مواطنو بيت حانون : اسرائيل تواصل بناء المنطقة العازلة مما يسبب المعاناة لنا ويظهر كذبة انتهاء الاحتلال
نشر بتاريخ: 17/10/2005 ( آخر تحديث: 17/10/2005 الساعة: 16:44 )
غزة - معاً- تواصل اسرائيل بناء المنطقة العازلة التي تحدثت عنها على حدود قطاع غزة الامر الذي يكشف زيف الانسحاب الاسرائيلي وانتهاء الاحتلال الاسرائيلي له عكس ما تصوره اسرائيل ، وعلى الارض تعمل جرافات الاحتلال ليل نهار في تجريف اراضي المواطنين في بيت حانون الامر الذي يسبب لاهالي المدينة المعاناة التي املوا في انتهائها مع اعلان اسرائيل لانهاء احتلالها للقطاع الذي استمر 38 عاما والتي عانى المواطنون فيها ابشع صور العذاب.
وحول الالم والمعاناة جراء مواصلة اسرائيل بناء الجدار كان لمعا التقرير التالي الذي رصد الاوضاع في بيت حانون جراء تصعيد إسرائيل عدوانها على مناطق شمال قطاع غزة, والتي تعرضت مراراً لعدد من الاحتياجات قضت من خلالها على آلاف الدونمات الزراعية من كروم الزيتون والحمضيات والتي تعتبر مصدر رزق تلك الأسر, وذلك بغرض استكمال بناء الجدار الفاصل
اما معاناة الاهالي التي يعيشها السكان المدينة فيرويها لنا سعيد أبو صلاح 43 عاماً حيث قال : " أن عائلته عانت الكثير طوال السنوات الخمس السابقة من جراء استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي لمنزله المحاذي للحدود الفاصلة ما بين الأراضي الفلسطينية والأراضي المحتلة.
و يستطرد أبو عيد قائلاً:" جرفت قوات الاحتلال أرضي البالغ مساحتها 40 دونم والتي تحتوي على كروم زيتون وحمضيات ثلاث مرات على التوالي, إذ أنني زرعتها بعد تجريفها في المرة الأولي والتي كانت في 5-3- 2001 رغم أنني اعتصمت في الأرض أنا وأسرتي حتى وأن وصل بي الأمر آلي أن أقيد كل طفل من أطفالي في شجرة من أشجار الزيتون ولكن كل ذلك لم يرق لقوات الاحتلال فتم تجريفها وبدون أية أسباب تذكر".
ولكن لم تقف قوات الاحتلال الاسرائيلى عند هذا الحد من العنف ضد عائلة أبو صلاح إذ أنه في تاريخ 11-7-2002 أقدمت علي قتل ابنه عيد البالغ"20" عاماً بقذيفة أطلقتها دبابة مركفاة لا تبعد سوي أمتار قليلة عن المنزل لتصيبه إصابة خطيرة قطعت من خلالها أطرافه التي مازالت أمه الي اليوم تحتفظ بها, إضافة الي تقطع أنسجة وخلايا في جسده استدعت تحويله آلي مستشفيات خارج البلاد لتلقي العلاج, ليعود الي أرض الوطن بعد إجراء أربعة عشرة عملية.
ويتابع أبو صلاح " قوات الاحتلال الاسرائيلى في كل مرة كانت تتعرض فيها لنا كانت تقصد من ورائها تهجيرنا إذ أنها عملت على إبادة قطيع من الأبقار تعود ملكيتها لي ولأخي أمام أعييننا والتي تعد مصدر رزقنا الوحيد بعد تجريف الأرض, إضافة آلي تجريف جزء من المنزل".
واليوم تعود قوات الاحتلال الإسرائيلي لاكمال ما بدأت به من عدوان ضد مزارع بيت حانون والتي تعود ملكيتها لعائلة أبو صلاح, نعيم, قاسم, أبوعمشة, الزويدي, سويلم, وأبوعيدة ببانئها الجدار الفاصل حول مدينة بيت حانون والتي استلهمت من خلاله الي هذا الحين ما يقارب 12 ألف دونم تم مصادرتها باعتبارها أراضي مطاردة ساخنة إذ عملت على جعلها حقول ألغام ممنوع الاقتراب منها, معتبراً أبو صلاح أن إسرائيل تحاول تعويض خسارتها من جراء انسحابها من مستوطنات قطاع غزة إذ أن الجدار الفاصل الذي يبنى منذ ثلاثة شهور سابقة تعدي حدود الـ 67 المتفق عليها.
