الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

مصادرة مخازن الجمعية الاسلامية يتسبب بالمعاناة لالاف الايتام

نشر بتاريخ: 06/03/2008 ( آخر تحديث: 06/03/2008 الساعة: 12:57 )
الخليل- معا- محمد العويوي- دخل حيز التنفيذ قرار مصادرة أملاك الجمعية الخيرية الاسلامية في الخليل وجمعية الشبان المسلمين، والصادر عن القائد العسكري الاسرائيلي للمنطقة الوسطى، حيث قام جنود الاحتلال وعلى مدار ساعات الليل وصباح اليوم الخميس، بإخلاء مخزن الجمعية الكائن في ضاحية الحرائق جنوب الخليل.

وافاد أحد موظفي الجمعية لـ "معا" بأن قوة من الجنود داهمت المخازن منتصف الليلة الماضية، وقامت باحتجاز الحراس وشرعت في اخلاء محتويات المخازن من مواد غذائية وتموينية وملابس وقرطاسية وثلاجات للحوم والخضار، قدر ثمنها بمئآت الاف الدنانير الاردنية.

وأضاف الموظف الذي رفض الافصاح عن اسمه "بات الايتام في الجمعية صفر اليدين، وينتظرهم المجهول، بعد سلب قوتهم وملابسهم وقرطاسيتهم، حيث تعيل الجمعية نحو 5300 اسرة و3200 طفل يتيم".

وطال القرار الاسرائيلي، والذي بدأ بتنفيذه في الـ 25 من شباط الماضي، المباني والمكاتب الرئيسية للجمعيتين الخيرية الاسلامية وجمعية الشبان المسلمين في الخليل، ودور الأيتام التابعة لهما والمدرسة الشرعية في منطقة الحاووز، ومدرسة الهدى للبنات، وهي قيد الإنشاء، ومستودعات تابعة للجمعية الخيرية في منطقة الحرايق جنوب المدينة، ومدرسة البنات الشرعية في شارع السلام، ومبنى دار الأيتام في منطقة دويربان، ومكتبة الأنوار الإبراهيمية للأطفال ومكاتب مملوكة للجمعية الخيرية في سوق الهدى وسط المدينة، اضافة الى بناية سكنية تابعة للجمعية الخيرية الاسلامية في منطقة نمرة.

يشار الى انها المرة الأولى التي تقدم فيها سلطات الاحتلال على وضع يدها على ممتلكات سواء كانت مباني او حافلات او ما شابه، وكانت في السابق تعمد الى مصادرة الحواسيب والملفات في مسعى للحصول عن معلومات بشان الخدمات التي تقدمها مؤسسات الحركة، حيث تدعي سلطات الاحتلال على الدوام ان دعم هذه الجمعيات يذهب الى جهات تسميها بـ "الارهابية".

وتاتي هذه الحملة غير المسبوقة في اطار الحرب المفتوحة التي تشنها اسرائيل على حركة حماس وكافة المؤسسات التابعة لها، والتي كان آخرها مداهمة نحو عشرين من محال الصرافة في مدن الضفة ومصادرة نحو ثلاثة ملايين شيكل.

وفي سياق متصل عقد مساء أمس في قاعة بلدية الخليل إجتماع حاشد بهدف مناقشة قرار المصادرة، وجاء الاجتماع بدعوة من جمعية الشبان المسلمين والجمعية الخيرية الإسلامية في محافظة الخليل وبحضور ممثلين عن المجلس التشريعي، والمؤسسات الوطنية والإسلامية والبلديات والفصائل الفلسطينية في محافظة الخليل.

وعبر رئيس بلدية خالد العسيلي عن رفضه لهذا القرار والقاضي بمعاقبة الأيتام، معتبرا القرار مخالفاً للاتفاقيات الدولية مضيفا بان هذه المؤسسات تقع تحت سيطرة السلطة الفلسطينية وتقوم على تربية الأيتام وتعليمهم.

ثم تحدث رئيس الغرفة التجارية هاشم عبد النبي عن نشأة الجمعية الخيرية منذ العام 1962 باعتباره احد مؤسسي هذه الجمعية، قائلاً " هذا القرار الجائر سيلحق الأذى بالأيتام والمسيرة التعليمية والمنشآت التجارية وبالعائلات الفقيرة ".

من ناحيته اعتبر المحامي سليمان ابو سنينة، هذا القرار من أصعب القرارات التي اتخذت من قبل السلطات الإسرائيلية منذ العام 1967م وانه مخالف لاتفاقية اوسلو واتفاقية الخليل.