الخميس: 14/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

بلدية الخليل تحمل الاحتلال مسؤولية استشهاد 3 أطفال

نشر بتاريخ: 10/03/2019 ( آخر تحديث: 10/03/2019 الساعة: 14:33 )
بلدية الخليل تحمل الاحتلال مسؤولية استشهاد 3 أطفال
الخليل-معا- حملت بلدية الخليل سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهاد 3 أطفال أشقاء من عائلة الرجبي، ماتوا بعد اندلاع النيران في منزلهم الثلاثاء الماضي وهم وائل 4 سنوات، وديع سنتين ونصف، وملاك سنة ونصف.
وطالبت البلدية المجتمع الدولي وهيئات حقوق الانسان بالضغط على حكومة الاحتلال ورفع الاغلاقات عن البلدة القديمة، وتوفير حماية دولية للسكان في المناطق المغلقة بالبلدة القديمة والمناطق المتاخمة للبؤر الاستيطانية في مدينة الخليل.
وحمل حجازي ابو ميزر مدير الاسعاف والطوارئ في الهلال الاحمر بالخليل الاحتلال المسؤولية عن عرقلة وصول سيارات الاسعاف الى مكان الحادث وإخلاء الاطفال المصابين للمستشفيات لتلقي العلاج.
وأكد أيمن ناصر الدين رئيس قسم الاطفاء في بلدية الخليل أن عرقلة جنود الاحتلال على الحواجز لسيارة الاطفاء حال دون وصولها في الوقت المناسب لإخماد النيران وإخلاء الاطفال المصابين.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقد في دار بلدية الخليل حول فاجعة وفاة ثلاثة أطفال أشقاء من عائلة الرجبي بعد اشتعال النيران في منزلهم الكائن في حي السلايمة بالمنطقة الجنوبية من مدينة الخليل والخاضعة لسيطرة الاحتلال الاسرائيلي.
وقال دابو ميزر خلال المؤتمر الصحفي "فور تلقي الاسعاف اتصالا حول الحادثة تم تحريك سيارتي اسعاف من مدينة الخليل ومن بلدة بني نعيم شرق الخليل، ولدى وصول سيارة اسعاف الخليل الى حاجز "جعبرة" تم احتجازها خارج الحاجز لمدة 16 دقيقة، وبعد ذلك تم فتح الحاجز لإفساح المجال امام سيارة اسعاف بني نعيم من الخروج من المنطقة باتجاه المستشفى، حيث دخلت سيارة اسعاف الخليل برفقة سيارة اطفائية بلدية الخليل، وتم احتجاز السيارتين داخل الحاجز لمدة 9 دقائق، وبعد التنسيق مع الصليب الاحمر الدولي والارتباط المدني الفلسطيني، سمح لسيارة الاسعاف وسيارة الاطفاء بالدخول للمنطقة".
وأضاف ابو ميزر " لقد وصلت سيارة اسعاف بني نعيم الى مكان الحادث قبل وصول سيارة الخليل بسبب منعها من قبل جنود الاحتلال، فيما سمح لسيارة بني نعيم بالدخول من حاجز ديوان الرجبي".
وأشار الى ان سيارات الاسعاف والتي تعمل بشكل يومي في البلدة القديمة والمناطق المغلقة في الخليل، وخلال ذلك تتعرض للكثير من المضايقات والتأخير في الوصول للمرضى ومساعدتهم، منوهاً الى وجود 100 اغلاق في البلدة القديمة، بضمنهم 76 اغلاق داخل البلدة من حواجز اسمنتية وبوابات حديدية وأسلاك شائكة وبوابات الكترونية تعيق تقديم الخدمات الانسانية والطبية للمحتاجين من المواطنين.
كما قال ناصر الدين خلال المؤتمر "بعد تلقي وحدة الاطفاء والسلامة التابعة لبلدية الخليل بلاغاً حول الحادث تم تحريك سيارتي اطفاء من مركز الفحص ومركز عين سارة الى مكان الحادث، ولدى وصول سيارة اطفاء الفحص الى مكان الحادث تم منعهم من قبل جنود الاحتلال بالدخول عبر الحاجز، وطلب الجنود من رجال الاطفاء ابعاد المواطنين الذين تجمهروا على جنبات الطرق وهرعوا الى المكان، ثم سمح لهم بعد تأخير من الدخول وإخماد النيران في المنزل".