أما إكرام زوجة أبو صلاح التي تجسدت في عيونها معاناة المرأة الفلسطينية الشاهدة على كل هذه الأحداث المتصارعة, والتي أبت من خلالها آلا تكون واحدة من خنساوات هذا العصر لتنير بصبرها وصمودها سماء فلسطين فتخبرنا عن ما يجول في صدرها إبان سماعها نبأ انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من مستوطنات القطاع والتي جعلها تحتضن النجوم لفرحتها بهذا الانسحاب لترجع من جديد لتعمر الأرض التي لطالما كانت جنة خضراء, ولكن سرعان ما اصطدمت بالواقع عند رؤيتها قوات الاحتلال الإسرائيلي تلتهم أرضها لبناء الجدار الفاصل والتي كانت تسمع عنه مراراً بأنه جدار يبني في الضفة الغربية, ولكنه اليوم وبعد أن أصبح واقعاً ملموساً تشهده يومياً كلما نظرت من تلك النافذة التي لا تبعد عن جرا فات ومعدات البناء سوي أمتار قليلة.
وتتابع اكرام " أتمني أن أزور أرضي مثلما كنت في السابق أقضي بها معظم أوقاتي أنا وأطفالي الذين سطروا أسماءهم على أشجار الزيتون والتين".
أما عن حال أطفال إكرام وسط هذه الظروف فتقول:" أطفالي حرموا من معايشة طفولتهم إذ أنهم يمسوا ويصبحوا على أصوات الرصاص والقذائف العشاوئية التي ترمي بها قوات الاحتلال الإسرائيلي بمختلف الجوانب المحيطة بالمنزل غير مهتمة بأن المنزل يحتوي على عدد من الأطفال الصغار مشيرة الي أن أطفالها محمد وأحمد كانت بداية نطقهم على كلمة "طخ" وأنهم أصبحوا يجسدون الرصاص والقذائف بجعلها قطع تنظم الي أثاث المنزل ".
وتؤكد إكرام على أن قوات الاحتلال الإسرائيلي لم تتوانى يوماً عن إطلاق قذائف الدبابات أو عن إطلاق الرصاص العشوائي منذ انسحابها من مستوطنات قطاع غزة, موضحة أن أخر مرة أطلقت فيها قوات الاحتلال قذائف كانت فجر اليوم.
أما عائلة سويلم فلا تقل معاناة عن عائلة أبو صلاح فمن جهته يقول يوسف سويلم أنه لجأ الي أن يترك منزله الذي يجاور الحدود الفاصلة ما بين مدينة بيت حانون والأراضي المحتلة, وذلك لعدم قدرته على العيش هو وأسرته في الجو الذي تفرضه قوات الاحتلال الإسرائيلي على سكان بيت حانون, من قطعها الكهرباء والمياه على المنازل, إضافة الي إطلاقها النار بشكل متواصل على منزله, وتجريفها الأرض التي يمتلكها وضمها لحوزتها.
من جهة ثانية عبر المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان عن خشيته من أن تكون أعمال التسوية والتجريف التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي داخل أراضي المواطنين الفلسطينيين، شمال قطاع غزة، هو خطوة جديدة للاستيلاء على المزيد من تلك الأراضي تمهيداً لإقامة منطقة عازلة على طول الحدود مع إسرائيل.
وأفاد المركز أن التحقيقات التي قام بها اثبتت أن قوات الاحتلال الإسرائيلي بدأت بعد سبعة أيام من إعادة انتشارها في قطاع غزة بأعمال تجريف وتسوية في المنطقة الواقعة شمال شرق بلدة بيت حانون، شمال قطاع غزة، ثم باشرت بوضع أنواع من التربة ومواد بناء بعمق نحو 200 متر داخل الأراضي الفلسطينية، تعود ملكية تلك الأراضي للعديد من العائلات الفلسطينية.
و أضاف المركزأن قوات الاحتلال الاسرائيلي قامت بتجريف تلك الأراضي خلال انتفاضة الأقصى مشيرا أن باحث المركز قد شاهد العديد من الأسلاك الشائكة في المنطقة مما يؤكد نية إسرائيل إقامة جدار فاصل على طول الشريط الحدودي على حساب آلاف الدونمات الزراعية الفلسطينية.
و يشار إلى أن جزء من الجدار قد تم تنفيذه بالفعل بطول حوالي 500 متر شمال ما كان يسمى بمستوطنة نيسانيت والمنطقة الصناعية إيرز، شمال القطاع، أثناء تنفيذ قوات الاحتلال لخطة الانفصال عن قطاع غزة.
وحذر المركز بأن ذلك عملية متكاملة تهدف لخلق منطقة عازلة داخل الأراضي الفلسطينية من جنوب شرق رفح إلى شمال قطاع غزة مشيرا بأن تلك العمليات تؤكد استمرار الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة على الرغم من تنفيذ خطة الفصل أحادي الجانب والتي لا تعدو كونها شكلاً من أشكال إعادة انتشار قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وطالب المركز المجتمع الدولي بالتحرك الفوري والعاجل للضغط على إسرائيل لإنهاء احتلالها لقطاع غزة، ومنعها من الاستيلاء على المزيد من أراضي المواطنين الفلسطينيين.