الجمعة: 29/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

د.زكريا الأغا: نبحث عن كل ما يوحد صفوفنا ويشد من أزرنا ويقوي صمود نا في وجه العدوان

نشر بتاريخ: 07/03/2008 ( آخر تحديث: 07/03/2008 الساعة: 01:20 )
.غزة- معا- شدد د. زكريا الأغا عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس هيئة العمل الوطني ورئيس اللجنة القيادية العليا لحركة فتح في قطاع غزة على ضرورة أن نجعل من دماء الشهداء الأبطال من أطفالنا ونسائنا وشيوخنا وشبابنا الذين يسقطون يومياً منارة للوحدة والتلاحم والاصطفاف الوطني ، ووحدة الصف والكلمة لمواجهة التحديات الماثلة أمامنا والأخطار المحدقة بنا ودحر الاحتلال وتحرير كافة أراضينا المحتلة لنجسد حلم قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس .

وقال د. الأغا في كلمته التي ألقاها اليوم في المؤتمر الرابع العام لحزب الشعب على شرف الذكرى السادسة والعشرين لتأسيسه تحت شعار(اليسار طريقنا نحو التحرر والاستقلال والعدالة الاجتماعية ) أنه تم مطالبة حركة حماس مراراً وتكراراً بقبول دعوة الرئيس أبو مازن بفتح صفحة جديدة للبدء بحوار شامل يبدأ بعودتها عن انقلابها من أجل إعادة اللحمة بين شطري الوطن وإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية التي بات الانقسام الفلسطيني يشكل خطرا داهماً عليها ولتوحيد الصف الفلسطيني في وجه الآلة العسكرية الإسرائيلية مؤكداص على ان أن الرد من قبل حركة حماس على هذه الدعوة لم يكن في مستوى الحدث وفي مستوى التحديات التي تواجه شعبنا الفلسطيني في ضوء المجزرة التي سقط فيها 120 شهيداً أكثر من ثلاثمائة جريح .

وأضاف د. الأغا أن الرد لم يكن فقط بالرفض بل الاستمرار في كيل الاتهامات جزافاً للقيادة الفلسطينية وعلى رأسها أبو مازن لافتاً النظر إلى أن الأخ الرئيس أبو مازن والقيادة الفلسطينية واصلت الليل بالنهار في الأيام الماضية وخلال عمليه الاجتياح بإجراء اتصالاتها العربية والدولية من اجل وقف هذا العدوان الإسرائيلي والمجازر التي يرتكبها ضد شعبنا الفلسطيني .

وأوضح د. الأغا إن كيل الاتهامات والتخوين بشخص الرئيس والقيادة السياسية لشعبنا يكرس الانقسام ويسيء للعلاقات الوطنية ويدمر كل المحاولات والجهود الرامية إلى إعادة الوحدة للصف الوطني الفلسطيني .

وتابع د. الأغا يقول: "إننا لا نريد الدخول في مساجلات إعلامية ، ونرفض المتاجرة بدماء أطفالنا وأبناء شعبنا لخدمة أجندة حزبية " .

وأضاف د. الأغا قائلا:ً "إننا مدعوون في هذه المرحلة الحساسة لنكون جسماً واحداً وان يكون هدفنا الأسمى هو مصلحتنا الوطنية العليا وان نبحث عن كل ما يوحد صفوفنا ويشد من أزرنا ويقوي هذا الصمود الأسطوري الذي يسطره شعبنا الفلسطيني يومياً عبر تصديه للعدوان ،

وذكر د. الأغا إلى أن شعبنا الفلسطيني لا يزال يواجه العدوان الوحشي الغاشم والتصعيد الإسرائيلي المستمر في حملته العسكرية التي أطلق عليها الشتاء الساخن بكل سياستها الإرهابية ومخططاتها الإجرامية في القتل والاغتيالات والاعتقالات وتشديد الحصار والإغلاق وتكثيف التوغلات العسكرية وإعادة سياسة هدم البيوت ونسف المنشآت الصناعية وتجريف الأراضي الزراعية ، والذي راح ضحيته أكثر من 120 شهيداً وأكثر من ثلاثمائة جريح معظمهم من الأطفال والنساء مشيراً إلى ان هذه المجزرة البشعة التي جاءت ترجمة لتهديدات نائب وزير الدفاع الإسرائيلي فيلنائي التي توعد فيها قطاع غزة وجماهيره الصامدة بالمحرقة والمزيد من القتل والاغتيالات والمجازر هي محاولة من الحكومة الإسرائيلية لفرض سياسة الأمر الواقع وتركيع شعبنا وإذلاله وفرض الحلول التي تكرس الاحتلال وأطماعه التوسعية والاستيطانية في أرضنا وبمقدساتنا .