وأضاف "في غضون ذلك تم احتجاز سيارة الاطفاء التابعة لمركز عين سارة على حاجز "جعبرة" لمدة ثلث ساعة مع سيارة الاسعاف قبل ان يسمح الجنود بعبورهم، وخلال ذلك قام سكان المنطقة بإخلاء الاطفال من المنزل المحترق وتم نقل طفلة الى مستشفى محمد علي المحتسب فيما قامت سيارة اسعاف الهلال الاحمر بنقل طفلين الى مستشفى الخليل الحكومي ، وقد اعلن عن استشهادهم لاحقاً".
وقال رئيس البلدية تيسير ابوسنينة خلال المؤتمر الصحفي "استمراراً لانتهاكات الاحتلال الاسرائيلي، بحق المواطنين المدنيين العُزل في قلب مدينة الخليل، ونتيجة لسياسة الاحتلال بإقامة الحواجز العسكرية واستمرار الاغلاق المفروض على البلدة القديمة بقوة السلاح، منذ مجزرة الحرم الابراهيمي عام 1994، لتوفير الحماية لـ400 مستوطن غير شرعي، فقدت عائلة الرجبي ثلاثة اطفال اشقاء في حريق اندلع بمنزلهم في حي السلايمة بالبلدة القديمة من مدينة الخليل مساء الثلاثاء الماضي، بسبب اعاقة جنود الاحتلال الاسرائيلي سيارات اطفائية بلدية الخليل وإسعاف الهلال الاحمر الفلسطيني من الوصول الى مكان الحريق في الوقت المناسب، وتعطيلهم ما يزيد عن 20 دقيقة".
وأضاف ابوسنينة في كلمته ان سياسة الاحتلال وعنجهية جنوده على الحواجز العسكرية أدت الى هذه النتيجة المأساوية، وتؤكد هذه الحادثة عدم وجود ضوابط لممارسات الاحتلال ومستوطنيه في البلدة القديمة خاصة بعد انهاء حكومة الاحتلال عمل بعثة التواجد الدولي المؤقت في الخليل.
وطالب المجلس البلدي المجتمع الدولي وهيئات حقوق الانسان وكافة احرار العالم، بالضغط على حكومة الاحتلال لإزالة الحواجز والعوائق الاحتلالية من قبل مدينة الخليل، وتوفير حماية دولية فورية للأطفال وطلبة المدارس وكبار السن والنساء سكان البلدة القديمة والمناطق المغلقة ، والذين يتعرضون يومياً لاعتداءات المستوطنين وجنود الاحتلال دون رقيب او حسيب ".
وقال رئيس البلدية ان اغلاق البلدة القديمة من الخليل منذ العام 1994 لغاية يومنا هذا هو اغلاق غير مبرر ولا يمكن القبول باستمراره ، ويُحذر المجلس البلدي من وقوع المزيد من الضحايا داخل الحواجز وبسبب الانتهاكات الاسرائيلية بحق المواطنين العُزل مؤكدا ان المجلس البلدي سيستخدم كافة الوسائل القانونية لفضح هذه الجرائم النكراء والتي ترتقي لجرائم حرب، كما ويرفض المجلس البلدي التعايش مع واقع الاغلاق والوضع القائم والذي ينتهك حياة المواطنين اليومية ويضيق الخناق عليهم.
وطالب المجلس البلدي الجهات الدولية للضغط على حكومة الاحتلال بعدم التعرض للطواقم الطبية والإنسانية وممارسة مهامها بحرية تامة دون قيد او شرط وعدم اعاقتهم على الحواجز العسكرية الإسرائيلية، مؤكدا على حق مواطني الخليل من حرية التنقل والمرور وممارسة حياتهم اليومية بكرامة والتي كفلتها كافة المواثيق والقوانين الدولية وخصوصاُ القانون الدولي الإنساني.
وطالب ابوسنينة الرئيس محمود عباس والحكومة الفلسطينية اعتبار الاطفال الثلاثة شهداء حواجز، وضرورة ايصال هذه الرسالة لكافة المحافل الدولية وخاصة الجمعية العامة للأمم المتحدة ومنظماتها ومجلس الأمن الدولي للضغط على سلطة الاحتلال الاسرائيلي بالوقف الفوري لهذه الممارسات اللاانسانية والتي تنتهك الحقوق المشروعة لأبناء الشعب الفلسطيني في الخليل وكل الاراضي المحتلة.