أطلقه (درويش وطوقان والمناصرة)... اليوم العالمي للشعر اقتراح فلسطيني
نشر بتاريخ: 20/03/2019 ( آخر تحديث: 24/03/2019 الساعة: 09:57 )
باريس- معا- انعقد في باريس، ومدن فرنسية أخرى (بوردو – غرونوب،مارسيه)، مهرجان (ربيع الثقافة الفلسطينية) لمدة أسبوعين، في (مايو، 1997)، بمشاركة ثلاثة شعراء فلسطينيين عالميين، هم: (محمود درويش – عز الدين المناصرة – فدوى طوقان)، وهم على التوالى ينتمون للمدن الفلسطينية التالية (عكا – الخليل – نابلس) –كما شارك فى هذا المهرجان المهم، عدد من القصاصين والروائيين من مدن فلسطينية أخرى، أبرزهم: (سحر خليفة – أنطون شمَّاس – زكى العيلة – غريب عسقلانى – ليانة بدر – رياض بيدس)، والمؤرخ الفلسطينى (إلياس صنبر.وقد وصفت (جريدة القدس العربى 2/3/2014)، المهرجان بأنه (يشكّل نقلة نوعية، وغير مسبوقة على الصعيد الأوروبي). وقد حضرت حشود عربية وفرنسية، فاعليات وأمسيات المهرجان، يتقدمهم مثقفون ومفكرون ونقاد فرنسيون منهم: (جاك ديريدا – مكسيم رودونسون – تسفتيان تودوروف).
كانت أبرز فعليات المهرجان (ندوة الأدب والمنفى)، كذلك أقيم أضخم ندوتين شعريتين: إحداهما: صباحية محمود درويش الشعرية فى جامعة السوربون – وأمسية عز الدين المناصرة وفدوى طوقان الشعرية فى (مسرح موليير الباريسي). وأقيم حفل توقيع لديوان (رذاذ اللغة) بالفرنسية لعز الدين المناصرة فى (مكتبة ابن سينا فى باريس)، وأقيم حفل توقيع آخر لهذه المختارات الشعرية فى (مدينة بوردو)، بمشاركة ناشر الكتاب مدير دار سكامبيت (كلود روكيه)، الذى قال فى كلمته: (بعد أن قرأت مختارات (رذاذ اللغة ) – أعتقد أن الشاعر المناصرة، لا يقلّ أهمية عن شعراء فرنسا العظام فى النصف الثانى من القرن العشرين) وأقيمت أمسية ثقافية فى (معهد الحضارة)، كذلك أمسية ثقافية فى (مدينة غرونوبل)، وفى (مدينة مارسيه).
وفي ظل النجاح الكبير لفاعليات المهرجان (ربيع الثقافة الفلسطينية)، اجتمع الشعراء الثلاثة (درويش والمناصرة وطوقان) فى (فندق لوتسيا التاريخي) فى باريس، بتاريخ (15/5/1997)، وتفاهموا حول فكرة (المبادرة الفلسطينية لتأسيس اليوم العالمى للشعر) فأرسلوا إلى فيديريكو مايور، مدير عام اليونسكو الدولية، عبر ممثل فلسطين فى اليونسكو عمر مصالحة – رسالة – بيانا بعنوان: (مانيفستو: الشعر شغف الإنسانية – الشعر جسد العالم) – ووقع الرسالة الشعراء الثلاثة: (فدوى طوقان، مواليد 1917 – محمود درويش – 1941 – وعز الدين المناصرة– 1946) وطالبوا بتخصيص يوم عالمى للشعر فى نهاية الرسالة.
أطلق على هذه المبادرة صفة (المبادرة الفلسطينية، 15/5/1997). أرسلتْ (اليونسكو) – الفكرة – أو المبادرة الفلسطينية إلى (30 منظمة ثقافية فى العالم) أو أكثر، وتمت مساندة (المبادرة) من قبل (اللجنة الوطنية المغربية) بتوقيع رئيس الوزراء (اليوسفي)... بتاريخ (29/11/1998). وفى عام (1998، 1999) تواصلت الاستشارات، حتى أصدرت اليونسكو عام (1999) قرارها بالموافقة على فكرة (تأسيس يوم عالمى للشعر). وأعلنت أن يوم (21 مارس) من كل عام، هو يوم عالمى للشعر.
كتب كثيرون عن هذه المبادرة، ومن بينهم الشاعر والصحفى اللبنانى (أحمد فرحات) بعنوان (تحية إلى شعراء العزلة الكبار) فى (جريدة الاتحاد الإماراتية – بتاريخ 24/3/2016) ما ننقله حرفيا: (لا بُدّ من التنويه بما أعلنته منظمة اليونسكو فى عام 1999، بتكريس يوم عالمى للشعر فى 21 مارس من كل عام، بناء على اقتراح ثقافى عربى فلسطينى مسبق، أعقبه دعم ثقافى مغربي، قدمته (اللجنة الوطنية المغربية 1998)، لليونسكو – كان تقدم به فى عام 1997، الشعراء العرب: (فدوى طوقان – محمود درويش – عز الدين المناصرة) إلى مدير اليونسكو وقتها، الإسبانى فيدريكو مايور، الذى رحَّب بالفكرة، وسهَّل تنفيذها، انطلاقاً من كونه شاعراً فى المقام الأول، ولكونه أيضاً ينتمى لعائلة برشلونية مُطعَّمة بجذور عربية أندلسية، تعود إلى القرن الثامن الميلادي). ويضيف أحمد فرحات فى مقالته قوله: (ينبغى أن نذكر هنا بأن فكرة قيام يوم عالمى للشعر، نبعت أساساً من رأس الشاعر عز الدين المناصرة، باعتراف الشاعر محمود درويش، الذى تبناها من فوره مع الشاعرة فدوى طوقان – وذلك كما أسرَّ لى الشاعر درويش نفسه فى باريس، عام 2004). ويختتم فرحات مقالته بالقول: (فى كل الأحوال ... من المهم جدّا أن نسجّل للعرب، هذه الفكرة الريادية فى المحافل الثقافية الدولية، لا سيما الشعرية منها).