الجمعة: 22/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

"أبو مازن" للعرب: مقبلون على أيام صعبة فلا تتخلوا عنّا

نشر بتاريخ: 31/03/2019 ( آخر تحديث: 01/04/2019 الساعة: 09:25 )
"أبو مازن" للعرب: مقبلون على أيام صعبة فلا تتخلوا عنّا
بيت لحم- معا- قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن"، في كلمته أمام القمة العربية في تونس، اليوم الأحد: "إننا مقبلون على أيام غاية في الصعوبة"، مطالبا الدول العربية بتفعيل شبكات الأمن المالية، لمواجهة الأزمة الطارئة التي تواجهها السلطة في ظل نهب إسرائيل لأموال الضرائب ووقف الولايات المتحدة مساعداتها للشعب الفلسطيني.
وأكد الرئيس عباس، قائلا: "إننا سنكون مضطرين إلى اتخاذ خطوات مصيرية، وكلنا ثقة بأنكم ستكونون معنا في نضالنا سندا حقيقا".
وأضاف: اننا مقبلون على ايام غاية في الصعوبة، بعد أن دمرت اسرائيل- الدولة القائمة بالاحتلال- كل الاتفاقات، وتنصلت من جميع الالتزامات منذ أوسلو وحتى هذا اليوم، وهي مستمرة في سياستها واجراءاتها لتدمير حل الدولتين، وقد جعلتنا نفقد الأمل بالسلام معها. لم يعد باستطاعتنا تحمل هذا الوضع أو التعايش معه حفاظا على مصالح شعبنا.
واستعرض الرئيس عباس، ما تقوم به إسرائيل من ممارسات ضد السلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني، قائلا: إن اسرائيل التي تواصل نشاطاتها الاستيطانية وتنهب مواردنا، لم تتوقف عند ذلك، بل قامت باقتطاع جزء كبير من أموالنا التي تجبيها وتأخذ عمولة عليها، والتي تبلغ قيمتها 200 مليون دولار شهريا، بذريعة دفع رواتب لعائلات الاسرى والجرحى، الأمر الذي يعتبر خرقا للاتفاقات، وهو ما جعلنا نصر على استلام اموالنا كاملة غير منقوصة. ولن نتخلى عن أبناء شعبنا وبخاصة من ضحى منهم.
واوضح الرئيس عباس أن إسرائيل خصمت الشهر الماضي 182 مليون شكيل من عائدات الضريبة، وهذا الشهر رفعت المبلغ الى 192 مليون شيكل، أي 60 الى 65 مليون، بالإضافة الى أجرتها التي تاخذ 7 مليون شيكل في الشهر.
وقال: إن احتجاز إسرائيل لأموالنا، وقيام الإدارة الامريكية بوقف الدعم البالغ 844 مليون دولار سنويا، هو للضغط علينا واجبارنا على الاستسلام والتخلي عن حقنا المشروع في القدس والاقصى وكنيسة القيامة، لكن القدس ليست للبيع، ولا معنى أن تكون فلسطين ولا تكون القدس الشرقية بمقدساتها عاصمة لها.
وأضاف، أمام هذا الواقع فقد اتخذنا العديد من الاجراءات التقشفية، وسنعمل على زيادة الانتاج المحلي في المجالات الكافة. ولكن أمام هذه الأزمة الطارئة ندعوكم للعمل على تفعيل قرارات القمم السابقة، بتفعيل شبكات الامان المالية، والوفاء بالالتزامات المالية من قبل الدول الشقيقة لدعم موازنة دولة فلسطين مقدرين عاليا الدول التي أوفت بالتزاماتها وداعين الدول الشقية الأخرى للالتزام بما عليها. هذا الظرف صعب وخطير للغاية نرجوا ان لا تتخلوا عنا فيه.
وقال "أبوو مازن" في خطابه أمام القمة العربية: إننا ماضون في جهودنا لوحدة ارضنا وشعبنا، لم نتوقف عن دفع نصف ميزانيتنا لغزة، لسنا نحن من نقاطع غزة الذي يقاطعم هو اسرائيل، وقد بذلنا كل جهد ممكن لاتمام الجهود العربية والدولية، على الرغم من مواقف حماس التي تعطل المصالحة، مثمنين موقف مصر
التي قدمت مؤخرا مبادرة وافقت عليها حماس ونحن، وإلى الآن لم تُطبّق. "حماس لا تريد المصالحة، وقالها بصراحة نتنياهو كلما جاء دعم لحماس كلما ابتعدنا عن المصالحة، ارجو إن ننتبه الى ذلك".
وحول جهود تشكيل الحكومة، قال عباس: سيكون لنا قبل منتصف هذا الشهر حكومة جديدة تبدأ بالاعداد للانتخابات في الضفة والقدس وغزة، علها تكون الخطوة التي تنهي الانقسام من خلال إردة الشعب في صندوق الاقتراع. نقول لأهلنا في قطاع غزة إننا لن نتخلى عنكم، ولن نقبل بدولة في غزة ولا دولة دون غزة، وانتظروا ذلك سيإتي من امريكا خلال شهر أو شهرين حديث عن دولة في عزة.
