نشر بتاريخ: 16/03/2019 ( آخر تحديث: 17/03/2019 الساعة: 10:25 )
بيت لحم- معا- قال رئيس تحرير شبكة معا الإعلاميّة د. ناصر اللحام إن ما يحدث في قطاع غزة حالياً من مظاهرات وما رافقها من قمع واعتداءات على المواطنين، هو انتفاضة الجياع والمقهورين وكان متوقع حدوثها بالرغم من أنّها تأخرت، مضيفاً أنّ الاعتداء على المواطنين وتكسير ايديهم "عيب وظلم ومفسدة، كيف يضربون ابن بلدي أمام اولاده؟ وتحت اسم ماذا يتم ذلك؟".
وحذر اللحام في حديث لبرنامج "الحصاد" عبر فضائيّة معا حركة حماس من أن تنجر وتخطوا وتكرر تجارب حكومات الدول العربيّة التي تدوس على شعوبها، داعياً الفصائل إلى أن تعرف الآن أنّها في مفصل، وعليها أن تقرأ الخارطة العالميّة، وأن تعرف أنّه لا يوجد شي اسمه مسلمات والعمل النقابي والنزول للشارع للاحتجاج حق من حقوق المواطنين، التي كفلها القانون الاساسي الذي تسري احكامه على الجميع.
وأكد أنّ غزة منطقة منكوبة في كل النواحي وما يحدث فيها لا أحد يتحمله، وكل شاب ومواطن في غزة من حقه أن يعيش حياة كريمة؛ لأنه يستحقها فهم ناضلوا من أجل دولة تحترمهم لا أن تدوس عليهم ببسطار العسكر.
وشدد اللحام على أهمية الالتزام بمبدأ "طهارة السلاح" ومنع رفعه أمام أي فلسطيني من قبل أخيه الفلسطيني، متابعاً: لا يمكن لفصيل واحد أن يحكم فلسطين اليوم، وحق الانتماء للفصائل مكفول بالقانون الاساسي.
وقال اللحام إن السلطة مجبرة على دعم قطاع غزة في حال تسلمت إدارته، مضيفاً أنّ ما يحدث في غزة والضفة والقدس ستدفع ثمنه إسرائيل.
وأكد على حاجة الفلسطينيين اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى رؤية سياسيّة وقيادة واحدة وسلاح واحد، فالمشروع الوطني كله في خطر ولا يجب أن نكره الأجيال بأوطانهم من خلال قمعهم وسلب حرياتهم.
وحول المجزرة التي ارتكبها الارهابي الاسترالي بحق المسلمين في مسجدين بنيوزلاندا، يرى اللحام أنّ هذا العمل الارهابيّ هو امتداد لجرائم الاحتلال الاسرائيليّ بحق الفلسطينيين، مستذكراً مجزرة الحرم الإبراهيميّ التي ارتكبها مستوطن بحق المصلين.
وفي ما يتعلق بردود الفعل من العالم العربي والاسلاميّ أزاء هذه المجزرة، يرى اللحام أنّ اردوغان يحاول أن يقول للعالم أنه من يقود العالم الإسلاميّ وليس السعودية، لذلك تجد وسائل الإعلام التركيّة في تغطية مباشرة لتداعيات المجزرة على عكس السعودية والدول العربيّة التي اكتفت ببيانات الشجب والاستنكار، والآن اردوغان هو منافس حقيقي لمكة والأزهر في مسألة من يتحدث باسم المسلمين في العالم.
وتطرق اللحام خلال حديثه إلى ملف القدس والمسجد الاقصى وما يتعرض له من انتهاكات واعتداءات من قبل الاحتلال والتي كان اخرها اغلاقه أمام المصلين قبل عدة أيام، ما حذا بالمقدسيين الوقوف بوجه الاحتلال والنجاح في اعادة فتح أبواب الاقصى، لافتاً إلى وجود جهود سياسية من قبل القيادة الفلسطينيّة والمملكة الأردنيّة الهاشميّة في هذا الملف.
ولفت إلى وجود تراجع عربي واضح في الدفاع عن الأقصى، وهذا له تأثير كبير على دور الحكومات العربيّة، وإذا وصل المواطن إلى أن يثق باردوغان وتركيا ولا يثق بجامعة الدول العربيّة فهناك تغيير خطير في الخارطة الدوليّة.
وعن ملف تشكيل الحكومة الفلسطينيّة، قال اللحام إن رئيس الحكومة المكلف د. محمد اشتيه مازال يجري مشاورات ويعقد لقاءات مع قيادات الفصائل والعمل الوطني في سبيل تشكيل الحكومة وهناك محاولات لأن تكون حكومة اوسع واشمل تشارك فيها الفصائل.
ويرى اللحام أنّ اشتيه رجل عليه اجماع والجميع يتوقع منه أن يفعل الكثير، محذراً في ذات الوقت من خطر رفع سقف التوقعات ازاء ما يمكن أن يقدمه اشتيه حتى لا يؤدي ذلك لاحباط المواطنين.