الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الجزائر تنتصر وتحتفل وتترقب القادم

نشر بتاريخ: 12/03/2019 ( آخر تحديث: 12/03/2019 الساعة: 10:19 )
الجزائر تنتصر وتحتفل وتترقب القادم
بيت لحم- معا- بعد مضي قرابة شهر على انطلاق الاحتجاجات والتظاهرات في الجزائر وبمشاركة معظم الشرائح وكانت أقواها الجمعة الماضية، ضد ترشح عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة، حقق الجزائريون اليوم مرادهم بأعلن الرئيس الجزائري بوتفليقة تأجيل الانتخابات التي كان من المقرر إجراؤها في 18 من أبريل/ نيسان المقبل متعهدا بعدم الترشح في أي سباق رئاسي مقبل.
وعقب الإعلان عن عدم الترشح لولاية جديدة خرج حشد من المتظاهرين إلى الشوارع يلوحون بعلم جزائري ضخم. وانضم إليهم مئات من الشباب وكبار السن. وأطلقت السيارات أبواقها تعبيرا عن الفرح.

لكن هذا الإعلان ما زال يشعر الكثيرين بالقلق من أن عدم القدرة على تسمية خليفة لبوتفليقة، الذي يحكم البلاد منذ عام 1999، قد يؤدي إلى حقبة من عدم الاستقرار في حال موت بوتفليقة خلال حكمه.
وفي رسالة له ليلة الإثنين قال بوتفليقة: "لامحلَّ لعهدة خامسة، بل إنني لـم أنْوِ قط الإقدام على طلبها حيـث أن حالتي الصحية وسِنّي لا يتيحان لي سوى أن أؤدي الواجب الأخير تجاه الشعب الجزائري، ألا و هو العمل على إرساء أسُس جمهورية جديدة تكون بمثابة إطار للنظام الجزائري الجديد الذي نصبو إليه جميعًا".
وأضاف "لن يُجْرَ انتخاب رئاسي يوم 18 من نيسان/ أبريل المقبل. والغرض هو الاستجابة للطلب الـمُلِح الذي وجهتموه إلي، حرصا منكم على تفادي كل سوء فهم فيما يخص وجوب وحتمية التعاقب بين الأجيال الذي اِلْتزمت به. إن تأجيل الانتخابات الرئاسية الـمنشود يأتي إذن لتهدئة التخوفات المعبَّر عنها".
ويرى القيادي في جبهة التحرير الوطني وليد بن قرون أنّ القرار الرئاسي هو انتصار للشعب والمؤسسات الجزائرية والأمن القومي، وأنّ الجزائر بلد آمن وانتهى عهد استفزاز الشعب الجزائري.
وانتشرت عبر موقع تويتر تغريدات رحبت بما اسمته "انتصار الثورة الجزائرية"، داعية إلى الحذر من الالتفاف على مطالب الجماهير التي خرجت الى الميدان وانتفضت.
وفي خبر آخر، أكد رئيس الوزراء الجزائري أحمد اويحي تقديم استقالته للرئيس بوتفليقة، وتحدثت وسائل اعلام جزائرية عن تعيين نور الدين بدوي رئيساً جديداً للحكومة ورمطان لعمامرة نائباً له.
من جانبه، البرلماني والقيادي في حركة مجتمع السلم المعارضة ناصر حمدادوش قال للميادين إن قرار بوتفليقة هو جزء من مطالب الشعب الجزائري، وإن الشعب الجزائري خرج من اجل تغيير النظام السياسي عبر الانتخابات لكن يجب توفير الية لنزاهتها.
وأضاف أنّ على الشعب الجزائري أن يكون يقظاً ومواصلة الكفاح حتى لا يتمّ الالتفاف على مطالبه، وأنّه لا بد أن تكون الحكومة المعينة حكومة توافق وطني وتشرف على تنظيم الانتخابات الرئاسية.
وكان بوتفليقة تعهد في 3 آذار الماضي، في رسالة للمواطنين، بمؤتمر للحوار وتعديل الدستور وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة دون الترشح فيها حال فوزه بعهدة خامسة.‎
وظل بوتفليقة في سدة الرئاسة الجزائرية نحو 20 عاما، ولم يظهر بشكل علني عام إلا نادرا منذ إصابته بجلطة دماغية عام 2013 .
يعود آخر خطاب جماهيري معروف لبوتفليقة إلى عام 2014، وكان ذلك هو خطاب الانتصار في الانتخابات الرئاسية الرابعة له عندما شكر الجزائريين على تجديد ثقتهم في قيادته للبلاد.