وكان "أبو مازن" قد استهل كلمته بالحديث عن واقع مدينة القدس، في ظل ممارسات الاحتلال الهادفة إلى تهويد المدينة، وقال: "تواصل قوات الاحتلال ممارساتها القمعية في القدس واجراءتها التعسفية، من أجل طمس هوية المدينة المقدّسة وتغيير معالمها الروحية والتاريخية، وانتهاك حرمة مقداستنا الاسلامية والمسيحية، والتضييق على اهلها وزائريها، فكل يوم يتعرض المسجد الاقصى لاقتحامات، والتي كان آخرها الاعتداءات على باب الرحمة، ومواصلة عمليات حفر الانفاق، بهدف استكمال ما يطلقون عليه التقسيم المكاني والزماني في الحرم القدسي الشريف، علاوة على الاعتدءات على كنيسة القيامة ورهبانها.
وفي هذا الشأن، قال: نجري اتصالات حثيثة ومتواصلة وعلى الصعد كافة، وبتنسيق مشترك مع الملك عبد الله الثاني صاحب الوصاية على المقدسات وشريكنا في الدفاع عن القدس الشرقية، وهنا نشيد بدور الأوقاف الاسلامية الاردنية باعتبارها مسؤولة حصرية عن ادارة شؤون المسجد الاقصى. نعمل سوية من أجل وقف هذه الممارسات الشرسة من الجماعات المتطرفة والمحمية من الحكومة والعودة إلى الوضع القائم قبل عام 67 التي تعمل حكومة الاحتلال على تغييرها.
وحيا أهل القدس، قائلا: إن امتكم وقادتها يحيّون صمودكم ولن يتركوكم وحدكم، فقد وقفتم مسلمين ومسيحيين معا في وجه المحتلين، مقدرين عاليا الاتصالات والجهود المبذولة من الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس.
ووجه الرئيس الفلسطيني انتقادات حادة للادارة الأمريكية، وقال: "إن ما تشهده فلسطين من ممارسات قمعية وخنق للاقتصاد ومواصلة اسرائيل لسياستها العنصرية والتصرف كدولة فوق القانون، ما كان له أن يكون لولا دعم الإدارة الأمريكية للاحتلال الاسرائيلي. هي السبب الأول والأخير. وهي التي اعترفت بالقدس عاصمة لاسرائيل ونقلت سفارتها إليها، وضمت القنصلية لها، وازاحت ملفات الاستيطان واللاجئين والاونروا عن الطاولة، واغلقت ممثلية المنظمة في واشطن، وانهت مبدأ الدولتين وأسقطت صفة الاحتلال عن الاراضي الفلسطينية، وأعلنت بشكل غير شرعي عن اعترافها بضم الجولان السوري المحتل لاسرائيل وسيادتها عليه، وهو ما نرفضه ويرفضه العالم اجمع، والآتي أعظم وأخطر من الولايات المتحدة، حيث ستقول لاسرائيل ضمي جزءا من الاراضي الفلسطينية، واعطي ما تبقى منها حكما ذاتيا، واعطي قطاع غزة دولة شكلية لتلعب بها حماس.
وتابع: ما قامت به الادارة الأمريكية يمثل نسفا للمبادرة العربية وتغييرا جذريا بمواقف الادارات الامريكية المتعاقبة بشأن الصراع العربي الاسرائيلي. جاء ترامب ليعلن بكل صفاقة هذه السياسة المنافية قطعا للشرعية الدولية من بداية عام 47 حتى يومنا هذا، وتكون هذه الادارة قد أنهت ما تبقى لها من دور في طرح خطة السلام أو القيام بدور الوسيط في عملية السلام فهي وسيط غير نزيه.
وقال: نؤكد لكم صحة قراراتنا من وقف الاتصالات بالإدارة الامريكية، وباعتبارها غير مؤهلة وحدها لرعاية المفاوضات، لا يمكن أن نقبل بأي خطة سلام لا تحترم أسس ومرجعيات عملية السلام وقرارات الشرعية الدولية وصولا لانهاء الاحتلال وتحقيق الحرية والاستتقلال لدولتنا بعاصمتها القدس الشرقية.
وأضاف مخاطبا الزعماء العرب: "ندعوكم اخواني القادة، للحذر من محاولات اسرائيل دفع بعض دول العالم لنقل سفاراتها الى القدس، هذا الامر يستدعي من دولنا أن تقف في وجهها، واعلان تلك الدول التي تسير في هذا الاتجاه بأنها تخالف القانون الدولي وتعرض مصالحها السياسية والاقتصادية مع الدول العربية للخطر.
وقال: كما اننا على ثقة بأن محاولات اسرائيل لتطبيع علاقاتها مع الدول العربية والاسلامية لن تنجح، مالم تُطبق مبادر السلام العربية من البداية الى النهاية وليس العكس، ولا تطبيع الا بانهاء الاحتلال للاراضي الفلسطينية والعربية.
وتابع: في ظل غياب حل سياسي دَعونا لؤتمر دولي للسلام، وإنشاء هيئة دولية متعددة الاطراف لرعاية مفاوضات السلام. نحث الدول الاوروبية التي لم تعترف بفلسطين وغيرها للقيام بذلك، لأن من شأن ذلك أن يحافظ على حل الدولتين ويعزز فرص السلام في المنطقة.
وأكد، سنواصل عملنا المشترك من اجل حصول دولة فلسطين على العضوبة المكاملة في الامم المتحدة، لا سيما بعد اختيار فلسطين لرئاسة المجموعة 77 زائد الصين، وهو دليل على ثقة المجتمع الدولي بقدرة وكفاء مؤسسات الدولة الفلسطينية على القيادم بحل مشاكل دولية ذات شأن كبير مثل التنمية المستدامة والبيئة والتواصل بين دول الجنوب والشمال.