقب جلسة الكابينيت هذه الحيلة !!

وبالتالي لن يهاجم باراك غزة بحرب برية ، ولن ينهي طموحه السياسي بضربة مفاجئة ، فالحالة السيكولوجية لوزير الدفاع الاسرائيلي لا تتحمل هزيمة شخصية اخرى ، فقد سبق وطلق زوجته الجميلة نافا والتي بحثت لها فورا عن عشيق بديل ، ورغم انه عثر على عشيقة بديلة الا ان نفسية الرجل المطلّق ( او الفاشل ) لا تزال تعتريه وهو لن يغامر بفشل اخر على الصعيد الشخصي .

باراك هو نفسه الذي اعطى الاوامر بالانسحاب من جنوب لبنان عام 2000 ، وهو الذي فشل في كامب ديفيد امام الزعيم الراحل عرفات ، وبالتالي ليس مستبعدا ان يقدم استقالته في الايام القادمة لينجو ببقائه السياسي وليعيد الملف الغزي الى اولمرت ، هذا الملف الذي يشبه حبة البطاطا الساخنة ولا يريد اي سياسي ان يضعها في فمه .

ويبقى ان نسأل عن الشكل الذي سيخرج به باراك من حكومة اولمرت - والاجابة بسيطة : استفزاز حزب شاس المتدين بعيدا عن ملف غزة وبالتالي انهيار الحكومة.

فقد اصدر وزير الجيش صباح الخميس 6 اذار قرارا بتجنيد الف متدين يهودي للجيش وهي خطوة مخالفة لما اتفق عليه في الائتلاف الحكومي ، وبالتأكيد لن تسكت شاس ولن تهدا وهو سيسارع لاعلان غضبه وتتفاقم الامور ويتسقيل من الحكومة - بسبب ان المتديني لا يريدون التجند للجيش - وليس لانه يخاف من ملف غزة.