نشر بتاريخ: 10/04/2019 ( آخر تحديث: 10/04/2019 الساعة: 08:34 )
الخليل – تقرير معا- أصدرت سلطات الاحتلال أمراً عسكرياً بمصادرة 401 دونم من أراضي مخيم العروب وبلدتي بيت أمر وحلحول لشق طريق استيطاني يمتد من عصيون شمال مدينة الخليل حتى حلحول (التفافي العروب) وهذه الشارع سليتهم أكثر من 1273 دونما .
وقد ادعت سلطات الاحتلال بأن هذا الشارع سيشكل حلا للمصلحة العامة من ناحية المواصلات والأمان للفلسطينيين والمستوطنين الاسرائيليين ، وفي المقابل اعتبر الفلسطينيون الشارع بانه سيعزل مخيم العروب وبلدة بيت أمر وأجزاء كبيرة من مدينة حلحلول، وأمام المواطنين نحو 50 يوماً لتقديم اعتراضهم على المخطط الذي نشرته سلطات الاحتلال وإفشاله كما حدث في السابق.
شارع (التفافي العروب) كما يسميه الاحتلال الاسرائيلي ، اعلن عن مخططه في العام 2003، وقدم حينها مواطنون اعتراضات على مساره الذي سيدمر أراضيهم ومزروعاتهم ، وسيمر بمناطق أثرية وبالمحمية الطبيعية في المنطقة، كما سيأتي على مقربة من مقبرة مخيم العروب. ويهدف لربط مستوطنة "كرمي تسور" مع الشارع الجديد من خلال مقطع فيه، وسيلغي المدخل الشمالي لمدينة حلحول (الحواور) واعتماد مدخل النبي يونس كمدخل ومخرج لحلحول .
والهدف الاستراتيجي من هذا الشارع يكمن في ربط ما يسمى بالقدس الكبرى التى حدودها تصل لبيت البركة مع مستوطنة "كريات اربع" ومستوطنة "كرمي تسور" وسيمنع الفلسطينيين من استخدام هذا الشارع في المستقبل .
يُشار الى أنه في العام 1997 أصدر ما يسمى قائد المنطقة الوسطى العسكري في حينه "ايلان بيران" قرارا عسكريا يمنع الفلسطينيين من استخدام الطرق الالتفافية وتم تجميد القرار ولم يلغى .
واستناداً لتقرير نشرته منظمة مراقب الشؤون الانسانية التابع للأمم المتحدة (اوتشا) في نيسان 2016 ، تقريراً لها حول مجمع بيت البركة وجاء فيه :" قامت منظمة إسرائيلية في عام 2012، وبشكل سري، بشراء ممتلكات في هذا الموقع من منظمة سويدية مسيحية وهمية قامت بشرائها قبل سنوات قليلة من كنيسة مشيخية. العقار يعرف باسم "بيت البركة" ويتكون من ثمانية مباني على ما يقرب من 40 دونم من الأرض. وعلى مدار السنة الماضية نفذت المنظمة أعمال ترميم مكثفة في العقار. وفي تشرين الأول/أكتوبر 2015، صادقت وزارة الدفاع الإسرائيلية على تعديل حدود المجلس الإقليمي لمستوطنات غوش عتصيون لتشمل مجمع بيت البركة. وبالرغم من أن المباني، كما أفادت التقارير، يمكنها إسكان عشرات الأسر، لا يزال من غير الواضح إذا ما كانت المستوطنة الجديدة ستستخدم لأغراض سكنية أو سياحية ". كما جاء في تقرير (اوتشا) .
كما ان (اوتشا) في تقريرها أبدت قلقها عن الاحداث التي قد تقع في المستقبل ، جيث جاء في ذات التقرير :" من المرجح أن يؤدي السكان و/أو عملية الاستيطان على أساس دائم إلى تبني إجراءات أمنية، بما في ذلك فرض قيود على وصول الفلسطينيين. والمنطقة المحيطة ببيت البركة هي أملاك خاصة لمزارعين من قرية بيت أُمَّر وهي مزروعة بشكل مكثف بالزيتون، والعنب، واللوزيات، والتفاح والخضر الموسمية. وأبدى المزارعون قلقهم من إمكانية إقامة تركيب أسيجة إضافية حول العقار وفرض قيود تعرقل الوصول إلى المنطقة، استناداً إلى الممارسات الشائعة في المستوطنات الأخرى. هذا بالإضافة إلى المخاوف الموجود مسبقاً والمتعلقة بتعبيد طريق التفافي بديل لقسم من الطريق رقم 60 يمر بجوار مخيم العروب، وهذا قد ينطوي على مصادرة أراضي واقتلاع أشجار".