وشدد د. الأغا أن شعبنا بوعيه وبصموده وبسواعد أبنائه ، كان ولا زال وسيظل عصيا على الإخضاع والاستسلام ولن يرفع الرايات البيضاء وسيبقى متمسكا بحقه المشروع في مقاومة الاحتلال والاستيطان الذي لابد أن يرحل عن هذه الأرض مذموما مدحورا ، مؤكداً على أن شعبنا لن يرضى عن حقوقه بديلا ولن تثنيه عن عزمه كل وسائل القتل والحرب والتدمير والحصار ، وأن الحكومة الإسرائيلية لن تحصد من وراء هذه الجرائم البشعة إلا المزيد من فقدان الأمن والسقوط في مستنقع الفشل ووحل الهزيمة.

وأوضح. د. الأغا إن الجرائم الإسرائيلية البشعة التي ترتكب في قطاع غزة هي استكمال للحملة المسعورة التي تشنها الحكومة الإسرائيلية في الضفة الغربية عبر مصادرة الأراضي وتوسيع المستوطنات والاستمرار في إقامة جدار الفصل العنصري واستهداف المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس وتضييق الخناق على أبنائها ومصادرة حقوقهم في محاولة إسرائيلية عنصرية لإفراغ المدينة من مواطنيها الفلسطينيين الصامدين وإفقادها طابعها وهويتها العربية وطمس معالمها التاريخية الإسلامية والمسيحية ، مستغلةً حالة الانقسام التي تشهدها الأراضي الفلسطينية التي وجدت فيها المناخ المناسب لتنفيذ مشاريعها ومخططاتها الاستيطانية والتهويدية ،

وتابع الأغا: " ان الانحياز والدعم الأمريكي المادي والسياسي للحكومة الإسرائيلية الذي يأخذ دوماً حق النقض الفيتوا ضد أي قرار يدين إسرائيل والذي أدى إلى شلل مجلس الأمن كان سبباً في صدور البيان غير المتوازن والمنحاز لإسرائيل عن هذا المجلس الذي ساوي فيه بين المقاومة المشروعة والجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي مشيراً إلى ان الانحياز الأمريكي شجع الحكومة الإسرائيلية على تصعيد عدوانها العسكري وإعطائها الغطاء السياسي لاستمراره .

وطالب د. الأغا لأصحاب الضمائر الحية والحرة في العالم أن تتحمل مسئولياتها إزاء ما يجري من حرب مدمرة ، وإرهاب ضد شعبنا وأن تقف إلى جانب الحق والعدل الذي تمثله قضيتنا ، وتوفير الحماية الدولية له من بطش وقهر وظلم الاحتلال .

وقدم د. الأغا في كلمته تهانيه الحارة للإخوة الرفاق أعضاء الأمانة العامة والمكتب السياسي واللجنة المركزية، وعموم كوادر وأعضاء حزب الشعب الفلسطيني بمناسبة ذكرى إعادة التأسيس السادسة والعشرين لحزب الشعب مشيراً إلى أن حزب الشعب الذي ترك بصمات مضيئة في التاريخ الفلسطيني المعاصر وسطر بدماء مناضليه وتضحيات كوادره فصلاً متميزاً من فصول النضال الوطني الفلسطيني طيلة العقود الماضية في سبيل الدفاع عن تطلعات وحقوق شعبنا الثابتة في العودة وتقرير مصيره بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس .

وأوضح د. الأغا ان انعقاد المؤتمر العام الرابع لحزب الشعب يأتي استكمالاً لمسيرته الديمقراطية وترسيخاً لمبادئه ولخطه السياسي والفكري التي ناضل وكافح من اجلها ، وإيمان قيادته بالتجديد والتغيير الديمقراطي لضخ دماء جديدة قادرة على النهوض بواقع حزبها ، وقيادة تراعي تواصل الأجيال والسير به نحو الطريق الصحيح معرباً عن أمله إلى أن يحقق المؤتمر مبتغاه بانتخاب هيئاته العليا وقياداته التي نتطلع إليها بكل ثقة بأن تسير على خطى قادتها العظام أمثال القائد الشهيد بشير البرغوثي وسليمان النجاب وعمر عوض الله وغيرهم من القادة الذين قدموا أرواحهم رخيصة في سبيل تحقيق أهدافنا الوطنية فكانوا المثل الرائع في البطولة والقدوة الحسنة في الثبات على المبدأ و في الدفاع عن مشروعنا الوطني الكبير والحفاظ على وحدة شعبنا ووحدة منظمة التحرير الفلسطينية .