بعد عام ونصف تقريباً من نشر تقرير (اوتشا) وافقت حكومة الاحتلال الاسرائيلي على ميزانية بقيمة 800 مليون شيكل، لإنشاء طرق استيطانية جديدة في الضفة الغربية وبضمنها (التفافي العروب) .
وقد أرسل رئيس الحكومة الاسرائيلية "بنيامين نتنياهو" رسالة بتاريخ 25/10/2017 الى رؤساء المستعمرات المقامة على أراضي الضفة الغربية ، جاء فيها موافقته على الميزانية لإنشاء عدة طرق " التفافية" في الضفة الغربية، وأن هذه الخطة سوف تدخل حيز التنفيذ في السنة المالية القادمة الي في العام 2018 ، لكن تأخر ذلك بسبب الأوضاع السياسية السائدة ، وتزامناً مع الانتخابات البرلمانية الاسرائيلية (الكنيست) تم اصدار هذا القرار لكي يكون مكسباً انتخابيا وسياسيا لـ "نتنياهو".
وحسب المخطط سيمر الشارع في الحوض الطبيعي رقم (2): في أجزاء من المواقع (خربة أم طلع، خربة بريقوت، بيت زعتة، جبل أبو سودا، فريديس، جبل القرن، واد الشيخ)، كما سيمر في الحوض الطبيعي رقم (4) جزء من الموقع واد العروب، وكذلك في الحوض الطبيعي رقم (8) جزء من الموقع (القنية)، حيث سيستولي الشارع على حوالي 740 دونماً من أراضي بلدة بيت أمر.
كما سيمر في الحوض الطبيعي رقم (8) في أجزاء من المواقع (خربة الخيران، الحواور، رأس القاضي، خربة أم درج، خربة بيت خراف، الجمجمة، ارض عين الشنار، أم سليمان، الرموز)، كما سيمر في الحوض الطبيعي رقم ( 10) جزء من المواقع ( ظهر البو، وردان)، وكذلك في الحوض الطبيعي رقم ( 11) جزء من الموقع ( وردان)، حيت سيستولي على حوالي ( 530) دونما من أراضي بلدة حلحول.
وكان مركز أبحاث الأراضي قد أعد تقريراً مفصلاً حول هذا الشارع ونشر في وقت سابق، وجاء فيه :" من خلال تتبع مسار الطريق الاستيطاني الجديد فإنه سيلتهم مساحات شاسعة من أراضي المواطنين المزروعة بالأشجار المثمرة وخاصة العنب واللوزيات ، كما سيلتهم مساحات من أراضي كلية العروب الزراعية، ويلحق الضرر بالاشتال والأشجار في هذه المساحات والمعدة للتجارب والبحوث الزراعية، وبحسب مخططات هذا الطريق فإن سلطات الاحتلال ستبني جسرا على مقربة من مدخل الكلية الزراعية، حيث ستقام أعمدته في أراضي الكلية، وسيخترق هذا الجسر المحمية الطبيعة " جبل القرن" شرق بلدة بيت أمر.
وأضاف تقرير مركز أبحاث الأراضي :" كما سيأتي هذا الطريق على مقربة من مقبرة مخيم العروب، في الجهة الجنوبية الغربية من المخيم، وسيلحق الضرر بملعب رياضي مقام في الجهة الغربية أيضاً. كما سيلحق الضرر، وخطر الهدم بمنازل المواطنين في مخيم العروب وخاصة في الجهة الغربية من المخيم، حيث قامت سلطات الاحتلال بتوجيه إخطارات بوقف العمل وهدم المنازل التي بُنيت في المنطقة الغربية من المخيم في وقت سابق ".